تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

الأخ الكريم توفيق مشاعرك أفهمها تماما؛ لأن عشتها مثلك حين درست المنطق مجردا مع تحذير مجمل من مشايخ كرام أمثال من ذكرت؛ ولكن لم أعرف الغوائل الحقيقية لهذا العلم إلا بعد عدة سنوات حين درست المنطق ثانية على يد الأستاذ الدكتور / بركات ثم درسنا عقبه نقد المنطق من كتاب الرد على المنطقيين لابن تيمية!!

وبقطع النظر عن هذا كله لو نظرنا إلى السلف الصالح لوجدنا أنهم أكمل الأمة علما وعملا ومع ذلك لم يعرفوا المنطق الصوري الذي يزعم أهله أن من لايعرفه لايوثق بعلمه!

ولو نظرنا ثانية للمنطق لوجدنا أنه تراث أمة كافرة وثنية عرفته الأمة الإسلامية حين ترجمت كتب اليونان زمن المأمون؛ ويقال أن المأمون حين أرسل في طلبها جمع كبير الروم علماء اللاهوت - وهم من أعرف الناس بالمنطق والفلسفة - فأشاروا عليه أن يرسلها؛ لأنها لم تدخل على أمة إلا أفسدتها!! وفعلا ولد علم الكلام بعد دخول هذه الكتب؛ وأفسد على المسلمين عقيدتهم، وعزلهم عن كتاب ربهم حتى عاد معظمه متشابها؛ ولهذا استطال عليهم الفلاسفة وقالوا كيف تقولون إن نصوص الصفات من المتشابه وهي معظم القرآن ثم تنكرون علينا اعتبار نصوص المعاد الجسماني من المتشابه وهي أقل من ذلك بكثير! وبهذا ومايشبهه تمكن ابن سينا في الرساله الأضحوية وغيرها من إفحام المتكلمين وإن أنكروا ذلك وردوا بحجج ضعيفة إلا أنك تشعر بهزيمتهم النفسية في ثنايا كلامهم، وفي نظرتهم للفلاسفة الذين يسمونهم الحكماء!

والمقصود أن هذا العلم الذي لم يعرفه أكمل الأمة علما وعملا؛ وإنما هو تراث أمة كافرة مستكبرة كيف يكون هذا العلم ضرورة أومدخلا للعلوم الشرعية شرفها الله!

وأختم كلامي بما ذكره الآلوسي في تفسيره أن سقراط لما قيل له: ألا تهاجر إلى موسى؟ فقال: نحن قوم مهذبون لاحاجة لنا بالهجرة لموسى ليهذبنا!! (فلما جاءتهم رسلنا بالبينات فرحوا بما عندهم من العلم)! انظر إلى هذا الاستعلاء عن هدي الأنبياء ثم نحن ورثة الأنبياء نستجديهم العلم وعندنا العلم الذي يعلو ولايعلى (ولاتهنوا ولاتحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين).

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير