تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

** عن سمرة بن جندب - رضي الله عنه -، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((كل مؤدب يحب أن تؤتى مأدبته)) المأدبة: الوليمة، كل صاحب وليمة يحب أن تؤتى مأدبته وأن يؤكل منها، ((ومأدبة الله القرآن))، ومأدبته يعني وليمته ونزله وإكرامه لخلقه هذا الكتاب، فهو يحب أن تؤتى هذه المأدبة وهذا القرآن، ((فلا تهجروه))، نعم؛ لأن من هجر بمنزلة من لم يأكل من هذه المأدبة، عن أنس بن مالك - رضي الله عنه – قال، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((إن لله أهلين، قيل من هم يا رسول الله؟ قال: هم أهل القرآن أهل الله وخاصته)) هذا معروف مخرج عند الدارمي و في المسند وابن ماجه، بإسناد حسن عند الدارمي إسناده جيد لا بأس به، هم أهل الله وخاصته، فأهل العناية بكتاب الله - جل وعلا - هم أهل الله وخاصت ه، ويقرر ابن القيم - رحمه الله تعالى - أن أهل القرآن الذين هم أهل الله وخاصته هم أهل العناية به، والاهتمام بقراءته وتدبره، وترتيله، والعمل به، يقول: هم أهل القرآن وإن لم يحفظوه، على أنه جاء في الحفظ على وجه الخصوص ما جاء من نصوص تحث عليه؛ لكن لا ييأس من لم يحفظ القرآن، تكون له عناية بحفظ القرآن، وورد يومي من القرآن، ويعنى بكتاب الله - جل وعلا -، ينظر في عهد ربه بحيث لا تغيب شمس يوم إلا وقد قرأ حزبه من القرآن، والمسألة تحتاج إلى همة، وتحتاج إلى عزيمة، والتسويف لا يأتي بخير! يقول: إذا فات ورد النهار قرأناه في الليل! وفات ورد الليل نضاعف حزب الغد، ما ينفع هذا! ناس نعرفهم إذا جاء وقت الورد ووقت الحزب وهو في سفر، في طريق في البراري والقفار يغلق السيارة ويقرأ حزبه ويواصل إذا لم يحفظ، هنا لا يضيع الحفظ بهذه الطريقة، من حدد لنفسه وردا وحزبا يوميا بحيث لا يفرط فيه، مثل هذا يفلح، ولا يفرط في نصيبه من القرآن، وتلاوة القرآن لا تكلف شيئا، يعني بالتجربة من جلس بعد صلاة الصبح إلى أن تنتشر الشمس قرأ القرآن في سبع، يعني في كل جمعة يختم القرآن، ما تكلف شيء، المسألة تحتاج إلى ساعة؛ لكن مع ذلك تحتاج إلى همة، أما من يقول إذا جاء الصيف والله الآن الليل قصير، فإذا طال الليل أجلس بعد صلاة الصبح إن شاء الله! وإذا جاء الشتاء قال والله براد إذا دفينا شوي جلسنا! الفجر برد بالشتاء معروف؛ لكن إذا قال مثل هذا لن يصنع شيئا!! ومعروف أن الناس ما ينامون بالليل، ويجلسون بعد صلاة الصبح؛ لأنهم اعتادوا هذا، وطنوا أنفسهم على هذا، وجعل هذا جزءا من حياته، كغداه وعشاه، كأكله وشربه، ما يفرط في هذا، وإذا جلس إلى أن تنتشر الشمس يقرأ السبع بدون أي مشقة، سبع القرآن، وتكون هذه القراءة لتعاهد القرآن، والنظر في عهد الله - جل وعلا - في هذا الكتاب، وأيضا من أجل اغتنام الأجر المرتب على الحروف أقل الأحوال، ويكون له ساعة أيضا من يومه قراءة تدبر يقرأ فيها ولو يسير ويراجع عليه ما يشكل من التفاسير الموثوقة، وبهذا يكون من أهل القرآن الذين هم أهل الله وخاصته؛ لكن المشكل التسويف! هذا الإشكال، والله إذا دفينا إذا بردنا، ما ينفع يا أخي! ينتهي العمر وأنت ما دفيت! أبدا، أو الآن والله انشغلنا جاءنا ما يشغلنا نجعل نصيب النهار إلى الليل، ثم جاء الليل والله جاءنا ضيف جاءنا كذا والله الإخوان مجتمعين في استراحة، ما يجدي هذا! هذا ما يمشي! فإذا اقتطع الإنسان من وقته جزءا لا يفرط فيه مهما بلغت المساومة، مهما بلغت المغريات؛ حينئذ يستطيع أن يقرأ القرآن بالراحة في كل سبع، وقد جاء الأمر بذلك في حديث عبد الله بن عمرو: ((اقرأ القرآن في سبع ولا تزد)) نعم، لا يزيد على سبع؛ لأنه مطالب بواجبات أخرى؛ لكن الذي عنده من الفراغ أكثر، وارتباطاته العامة أقل، مثل هذا لو قرأ القرآن في ثلاث ما كلفه شيء! يزيد ساعة بعد صلاة العصر، ويقرأ القرآن في ثلاث!، والدنيا ملحوق عليها ترى ما فاته شيء! والرزق المقسوم يأتي، وليت الناس ما ينشغلون إلا بما ينفعهم! يعني من اليسير أن يجلس الإنسان بعد صلاة العشاء يتكلم إلى أذان الفجر! سهل مع الإخوان ومع الأقران ومع الأحباب يمشي سهل؛ لكن تقول له اجلس وهو ما تعود يقرأ، ما يصبر! والمسألة تحتاج إلى أن يري الله - جل وعلا – من الإنسان شيئا

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير