تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[طارق عبدالله]ــــــــ[25 Sep 2010, 06:41 م]ـ

وهل قال أحد من السلف بأن نصوص الصفات ليست على ظاهرها وأن الصفات على المجاز لا الحقيقة؟

وإذا كنتُ سأسلم أن السلف صرفوها عن ظاهرها ونفوا أنها على الحقيقة لأنه لم يأتينا شيء عن السلف في ذلك

فإن ذلك ينطبق أيضا على صفة الحياة والإرادة والسمع والبصر وغيرها

فهل تقول بأن صفة الحياة والإرادة والعلم والقدرة والسمع والبصر ليست على الحقيقة بناءً على أن السلف لم يقولوا بأنها على الحقيقة؟

أختي: الصفات وكل ما ثبت من النصوص .... الأصل فيها الحقيقة لا المجاز فنثبتها لكن على وصف الكمال مع نفي النقص الذي هو سمة الحوادث والمخلوقين فالحياة صفة من صفاته وصف بها نفسه نثبتها ونؤمن بها كما جاءت وليست كحياتنا إذ حياتنا مستمدة لا ذاتية وحياتنا سبقها العدم وسيطرأ عليها العدم أما سبحانه وتعالى فلا أولية لحياته ولا آخرية أول بلا بداية ومن غير احتياج إلى موجد فله الحياة على الحقيقة لا النقص كما حياتنا وكذا القدرة

وكذا الإرادة والمشيئة فلا تشابه بين إرادة مطلفة له ومشيئته النافذة وبين وإرادة مقيدة محدودة مستمدة منه لنا ومشيئة غير نافذة إلا بإذنه ومشيئته وما تشاؤن إلا أن يشاء الله

وكذا العلم فشتان بين علمه المحيط وعلمنا المقيد المحدود المسبوق بالجهل والطارئ إليه النسيان بل السلب

وكذا السمع والبصر كل على وجه الكمال من غير نقص ومن غير سبق لعدم أو طروءه عليها ...

وكل صفاته التي وردت بالكتاب وثبتت بالنص .. نثبتها ونؤمن بها على مقتضى ليس كمثله شيء ... وهو الغني الحميد ... ولم يكن له كفوا أحد ... في ذاته أو أفعاله أو صفاته فكلها على وجه الكمال سبحانه وتعالى

وكما قال الإمام أبو جعفر الطحاوي رحمه الله تعالى: ومن وصف الل بمعنى من معاني البشر؛فقد كفر. من أبصر هذا اعتبر وعن مثل قول الكفار انزجر. علم أنه بصفاته ليس كالبشر

زكما قال ومن لم يتوق النفي والتشبيه والتعطيل زل ولم يصب التنزيه

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير