تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

السؤال الاول: هل الامر الصادر من عند ربنا بطاعة النبي واجب وفرض يعاقب تاركها ويثاب عاملها ام سنه عن النبي يثاب فاعلها ولا يعاقب تاركها؟؟ وهل الامر من الله لنا بطاعة النبي بماهو موجود من احكام وشرائع في القران فقط ام الاثنان معا

-- اليس مايقوله الله تعالى من امر وحكم وحد هو يعتبر من الواجبات والفرائض

نعم

الأمر الصادر من عند ربنا بطاعة النبي واجب وفرض، فمن أطاع النبي صلى الله عليه وسلم فقد أطاع الله بنص القرآن:

(مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ وَمَنْ تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا) سورة النساء (80)

ولقد حذر تعالى من عصيان الرسول صلى الله عليه وسلم فقال:

(وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُهِينٌ) النساء (14)

وقال:

(وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا) الأحزاب (36)

وقال:

(قُلْ إِنِّي لَنْ يُجِيرَنِي مِنَ اللَّهِ أَحَدٌ وَلَنْ أَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَدًا (22) إِلَّا بَلَاغًا مِنَ اللَّهِ وَرِسَالَاتِهِ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا (23)) سورة الجن

وقال تعالى:

(لَا تَجْعَلُوا دُعَاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضًا قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الَّذِينَ يَتَسَلَّلُونَ مِنْكُمْ لِوَاذًا فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) سورة النور (63)

والرسول صلى الله عليه وسلم يقول:

"كُلُّ أُمَّتِي يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ أَبَى قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَنْ يَأْبَى قَالَ مَنْ أَطَاعَنِي دَخَلَ الْجَنَّةَ وَمَنْ عَصَانِي فَقَدْ أَبَى"

وهنا نلاحظ اتفاق القرآن الكريم ومطابقته لما صح عنه صلى الله وسلم.

وذُكرتْ طاعةُ الرسول صلى الله عليه وسلم مقرونةً بطاعة الله في أبرز صفات المؤمنين والمؤمنات الذين يستحقون رحمة الله في الدنيا والآخرة، قال تعالى:

(وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (71) وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (72)) سورة التوبة

وطاعتنا للنبي صلى الله عليه وسلم طاعة مطلقة في كل أمر ونهي، نطيعه فيما جاء به من القرآن ونطيعه فيما أَمَرَ وبَيَّنَ من أوامر القرآن وأحكامه، يوضح ذلك المثال:

قال تعالى:

(وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآَتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ) سورة النور (56)

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"وَصَلُّوا كَمَا رَأَيْتُمُونِي أُصَلِّي فَإِذَا حَضَرَتْ الصَّلَاةُ فَلْيُؤَذِّنْ لَكُمْ أَحَدُكُمْ وَلْيَؤُمَّكُمْ أَكْبَرُكُمْ" رواه البخاري من حديث مالك بن الحويرث.

وفي البخاري:

" بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ هَذِهِ فَرِيضَةُ الصَّدَقَةِ الَّتِي فَرَضَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الْمُسْلِمِينَ وَالَّتِي أَمَرَ اللَّهُ بِهَا رَسُولَهُ فَمَنْ سُئِلَهَا مِنْ الْمُسْلِمِينَ عَلَى وَجْهِهَا فَلْيُعْطِهَا وَمَنْ سُئِلَ فَوْقَهَا فَلَا يُعْطِ ..... " الحديث بطوله من رواية أنس رضي الله عنه.

وقال تعالى:

(وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ) سورة آل عمران من الآية (97)

وقال صلى الله عليه وسلم:

"لِتَأْخُذُوا مَنَاسِكَكُمْ فَإِنِّي لَا أَدْرِي لَعَلِّي لَا أَحُجُّ بَعْدَ حَجَّتِي هَذِهِ" رواه مسلم من حديث جابر رضي الله عنه.

وهكذا نرى أن طاعة الله تعالى لا تكون على الوجه الصحيح إلا من خلال طاعة رسوله صلى الله عليه وسلم في بيانه للقرآن قولا وفعلا وتقريرا.

ولا يمكن امتثال أوامر الله وأحاكمه وحدوده إلا من خلال بيان رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وبهذا أرجوا أني قد أجبت على السؤال الأول للسائلة الكريمة.

وهناك بعض التفصيلات المتعلقة بالسؤال يمكن الحديث عنها إذا لم يكن هذا الجواب كافيا بالنسبة للسائلة الكريمة.

ويتبع إن شاء الله تعالى الجواب عن بقية استشكالات السائلة الكريمة.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير