تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[30 Sep 2010, 04:15 ص]ـ

الموقف التاسع: جاء في كتاب مقالات الأدباء ومناظرات النجباء لعلي بن عبدالرحمن بن هذيل:

أنه كان لأبي حنيفة جار كيال، وكان لاينام إلا سكران، ولا يصبح إلا مخموراً، وكان أبو حنيفة يقوم الليل، فكان الكيال إذا غلب عليه النبيذ ينشد قول الشاعر:

أضاعوني وأي فتى أضاعوا

ليوم كريهة و سداد ثغر

فافتقد أبو حنيفة صوته ليلة وثانية فلم يسمعه، فقال لجاريته: جارنا قد انقطع عنّا غناؤه، وفُقدت حركته، فقالت: أخذه عسس الأمير عيسى بن موسى، فألقوه في السجن. فلما أصبح أبو حنيفة وضع عمامته على رأسه، وأمّ باب عيسى بن موسى، ورفع مجلسه، وأٌقبل عليه بوجهه وقال له: أمر ما عدا بك؟ قال: نعم، جار لي كيّال أخذه صاحب العسس منذ ثلاث، وقذفوه في السجن، فأمر عيسى أن يخرج كل من أخذ العسس إكراماً لصاحب أبي حنيفة، فلما صار ببابه التفت فإذا بالكيال يقفوه، قال أبو حنيفة: يا فتى أضعناك؟ فقال: لا بل حفظت وأكرمت.

ـ[خسرو النورسي]ــــــــ[02 Oct 2010, 06:43 ص]ـ

و للشيخ الجليل د. عبدالعزيز الحميدي كتاب حافل ضمن سلسلة التاريخ الإسلامي مواقف و عبر.

ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[03 Oct 2010, 05:35 ص]ـ

شكر الله لك يا أخ خسرو ما تفضلتم به.

الموقف العاشر:

الشيخ عبدالعزيز بن باز، الذي تفرد بالمكرمات وامتاز، وحظي بحسن الثناء وفاز، له خلق أرق من النسيم، وعلم أعذب من التسنيم.

في أحد الأيام قالوا له يا شيخ جلوسك على الطعام يشاركك فيه الفقراء والمساكين لو كان لك مجلس ولهم مجلس آخر يأكلون فيه فقال سماحة الشيخ عبدالعزيز: مسكين صاحب هذا الرأي هذا لم يتلذذ بالجلوس والطعام مع المساكين، أنا سأستمر على هذا وليس لدي خصوصيات، الذي يستطيع أن يجلس معي وهؤلاء فأهلاً به، والذي لا يستطيع فليس مجبوراً على ذلك.

إمام الهدى عبدالعزيز الذي بدا

بعلم وإخلاق إمام الورى بدرا

تراه إذا ما جئته متهللاً

ينيلك ترحيباً ويمنحك البشرى

ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[15 Oct 2010, 02:59 م]ـ

الموقف الحادي عشر: موقف ذكره الشيخ الدكتور خالد السبت وفقه الله في شريط له بعنوان أخلاق الكبار، وأحببت أن أنقله لكم من الشريط لا من المصدر لجمال تعليقات الشيخ خالد عليه:

العالم الوزير ابن هبيرة رحمه الله نال العلم والفقه والوزارة معاً كان له مجلس حافل بالعلماء من أرباب المذاهب الأربعة وبينما هو في مجلسه تذكر مسألة من مفردات الإمام أحمد يعني أن الإمام أحمد تفرد في هذه المسألة عن الأئمة الثلاثة الشافعي, و مالك, وأبي حنيفة فقام فقيه من فقهاء المالكية يقال له أبو محمد الأشيري فقال: بل هذه للإمام مالك. فقال ابن هبيرة رحمه الله هذه الكتب، وإذا هي تنص على أن هذه المسألة من مفردات الإمام أحمد فقال أبو محمد الأشيري بل قال بذلك الإمام مالك فتكلم العلماء الذين حضروا المجلس وقالوا بل هي من مفردات الإمام أحمد قال بل قال بذلك الإمام مالك فغضب ابن هبيرة وقال: أبهيمة أنت أما تسمع هؤلاء العلماء يصرحون بأنها من مفردات الإمام أحمد والكتب شاهدة بذلك ثم أنت تصر على قولك فتفرق المجلس. . هب أنك في هذا المجلس هب أنك أحد الطرفين في مكان ابن هبيرة أو في مكان الأشيري ما هو في مجلس علماء ــ لو كنت أنت وهذا الإنسان ليس معكما ثالث وقال لك بهيمة، أبهيمة أنت هل ستلقاه بعدها هل ستأتي إلى مجلسه هل ستحضر معه ثم لو قال لك ذلك أمام الآخرين هل تنام تلك الليلة هل تفكر بالرجوع إليه ــ.

لما انعقد المجلس في اليوم الثاني جاء الفقيه المالكي وحضر كأن شيئاً لم يكن وجاء ابن هبيرة وجاء العلماء فأراد القارئ على عادته أن يقرأ ثم يعلق الوزير ابن هبيرة فقال له: قف فإن الفقيه الأشيري قد بدر منه ما بدر بالأمس وحملني ذلك على أن قلت له ما قلت فليقل لي كما قلت له. . لاحظ: (فليقل لي كما قلت له) فلست بخير منكم ولا أنا إلا كأحدكم. فكيف كان أثر ذلك الكلمات أيها الإخوان وهي مجاناً لا تخسر عليها شي! ــ تجاوز فقط هذه النفس ــ تغلب عليها ضج المجلس بالبكاء تأثروا جداً من هذه الأخلاق العالية الرفيعة وارتفعت الأصوات بالدعاء والثناء وجعل هذا الخصم الأشيري يعتذر ويقول: أنا المذنب أنا الأولى بالاعتذار، والوزير ابن هبيرة يقول: القصاص القصاص، فتوسط أحد العلماء وقال يا مولانا إذا أبى القصاص فالفداء قال الوزير: له حكمه يحكم بما شاء أحكم بما تريد، فقال: هذا الضحية نعمك علي كثيرة فأي حكم بقي لي فقال قد جعل الله لك الحكم علينا بما ألجأتنا به إلى الافتيات عليك فقال: عليّ بقية دين منذ كنت بالشام فقال الوزير ابن هبيرة يعطى مئة دينار لإبراء ذمته وذمتي فأحضر له المال وقال له ابن هبيره عفا الله عنك وعني وغفر الله لك ولي. هل نحن كذلك إذا كنا في مجلس وحصلت قضية مثل هذه كيف ستكون نتائجها عداوة إلى يوم الدين وقلب يتقطع ونفس حرقى على هذا الإنسان نسأل الله العافية كلمات لم يخسر فيها شيئاً بل ازداد رفعة نحن نتحدث عنها بعد قرون بعد مئات السنين، لو أنه بقي مع نفسه فكيف سيكون حال هذه الصلة والعلاقة. ترفعوا أيها الإخوان ارتفعوا، ارتفعوا إلى أعلى، حلقوا إلى أعلى، النفس يجذبها الطين فتجردوا من الأهواء والحظوظ النفسانية.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير