تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وهو ملة ابراهيم الذي قال فيه المولى الكريم: " ومن يرغب عن ملة ابراهيم إلا من سفه نفسه، ولقد اصطفيناه في الدنيا وإنه في الآخرة لمن الصالحين، إذ قال له ربه أسلم قال أسلمت لرب العالمين.". (6).

وهو رسالة نبي الله اسماعيل، واسحاق، ويوسف، وسليمان، وموسى، وعيسى على الجميع السلام.

وما بعث لبنة التمام ومسك الختام إلا بالاسلام " اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا " (7) ..

نعم، بعثوا بالاسلام، وعاشوا الاسلام وللاسلام، وتمثلوا مبادئه وضحوا من أجلها بكل غال ونفيس.

تضحية الأولين من أجل المبادئ:

فكل الأمم والأفراد يحملون مبادئ، بها يحيون وعليها يموتون، وبإطلالة على كتاب ربنا وسنة نبينا التي وصلتنا والتي تخلينا عنها نتبين هذه التضحيات الرائعة والعجيبة التي فرطنا فيها.

-فمن أجل المبدأ ضحى هابيل بنفسه أمام أخيه قابيل ولم يمد عليه يديه." قال لئن بسطت إلي يدك لتقتلني ما أنا بباسط إليك يدي لأقتلك … (8)

-ومن أجل المبدأ صبر نوح (خمسين وتسعمائة) سنة وهو يدعو ولم يمل ولم يتقاعس. (9).

-ومن أجل المبدأ نفذ نبي الله إبراهيم عليه السلام أمر ذبح ابنه وفلذة كبده، " يا بني إني أرى في المنام اني أذبحك فانظر ماذا ترى .. " (10).

-ومن أجل المبدأ استجاب نبي الله اسماعيل لأمر الذبح (وقال يا أبت افعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين". (11).

-ومن أجل المبدأ فر أصحاب الكهف بدينهم واختلوا بكهفهم."وإذ اعتزلتموهم وما يعبدون إلا الله فأووا الى الكهف ينشر ربكم من رحمته ويهيئ لكم من أمركم مرفقا .. " (12).

-ومن أجل المبدأ قبل غلام الأخدود أن يضحي بنفسه ويُقتل بسهمه. (13).

-ومن أجل المبدأ قبل أصحاب الأخدود الرمي في النار. (14).

-ومن أجل المبدأ رفض يوسف الوقوع في المعصية:"معاذ الله إنه ربي أحسن مثواي". (15).

-ومن أجل المبدأ نشر الأنبياء بالمناشير وصبروا واحتسبوا كما أخبر النبي صل1:"كان الرجل فيمن قبلكم يحفر له في الارض فيجعل فيها فيجاء بالمنشار، فيوضع على رأسه فيشق اثنتين، وما يصده ذلك عن دينه، ويمشط بأمشاط الحديد مادون لحمه من عظم أو عصب وما يصده ذلك عن دينه، والله ليتمن هذا الأمر حتى يسير الراكب من صنعاء الى حضرموت لا يخاف إلا الله أو الذئب على غنمه… .. ". (16).

ومن أجل المبدأ رفض محمد صل1 كل المغريات فقال: " والله يا عم لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في يساري على أن أترك هذا الدين لا أتركه حتى يظهره الله أو أهلك دونه". (17).

وقال: " ما جئتكم لما جئتكم به أطلب أموالكم ولا الشرف فيكم، والملك عليكم، ولكن الله بعثني إليكم رسولا وأنزل علي كتابا وأمرني أن أكون لكم بشيرا ونذيرا، فبلغتكم رسالات ربي ونصحت لكم فإن تقبلوا مني ما جئتكم به فهو حظكم في الدنيا والآخرة وإن تردوه علي أصبر لأمر الله حتى يحكم بيني وبينكم". (18).

-ومن أجل المبدأ ضحى الرواحل الأول، بالنفس والنفيس ليسود هذا الدين وينتشر في أصقاع المعمور.

-فهذا بلال رض1 مؤذن الرسول صل1 يشتد عليه أذى الكفار حتى إنهم ليطرحونه على ظهره في رمضاء مكة الملتهبة بالحرارة، ويضعون الصخرة الثقيلة على صدره يريدون منه أن يترك هذا الدين فيصمد ويثبت على دينه ويقول: أحد أحد. (19).

-وهذا حبيب بن زيد الأنصاري رض1 يقول له مسيلمة الكذاب: قل: لا إله إلا الله، فيقول: لا إله إلا الله، فيقول له: قل: أشهد أن مسيلمة رسول الله، فيقول: لا أسمع، ثم يقطعه مسيلمة عضوا عضوا، ويأبى أن يقول: مسيلمة رسول الله، حتى لقي ربه صابرا محتسبا. (20).

-وهذا عبد الله بن حذافة السهميرض1 يأخذه ملك النصارى أسيرا عنده، ويقول له: اتبعني وأشركك في ملكي فيأبى ويقول: لا أبغي بدين محمد بديلا، ثم يحمي ملك الروم النحاس بالنار، ويغلي القدور لتعذيبه، وعند ذلك يبكي عبد الله بن حذافة فيطمع ملك الروم برجوعه عن الاسلام، ويقول: تتبعني وتترك دينك، فيرد عليه عبد الله بقوله: ما بكيت خوفا على نفسي، ولكن وددت أن لي نفوسا عدد شعري تعذب في سبيل الله فتدخل الجنة بغير حساب " .. (21).

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير