ـ[جمال العاتري]ــــــــ[16 Oct 2010, 08:51 ص]ـ
الموقف الثامن: جاء في كتاب مواقف اجتماعية من حياة الشيخ العلامة عبدالرحمن بن ناصر السعدي، إعداد وتأليف ابن الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن ناصر السعدي:
اشترى الشيخ الوالد رحمه الله حمل حطب وعادة أهل عنيزة عندنا إذا اشترى الواحد حطباً يُدخل الجمال الحطب داخل البيت وإذا انتهى من عمله يضع له أهل البيت تمراً وماء، وإذا أكل وشرب يغلق باب البيت بقوة بقصد إخبار أهل البيت أنه خرج من البيت.
في إحدى المرات لما خرج الجمال جاء الوالد يريد إغلاق الباب بعد الجمال فوجد الوالد بالحوش في طريقه للباب علبة عرف الوالد أنها علبة دخان ساقطة من الجمال، قام الوالد وأخذ العلبة وفتح الباب ونادى الجمال، وقال له الوالد: هذي لك؟ يعني بذلك علبة الدخان، قال بعد تردد: نعم هذه لي، لكنك يا شيخ تدري ما بداخلها؟ قال الوالد: نعم دخان. قال الجمال: وتعطينيها يا شيخ؟ قال الوالد: نعم، لأنك إذا ما لقيت العلبة سوف تشتري بقيمة الحطب الذي بعته بدلاً منها وتجوع عيالك وتحرمهم من الرزق والهادي الله سبحانه.
قال له الجمال: باسم الله، وأخذ العلبة ورمى ما فيها من دخان وأوراق بالأرض، وقال: اللهم إني تبت إلي الله ولن أعود للدخان مرة أخرى.
جزاكم الله خيرا يا استاذ فهد الخير على هذه اللآلىء الحسان وكتب أجركم.
لما وصلت إلى هذه القصة مع الشيخ الإمام السعدي رحمه الله هزّني موقفه وحكمته وبعد نظره وطريقة دعوته إلى الله تعالى وفعلا هي أخلاق كبار ... وقد تذكرت موقف الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود رض1 مع التابعيّ زاذان رح1 الذي كان يشرب المسكر، ويضرب بالطنبور، ثم رزقه الله التوبة على يد عبد الله بن مسعود رض1 فصار زاذان رح1 من خيار التابعين، وأحد العلماء الكبار، ومن مشاهير العباد والزهاد.
وإليكم قصة توبته، كما يرويها بنفسه رح1 من سير أعلام النبلاء، قائلاً:
كنت غلاماً حسن الصوت، جيد الضرب بالطنبور، فكنت مع صاحب لي وعندنا نبيذ وأنا أغنيهم، فمر ابن مسعود فدخل فضرب الباطية (الإناء) فبددها وكسر الطنبور، ثم قال: لو كان ما يسمع من حسن صوتك يا غلام بالقرآن كنت أنت أنت، ثم مضى، فقلت لأصحابي: من هذا؟ قالوا: هذا ابن مسعود، فأُلْقِيت في نفسي التوبة، فسعيت أبكي، وأخذت بثوبه، فأقبل عليّ فاعتنقني وبكى وقال: مرحباً بمن أحبه الله، اجلس، ثم دخل، وأخرج لي تمراً.
قال زبيد: رأيت زاذان يصلي كأنه جِذْع. اه
فلله درّهم من أتقياء أنقياء ...
نسأل الله تعالى أن يهدينا إلى أحسن الأعمال وأحسن الأخلاق.
ـ[أم ديالى]ــــــــ[16 Oct 2010, 10:01 ص]ـ
جزاكم الله خيرا ولي عودة ان شاء الله للقراءة
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[16 Oct 2010, 06:26 م]ـ
أسأل الله أن يحفظك ويبارك فيك ويغفر لك أخي العزيز جمال، وجعلنا الله وإياكم ممن حسن خلقه وسلم صدره، والشكر موصول للأخت الكريمة أم ديالي.
الموقف الثاني عشر: أورده الذهبي رحمه الله في سير أعلام النبلاء:
كان القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق، قليل الحديث، قليل الفتيا، وكان يكون بينه وبين الرجل المداراة في الشيء، فيقول له القاسم: هذا الذي تريد أن تخاصمني فيه هو لك، فإن كان حقاً، فهو لك، فخذه، ولا تحمدني فيه، وإن كان لي، فأنت منه في حِلّ وهو لك.
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[29 Oct 2010, 06:58 م]ـ
قال ابن القيم رحمه الله في كتاب مدارج السالكين: (إنما الدين الخلق، فمن فاق عليك في الخلق فاق عليك في الدين).
وقال الأديب الرافعي ـ رحمه الله ـ في كتابه وحي القلم: (لو أقام الناس عشر سنين يتناظرون في معاني الفضائل ووسائلها، ووضعوا في ذلك مئة كتاب، ثم رأوا رجلاً فاضلاً بأصدق معاني الفضيلة، وخالطوه وصاحبوه، لكان الرجل وحده أكبر فائدة من تلك المناظرة، وأجدى على الناس منها، وأدل على الفضيلة من مئة كتاب ومن ألف كتاب).
ـ[عبدالرحمن شاهين]ــــــــ[23 Nov 2010, 09:35 ص]ـ
دائما يا شيخ فهد تأتينا بالدرر الغرر، فيما نفع وندر، غفر الله لك فيمن غفر!!
نرجو أن تجمعها لنا في دفتر، لتكون حاضرة في السفر و الحضر
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[24 Nov 2010, 03:36 م]ـ
أهلاً بك أخي الحبيب عبدالرحمن وأبشر بإذن الله إذا اكتملت نلبي ما طلبت، أدام الله علاك وجعل الجنة مثوانا ومثواك.
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[24 Nov 2010, 03:40 م]ـ
الموقف الثالث عشر: أورده ابن سعد في الطبقات:
لما كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه خليفة المسلمين نادى: الصلاة جامعة، فلما اجتمع الناس وكثروا قالوا: الأمر خطب عظيم. صعد عمر المنبر، فحمد الله وأثنى عليه بما هو أهله، وصلى على نبيه صلى الله عليه وسلم ثم قال: (أيها الناس لقد رأيتني وأنا أرعى غنيمات لخالات لي من بني مخزوم، على قبضة من تمر، أو قبضة من زبيب، فأظل يومي وأي يوم! وأستغفر الله لي ولكم. ثم نزل من على المنبر، فقال ابن عوف رضي الله عنه: ويحك يا أمير المؤمنين، ما زدت على أن قمئت نفسك، وعبتها أمام الرعية. فقال: ويحك يا ابن عوف، لقد خلوت بنفسي، فحدثتني وقالت: أنت أمير المؤمنين، من ذا أفضل منك، فأردت أن أذلها، وأعرفها قدرها.
¥