إن ما ينقص الأمة اليوم هو اعتزازها بمبادئها، لأن اعتزاز أمة بمبادئها وإن كانت خاطئة قد يحييها سنوات، ولكن صحة المبدأ وسلامته هو الذي يجعلها تعيش وتخلد الى قيام الساعة فحال الأمة المسلمة اليوم كحال موسى وهو يحمل العصا، ويخاف من الحبال.
فعار على أمة تحمل مثل هذا الدين أن تخاف أو تجبن أو تصبح قصعة يأكل منها الخاص والعام.
إن هذا الدين محتاج الى من يحمل همه، فأعظم حمل له أن نحمله في سلوكنا وأخلاقنا
لكن الناس اليوم مع الأسف الشديد تركوا حمل هم الدين وانشغلوا بهم الطين.
أبناء المسلمين اليوم أصابهم غرور الانتماء الفارغ، فهم مسلمون بإعلان الشهادة وبعيدون عن حقيقة الشهادة، إنه كمال زائف، وشعور بالطمأنينة الزائفة، ولم لا، والكل يدعي تأدية الفرائض، ويتمسك بقول الرسول صل1: " أفلح إن صدق " (30).
فماذا يلزمه؟؟.متجاهلا سنة الله في الكون التي تتطلب الجد والعمل وبذل الجهد لصالح الأمة في شتى الميادين.
كما أصابتهم حمى العائق الوحيد، فالكل يشتكي من وجود مشكل قائم يلزم حله، فإذا تيسر وجود الحل، ظهر مشكل آخر وجب حله، فإذا وجد له حلا ظهر مشكل آخر وهكذا والانسان يدور مع المشاكل دون شعور بمرور الزمن وحلول الأجل.
كما أصابت البعض حمى تجزيء الاسلام، لتبرير أحوال معينة، وتتمثل في إقناع المسلم نفسه بشرعية انحرافه عن الاسلام، فيأخذ مثلا من الاسلام مظهره ويترك الباقي، ويتخذ آخر من أخلاق الاسلام ديدنه، ويترك الباقي، وهكذا لو بحثنا في الناس لوجدناهم يبعضون الاسلام تبعيضا (يومنون ببعض ويكفرون ببعض)، وهذا هو الأخطر على الدين وعلى المسلمين، حين يسوء الفهم للاسلام ويُعتقد بصحة الأفعال.
وهذا يهتم بالجانب الاقتصادي فيه، وآخر بجانبه السياسي، والآخر بجانبه الأخلاقي، وهي كلها مفاهيم جزئية،تشمل بعضا من الدين وليس كل الدين. إذ إن دين الأمة المحمدية دين شامل ومتوازن بين كل المجالات.
هكذا نكون قد وضعنا أيدينا على مكمن الخلل، إنه التغيير والتبديل الذي انحرفنا بسببه عن هذا الدين إنه البعد عن المبادئ وعدم التضحية من أجلها، إنه الوهن الذي عبر عنه المصطفى صل1 في حديث القصعة. (31)، فما أحوج الأمة أن تعود الى دينها وتعض على مبادئها وتسلم أمرها الى بارئها.
د/ أحمد العمراني
الجديدة المغرب
1 - فتح الباري رقم الحديث:6584.
2 - المستدرك على الصحيحين للحاكم النيسابوري،ج:4/ 94.كتاب معرفة الصحابة،باب ذكر فضائل هذه الأمة على سائر الأمم، رقم الحديث:6987/ 2585.وقال الذهبي فيه: صحيح.
3 - سورة الشورى الاية:13.
4 - سورة النمل الآية:91.
5 - سورة الببقرة الآية:133.
6 - سورة البقرة، الآية:131.
7 - سورة المائدة الآية:3.
8 - سورة المائدة الآية:28.
9 - سورة العنكبوت الآيى:14.
10 - سورة الصافات الآية102.
11 - سورة الصافات الاية:103.
12 - سورة الكهف الاية:16.
13 - و14 - صحيح مسلم،18/ 102،كتاب الزهد والرقائق،رقم الحديث:73/ 3005.
15 - سورة يوسف: الآية:23.
16 - صحيح البخاري كتاب المناقب،.رقم الحديث:3612.،وتكرر أيضا تحت رقم:3852و6943.
17 - السيرة النبوية 2/ 101. والروض الأنف:2/ 7.
18 - السيرة النبوية:2/ 133،والبداية والنهاية لابن كثير:3/ 50.
19 - السيرة 2/ 160،وصفة الصفوة:1/ 435.
20 - السيرة 2/ 312،وتفسير ابن كثير:2/ 589.
21 - سير أعلام النبلاء:3/ 204 - 205.
22 - صحيح مسلم،كتاب التوبة،باب:9/رقم الحديث:53.
23 - صحيح مسلم،كتاب التوبة،باب:9/رقم الحديث:53.
24 - سورة التوبة،الآية:117/ 118.
25 - سورة الأحزاب، الآية:23.
26 - سورة الأعراف، الاية:12.
27 - سورة هود الآية:43.
28 - سورة العنكبوت، الاية:39.
29 - سورة الشعراء، الآية:41.
30 - خاتمة الحديث الصحيح الذي أخرجه البخاري في صحيحه رقم الحديث 46،كتاب الايمان باب الزكاة من الاسلام).
31 - سنن أبي داود كتاب الملاحم 11/ 272.
ـ[توفيق العبيد]ــــــــ[19 Sep 2010, 10:08 م]ـ
جزيت خيرا ووفقك الله، ولكن أود إضافة كلمة فلا يضيق صدرك بها، وهي تمثل رأيي الشخصي على الأقل:
الأمة التي تطالبها بأن تزحف بمادئها هي أمة تحمل تلك المبادئ، وتلاحظ ذلك في سيرة الرعيل الأول من سلفنا الصالح، فما أرسل النبي رسائله للملوك، إلا بعد جهز أمة تحمل تلك الرسائل، وقبل أن نطالب الأمة بالزحف بمادئها، فلنطالبها بالزحف لتلك المبادئ.
¥