تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

الذي يصح الاستدلال به وحده في أبواب الإلهيات. أما قياس الجدل المؤلف من المقدمات المشهورات أو المسلمات فلايفيد اليقين، ولايصح اتخاذه حجة في المطالب الإلهية. والقياس الخطابي من باب أولى؛ لأن مقدماته إمامقبولة أو مظنونة. وإذا كانوا يجعلون النظريات من المواد اليقينية، وهي القضايا المعلومه بالنظر العقلي، ويجعلون الشرعيات قرآنا وسنة من المشهورات التي لاتفيد اليقين علمنا كيف أدت هذه الأداة الفاسدة لعزل النقل تماما وإحلال العقل محله عن طريق القياس البرهاني!! وليست هذه الغائلة الوحيدة لهذا العلم بل له غوائل كبيرة جدا لايعرفها على وجهها الحقيقي إلا من قرأ الرد على المنطق الكبير لشيخ الإسلام ابن تيمية! وربما خرج من هذا الكتاب بقناعة أن المنطق ليس أداة سليمة للتفكير أصلا بله أن يكون مقدمة لأشرف العلوم من عقيدة وأصول، وأن مثل من سار على قواعده ليهتدي في فكره كمن خرج من الطائف مثلا يريد مكة فبدلا من أن يسلك طريق الهدا القريب خرج جنوبا حتى وصل إلى أبها ثم نزل إلى طريق الساحل يطلب مكة التي إن وصلها من هذا الطريق لم يصلها إلى بعد جهد وعناء شديد؛ ولهذا في تقديري لاينبغي دراسة المنطق بمعزل عن مادة نقد المنطق.وأذكر أننا حين كنا في الدراسات العليا بجامعة أم القرى / قسم العقيدة درسنا المنطق على هذا النسق؛ فبدأنا بدراسة المنطق حتى أكملناه ثم درسنا نقده بعد ذلك وما استبانت لنا غوائله إلا بعد دراسة نقده، وإلا فقد ظننا بادي الرأي أنه مجرد أداة للتفكير السليم؛ فرحم الله ابن تيمية على مابين في كتابه العظيم (الرد على المنطقيين) من غوائل المنطق ومفاسده، وجزى الله الأستاذ الدكتور / بركات عبد الفتاح دويدار خير الجزاء على مابذل في تدريس هذا العلم عرضا ونقدا لسنوات طوال رغم صعوبة هذا العلم وطول محاضرته التي كانت تستمر لثلاث ساعات لايضيع منها دقيقة واحدة حتى استوعب المنهج كله في عام كامل (إن الله لايضيع أجر المحسنين).

ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[20 Sep 2010, 08:28 ص]ـ

أحسن الله إليك يا دكتور عيسى وغفر ذنبك، وزادك علماً وهدى.

معلومات قيمة، وفوائد بديعة.

أمَّا مثالك لتقريب عُسْرِ دلالة علم المنطق على المقصود بقاصد مكة من طريق الهدا القريب، أو من طريق الطائف أبها الساحل البعيد، فقد وقع مني موقعه تَماماً وأضحكني لخبرتي به، ولكن هل تتوقع أنَّ الزملاء هنا خاصة من هم خارج السعودية يعرفونه http://www.tafsir.net/vb/images/icons/icon7.gif

نحن دوماً في انتظار مثل هذه الفوائد والخلاصات العلميَّة المركَّزة، الخالية من أي مواد (حافظة) بارك الله فيك.

ـ[عيسى السعدي]ــــــــ[20 Sep 2010, 01:22 م]ـ

شكر الله لك دكتور عبدالرحمن لطفك وحسن ظنك والمثال الذي ذكرته لعسر التفكير وفق القواعد المنطقية مقتبس من كلام شيخ الإسلام في الرد على المنطقيين وإنما غيرت صورته ولكن يبدو أنني كنت كمن أراد أن يعربه فأعجمه!

ـ[توفيق العبيد]ــــــــ[20 Sep 2010, 02:00 م]ـ

استاذنا الكريم عيسى السعدي: احسن الله إليك لحسن ردك وعظيم نفعه، لكن انا درست المنطق على يد العلامة الراحل الشيخ أديب كلاس الدمشقي رحمه الله رحمة واسع وغفر له، استاذ هذا العلم في معهد الفتح الإسلامي، وكان من كتاب شرح السلم المنورق للدمنهوري. ولحذر الشيخ الراحل من مزالق المنطق، فقد كان يعلمنا تطبيقه في المجال الذي يخدم الدين، ويبعدنا عما ذهب إليه الفلاسفة حين استخدموا هذا العلم.

ومن المؤكد نحن لا نتخذ عقائدنا من عقولنا، وإنما نستخدم عقولنا لتقودنا لفهم صحيح لما جاء بشأنها في مصدرها الأصلي (الكتاب والسنة).

وقد قال لنا استاذنا الدكتور بديع اللحام حفظه الله تعالى- عميد كلية الشريعة بدمشق حاليا- يوم ان كان كان يدرسنا مصطلح الحديث: إن وظيفة العقل هي التأكد من صحة النقل ومحاولة فهمه وفق الطاقة. والمراد بالتأكد من صحة النقل هو العناية بقواعد مصطلح الحديث التي تمثل سياجا منيعا لحماية سنة نبيا صلى الله عليه وسلم.

ـ[عيسى السعدي]ــــــــ[20 Sep 2010, 10:01 م]ـ

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير