تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

! والترك ليس بحل؛ لأن من عمل من أجل الناس، أو العمل من أجل الناس رياء، وترك العمل أيضا من أجل الناس أيضا أمره خطير، قال بعضهم كفر ...

يا طالب العلم لا تبغي به بدلا ... فقد ظفرت ورب اللوح والقلم.

ـ[عمرو الشرقاوي]ــــــــ[08 Oct 2010, 06:44 ص]ـ

(4)

اطلب العلم حتى يأتيك اليقين

الرسول - عليه الصلاة والسلام – يقول: ((إنما أنا قاسم، والله المعطي)) فعلى الإنسان أن يبذل السبب، ولا يقول: أنا طلبت العلم سنين ما استفدت، عليك أن تستمر إلى أن يأتيك اليقين؛ لأن العلم من أعظم أبواب العبادة؛ بل يفضله أهل العلم على جميع ما يتعبد به بعد الفرائض، أفضل نوافل العبادات تعلم العلم الشرعي، فعليك أن تستمر، ولو كان حفظك ضعيف، ولو كان فهمك أقل، مثل هذا لا يثنيك عن تعلم العلم الشرعي، ومع الوقت والإخلاص والحرص تدرك - إن شاء الله تعالى -، ولو لم تدرك من ذلك إلا الاندراج في قوله - عليه الصلاة والسلام -: ((من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له به طريقا إلى الجنة)) ألا تريد أن يسهل الله لك طريقا إلى الجنة؟ ولو لم تدرك العلم؛ لأن الوعد في هذا الحديث ما رتب على العلم؛ إنما على سلوك الطريق فقط، فأنت مجرد ما تسلك الطريق، ييسر لك الطريق إلى الجنة، ولو لم تدرك من العلم ما يكفيك أو لم تدرك شيئا؛ لأن هذا الوعد ثابت لمجرد من سلك الطريق.

اعتن بصلاح قلبك

((ألا وإن في الجسد مضغة)) يعني بقدر قطعة من اللحم بقدر ما يمضغه الإنسان، بقدر اللقمة، يعني ما هو بكبيرة؛ ((إذا صلحت)) هذه المضغة؛ ((صلح الجسد كله، وإذا فسدت؛ فسد الجسد كله، ألا وهي القلب)) القلب شأنه عظيم، وفساده خطير، ومرضه شر مستطير، وكثير من الناس يعيش بين الناس وقلبه ممسوخ وهو لا يشعر! - نسأل الله السلامة والعافية - وقد يكون ممن ينتسب إلى العلم، أو إلى طلب العلم، يعني لا نكابر! يعيش بين الناس بقلب ممسوخ - نعم - ما المانع! لكثرة ما يزاوله وينتهكه من محرمات، فالقلب تنبغي العناية به، العناية بالقلب في غاية الأهمية، وجميع خطاب الشرع موجه إلى القلب {يوم لا ينفع مال ولا بنون * إلا من أتى الله بقلب سليم} [(88 - 89) سورة الشعراء] فالقلب شأنه عظيم، فعلى المسلم لا سيما طالب العلم أن يعنى بصلاح قلبه، هناك أمراض للقلوب، وهناك أدوية للقلوب، وخير ما يداوى به القلب المريض بالقرآن الكريم، بقراءته على الوجه المأمور به بالترتيل والتدبر، أيضا الارتباط بالله - جل وعلا – بالأذكار، بنوافل العبادات من الصيام والقيام، وأن يعين على نفسه بكثرة السجود، المقصود أن هناك أمور تعين على صلاح القلب ((وإذا فسدت، فسد الجسد كله، ألا وهي القلب)) القلب بمنزلة الملك، والجوارح أعوان لهذا الملك؛ فإذا كان الملك صالح؛ وجه هؤلاء الأعوان إلى ما يصلح، وإذا كان الملك فاسد؛ وجه الأعوان إلى ما يفسد ويضر ((إذا صلحت؛ صلح الجسد كله، وإذا فسدت، فسد الجسد كله، ألا وهي القلب)).

الانشغال عن القرآن

((ولا يدع القرآن رغبة إلى غيره)) مع الأسف أن كثيرا من المسلمين انشغلوا عن القرآن بالقيل والقال والصحف والمجلات، والقنوات، تجد بعض طلاب العلم عنده استعداد يقرأ الجرائد كلها! أو المسلم الموظف بعد ما يطلع من وظيفته إلى أن ينام وهو يقلب الجرائد! علشان إيش؟! ماذا تستفيد من هذه الجرائد؟! هذا خبر سيء، وهذا تهكم بالدين، وهذا استهزاء بالمتدينين، وهذه صورة عارية ومع ذلك هذا ديدن كثير من الناس، ويمر عليه اليوم واليومين والأسبوع والشهر وهو ما فتح المصحف! إن تيسر له أن يحضر إلى الصلاة قبل الإقامة بدقيقتين، ثلاث، خمس قرأ قراءة الله أعلم بها! قرأ له ورقة ورقتين!! وبعض الناس ما يعرفون القرآن إلا في رمضان! هذه مشكلة؛ ولذا يقول: ((ولا يدع القرآن رغبة إلى غيره)) نعم هناك علوم يعني لا يشمل هذا الكلام، النظر في السنة مثلا، أو في العلوم المساندة التي تعين على فهم القرآن، كلها من العناية بالقرآن؛ لأن السنة تفسر القرآن، توضح القرآن، العلوم التي تعين على فهم القرآن، والإفادة من القرآن، والاستنباط من القرآن كلها داخلة في تعلم القرآن ((إنه لا خير في عبادة لا علم فيها)) عبادة على الجهل لا خير فيها، قد يرتكب

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير