تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

المتكبر يصرف عن الاستفادة، وبهذا رد مفتي حضرموت الشيخ عبد الرحمن بن عبيد الله السقاف رد على من اتهم شيخ الإسلام ابن تيمية بالكبر؛ لأن بعض من ترجم له نبزه بالكبر، شيخ الإسلام إمام من أئمة المسلمين، إمام علم وعمل وتواضع وتقوى ونشر للعلم وجهاد في سبيل الله، ويأتيك من ينبزه بمثل هذا!!! ماذا قال مفتي حضرموت عبد الرحمن بن عبيد الله السقاف؟! له محاضرة ألقاها في تحقيق الفرق بين العامل بعلمه وغيره نفى الكبر عن شيخ الإسلام ابن تيمية، قد يكون ممن يختلف مع شيخ الإسلام في بعض الأمور؛ لكنها كلمة حق، نفى الكبر عن شيخ الإسلام ابن تيمية، واستند في نقض كلامه الكلام الذي ادعى هذه الدعوى إلى أنه رأى القرآن على طرف لسانه، وأسلة قلمه ...

كيف ييسر له القرآن لمثل هذا وفيه شيء من الكبر؟! وعلق الإمام البخاري عن مجاهد: "لا يتعلم العلم مستحي ولا مستكبر " ومستحي بالياء بياءين مستحيي ولا مستكبر، لا شك أن الذي يستحي، والمراد بالحياء الحياء العرفي لا الحياء الشرعي؛ لأن الحياء في الشرع خير كله، والحياء لا يأتي إلا بخير؛ لكن الحياء في عرف الناس الذي يمنع من تحصيل العلم، ويمنع من إنكار المنكر، ويمنع من توجيه الناس ونصحهم، وإرشادهم، مثل هذا مذموم، وحينئذ لا يدرك من العلم من اتصف بهذا الوصف، وهو الحياء الذي يمنعه، قد يجلس الطالب وفي نفسه أشياء مشكلة فيستحي يسأل الشيخ، أو بلفظ آخر يخجل أن يسأل الشيخ، فتستمر هذه الإشكالات عنده ... فكيف تنجلي هذه المشكلات إلا بالسؤال، ولا مستكبر، قد يستكبر ويستنكف ويترفع عن أن يسأل هذا السؤال بين الناس، ويظهر للناس أنه فوق مثل هذا السؤال، وبهذا يحرم العلم.

ومما يتعين على طالب العلم الحذر منه: العجب والإعجاب ورؤية النفس، ولا شك أن هذا من الأمراض المقيتة؛ فإذا كان الإنسان إذا أعجب بما أوتي من أمور الدنيا قد يعطى الإنسان من هذه الدنيا الشيء الكثير ويستفيد منه في أمور دينه ودنياه؛ لكن متى يذم؟! إذا طغى، ومتى يطغى؟! أن رآه استغنى، يعني إذا رأى أنه استغنى، وهنا طالب العلم إذا رأى أنه حصل ما يغنيه عن غيره، وأعجب بنفسه، حينئذ يهلك، إذا وصل إلى هذه المرحلة لا شك أنه وصل إلى مرض مزمن يحتاج إلى علاج قوي، ماحق لبركة العلم والعمل، يقول الشيخ حافظ - رحمه الله - في ميميته التي أشرت إليها:

والعجب فاحذره إن العجب مجترف ... أعمال صاحبه في سيله العرم

طالب العلم ينبغي أن يتفقد القلب، والقلب لا يخفى عليكم أنه جميع الخطابات الشرعية جاءت موجهة إلى إيش؟! إلى القلب، ((ألا وأن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب)) {يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم} [الشعراء/ 88 - 89]، فالقلب على طالب العلم أن يعنى به، ويترفع عن هذه الأمراض والأدواء، أيضا على طالب العلم أن يطرح الكسل، ويشمر عن ساعد الجد في الطلب؛ فإن العلم لا ينال براحة الجسم نقله الإمام مسلم عن يحيى بن أبي كثير: " العلم لا يستطاع براحة الجسم " ما هو بتمني المسألة وإلا كان كل الناس علماء، كل يعرف منزلة العلماء؛ لكن دونه خرط القتاد! لا بد من الجد والاجتهاد، لا بد من ثني النفس وغسلها عن شهواتها، وما حصل أهل العلم ما حصلوا إلا بالسهر، إذا أراد الطالب سلوك هذا الطريق بعد أن يبذل الأسباب، ويسعى في البراءة من هذه الموانع التي أشرنا إلى بعضها، يسلك أسباب التحصيل، ويبرأ من الموانع، فليسلك الجواد المعروفة عند أهل التحقيق من العلماء الراسخين الذين يربون طلابهم على العلم النافع والعمل الصالح على الكتاب والسنة، وعقيدة أهل السنة والجماعة.

ـ[عمرو الشرقاوي]ــــــــ[02 Oct 2010, 07:41 م]ـ

(2)

أهل الله وخاصته

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير