والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: “الكلمة الطيبة صدقة، وإن من المعروف أن تلقى أخاك بوجه طلق” وهنا يجب على المسؤول كما يقول الإمام القرطبي في تفسيره للآية الكريمة أن يلتقي السائل بالبشر والترحيب ويقابله بالطلاقة والتقريب ليكون مشكورا إن أعطى ومعذورا إن منع.
ذهاب الأجر
ثم ختم الله سبحانه وتعالى الآية الكريمة بقوله: “والله غني حليم” أي والله غني عن إنفاق المنفقين وصدقات المتصدقين، وإنما أمرهم بها لمصلحة تعود عليهم، وقيل إن المراد بالعبارة الكريمة أن الله عز وجل غني عن الصدقة المصحوبة بالأذى فلا يقبلها “حليم” فلا يعجل بالعقوبة على مستحقها فهو سبحانه يمهل ولا يهمل.
وقوله عز وجل: “يا أيها الذين آمنوا لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والأذى” نداء منه سبحانه للمؤمنين يكرر فيه نهيهم عن المن والأذى لأنهما يؤديان إلى ذهاب الأجر من الله تعالى، وإلى عدم الشكر من الناس، ولذا جاء في الحديث الشريف: “إياكم والامتنان بالمعروف فإنه يبطل الشكر ويمحق الأجر”.
ثم أكد سبحانه هذا النهي عن المن والأذى بذكر مثلين فقال في أولهما “كالذي ينفق ماله رئاء الناس ولا يؤمن بالله واليوم الآخر”.
والمعنى: يا من آمنتم بالله تعالى لا تبطلوا صدقاتكم بأن تحبطوا أجرها، وتمحقوا ثمارها، بسبب المن والأذى، فيكون مثلكم في هذا الإبطال لصدقاتكم، كمثل المنافق الذي ينفق ماله من أجل أن يرى الناس منه ذلك، ولا يبتغي به رضاء الله ولا ثواب الآخرة.
وقوله في المثال الثاني “فمثله كمثل صفوان عليه تراب فأصابه وابل فتركه صلدا لا يقدرون على شيء مما كسبوا” معناه أن المنافق الذي ينفق ماله رئاء الناس مثله في انكشاف أمره وعدم انتفاعه بما ينفقه رياء وحبا للظهور كمثل حجر أملس لا ينبت شيئا ولكن عليه قليل من التراب الموهم للناظر إليه أنه منتج فنزل المطر الشديد فأزال ما عليه من تراب، فانكشفت حقيقته وتبين للناظر إليه أنه حجر أملس صلد لا يصلح لإنبات أي شيء عليه.
وقوله تعالى: “لا يقدرون على شيء مما كسبوا” معناه أن الذين يبطلون صدقاتهم بالمن والأذى، والذين يتصدقون رياء ومفاخرة لا يقدرون على تحصيل شيء من ثواب ما عملوا، لأن ما صاحب أعمالهم من رياء ومفاخرة ومن أذى محق بركتها، وأذهب ثمرتها وأزال ثوابها.
ـ[عاطف الجراح]ــــــــ[11 Oct 2010, 08:56 م]ـ
وقوله في المثال الثاني “فمثله كمثل صفوان عليه تراب فأصابه وابل فتركه صلدا لا يقدرون على شيء مما كسبوا” معناه أن المنافق الذي ينفق ماله رئاء الناس مثله في انكشاف أمره وعدم انتفاعه بما ينفقه رياء وحبا للظهور كمثل حجر أملس لا ينبت شيئا ولكن عليه قليل من التراب الموهم للناظر إليه أنه منتج فنزل المطر الشديد فأزال ما عليه من تراب، فانكشفت حقيقته وتبين للناظر إليه أنه حجر أملس صلد لا يصلح لإنبات أي شيء عليه.
وقوله تعالى: “لا يقدرون على شيء مما كسبوا” معناه أن الذين يبطلون صدقاتهم بالمن والأذى، والذين يتصدقون رياء ومفاخرة لا يقدرون على تحصيل شيء من ثواب ما عملوا، لأن ما صاحب أعمالهم من رياء ومفاخرة ومن أذى محق بركتها، وأذهب ثمرتها وأزال ثوابها.