تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وكما أن الشرك بالله تعالى أعظم السيئات وأكبر الذنوب فإن توحيد رب العالمين أعظم الحسنات، كما في الحديث القدسي أن الله تبارك وتعالى قال: (يا ابن آدم إنك لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئاً لأتيتك بقرابها مغفرة).

والنوع الثاني من الظلم ( http://forums.hala-ksa.com/t66508.html): الذنوب والمعاصي التي بين العبد وربه ما دون الشرك بالله، فإن الله إن شاء الله عفى عنها بمنّه وكرمه أو كفرها بالمصائب والعقوبات في الدنيا أو في القبر، أو تجاوز عنها الرب بشفاعة النبي صلى الله عليه وسلم أو شفاعة غيره من الشافعين، أو يعذب الله العاصي في النار بقدر ذنبه ثم يخرجه من النار ويدخله الجنة إن كان من الموحدين كما صحت بذلك الأحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم.

والنوع الثالث من الظلم: مظالم بين الخلق في حقوق لبعضهم على بعض، تعدوا فيها، وأخذها بعضهم من بعض ووقعوا في ظلم بعضهم لبعض، فهذه مظالم لا يغفرها الله إلا بأداء حقوق الخلق إليهم، فيؤدي الظالم حق المظلوم في الدنيا.

وفي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم: (لتؤدنّ الحقوق قبل أن يأتي يوم لا درهم فيه ولا دينار، إنما هي الحسنات والسيئات، يعطي المظلوم من حسنات الظالم، فإن لم يكن له حسنات أخذ من سيئات المظلوم ووضعت على الظالم ثم طرح في النار).

والمظالم بين العباد تكون في الدم، وفي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم: (لا يزال المرء في فسحة من دينه مالم يصب دماً حراماً).

وتكون المظالم في المال، وتكون المظالم فإقتطاع الأرض والعقارات، وفي حديث سعيد بن زيد رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من اقتطع شبراً من الأرض طوقه الله إياه من سبع أراضين).

وتكون المظالم بين الأرحام بتضييع حقوق الرحم، وتكون المظالم بين الزوجين بترك حقوقهما. وتكون المظالم بين المستأجرين والعمال بسبب تضييع حقوقهم وسلبها وتكليفهم مالا يطيقون.

والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: (أعطوا الأجير أجره قبل أن يجف عرقه).

وقد وقع شكاوى من بعض العمال للعاملين عندهم بمنعهم حقوقهم أو التحايل عليها، وذلك ظلم شنيع يخرب البيوت ويمحق بركة المال وينذر بعقوبات لا طاقة للإنسان بها.

وقد تكون المظالم بالتعدي على الحقوق المعنوية أو بغيبة ووشاية. فاحذروا عباد الله الظلم، فإن الله ليس بغافل عما تعملون، وهو محرم. الظلم ( http://forums.hala-ksa.com/t66508.html) محرم ولو وقع على كافر. قال الله تعالى:] وَلاَ تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَارُ. مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ لاَ يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاءٌ [[إبراهيم:42ـ43].

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، ونفعنا بهدي سيد المرسلين وبقوله القويم أقول قولي هذا واستغفروا الله العظيم لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

الحمد لله المعز من أطاعه واتقاه، ومذل من خالف أمره وعصاه، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، لا إله سواه، وأشهد أن نبينا وسيدنا محمداً عبده ورسوله اصطفاه ربه واجتباه.

اللهم صل وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمد وعلى آله وأصحابه ومن اتبع هداه.

أما بعد .. فاتقوا الله أيها المسلمون حق تقواه وراقبوه واخشوه مراقبة من يعلم أن الله مطلع على سره ونجواه.

قال الله تعالى] يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ. وَلاَ تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنسَاهُمْ أَنفُسَهُمْ أُوْلَئِكَ هُمُ الفَاسِقُونَ. لاَ يَسْتَوِي أَصْحَابُ النَّارِ وَأَصْحَابُ الجَنَّةِ أَصْحَابُ الجَنَّةِ هُمُ الفَائِزُونَ [[الحشر:18ـ20].

أيها المسلمون .. إن الرسول صلى الله عليه وسلم يقول: (إياكم والظلم فإن الظلم ( http://forums.hala-ksa.com/t66508.html) ظلمات يوم القيامة وإياكم والشح فإن الشح أهلك من كان قبلكم حملهم على أن سفكوا دماءهم واستحلوا محارمهم).

وفي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم: أنه قال لمعاذ رضي الله عنه: (واتق دعوة المظلوم فإنه ليس بينها وبين الله حجاب). وقد استعاذ النبي صلى الله عليه وسلم من دعوة المظلوم. والله تعالى يقول إذا دعا المظلوم قال تعالي: (وعزتي وجلالي لأنصرنك ولو بعد حين).

فاتقوا الله عباد الله، واحذروا مظالم العباد، وتحللوها فيما بينكم واتقوا ظلم بعضكم لبعض في دم أو مال أو عرض أو حق من الحقوق، فإن الله تبارك وتعالى قائم على كل نفس بما كسبت، ويجزيها يوم القيامة بما عملت. يقرأ الإنسان كتابه ويقال له:] اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ اليَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيباً [[الإسراء:14].

عباد الله إن أمركم بأمر بدأ فيه بنفسه فقال تبارك وتعالى:] إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً [

وقد قال صلى الله عليه وسلم: (من صلى عليّ صلاة واحدة صلى الله عليه بها عشرا).

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير