تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

هذا العابد مبطل لهذه العبادة، وهو لا يشعر! ((ولا خير في علم لا فقه فيه)) يعني تجد بعض الناس منهوم بقراءة الكتب؛ لكن لا يفهم ولا يريد أن يفهم! مجرد سرد، لا يقف عند المسائل، ولا يحرر المسائل، ولا يحقق المسائل ((لا خير في علم لا فقه فيه، ولا خير في قراءة لاتدبر معها)) يعني الخير المرتب على التدبر؛ لا يأتي إلا بالتدبر، وأما قراءة الحروف فتتم مع غير التدبر، وفضل الله واسع، والله المستعان.

التلذذ بالطاعات والعبادات

لا شك أن الشرع فيه تكاليف، وفيه ما يشق على النفوس؛ لأن الجنة حفت بالمكاره، هذا هو السبب في تسمية الأحكام بالتكليف؛ لأن الجنة حفت بالمكاره، ولا يمنع أن يكون هذا التكليف في بداية الأمر، ثم بعد ذلك يكون تلذذ بالطاعة، يعالج الإنسان نفسه على هذه التكاليف؛ حتى تصير ديدنا لها ويتلذذ بها، وهذا معروف عند المسلمين قديما وحديثا، كثير من الناس يتلذذ بالطاعة والرسول - عليه الصلاة والسلام – يقول: ((أرحنا يا بلال بالصلاة) ولسان حال كثير من المسلمين يقول: أرحنا من الصلاة؛ لا شك أن الصلاة تكليف على خلاف ما تهواه النفس؛ لكن إذا اعتادها الإنسان وتعلق قلبه بها حدث ولا حرج من اللذة وانشراح الصدر في الصلاة، وجاهد السلف وكثير من الناس في القديم والحديث جاهدوا أنفسهم من أجل قيام الليل جاهدوا مدة، ثم صار من شأنهم وديدنهم؛ فتلذذوا به، وهكذا غير الصلاة من العبادات، الصيام في الهواجر من أشق الأمور على النفس الصيام في الهواجر؛ لكنه من ألذ الأشياء عند من عود نفسه عليه وصار شأنه وديدنا له، والله المستعان، وقل مثل ذلك في سائر العبادات كتلاوة القرآن التلذذ بمناجاة الله - عز وجل - والخلوة به، والله المستعان، وهذا محروم منه كثير من الناس، والسبب انشغالهم بهذه الدنيا.

الجمع بين قراءة القرآن والتفسير

هل بالإمكان الجمع بين قراءة القرآن والتفسير، وذلك حينما أريد أن أقرأ القرآن كل شهر؟ وما هي أقصر الطرق لفهم الآيات؟

يعني قراءة جزء من القرآن في كل يوم هذا أمر سهل يسير، الجزء مع التدبر والترتيل يحتاج إلى نصف ساعة، ولا يشق، ومراجعة كتب التفسير المختصرة؛ لا سيما المتعلقة بغريب القرآن، لا تكلف شيئا أمرها سهل، ومن كتب الغريب ما طبع في حاشية المصحف، وهذا ييسر أكثر؛ لكن قراءة جزء في كل يوم بالنسبة لطالب العلم كأنها قليلة بالنسبة لكتاب الله - جل وعلا -! فلا يشق على طالب العلم أن يجلس بعد صلاة الصبح حتى ترتفع الشمس، وحينئذ يتيسر له أن يقرأ القرآن في سبع، كما أمر النبي - عليه الصلاة والسلام - عبد الله بن عمرو بذلك، حيث قال له: ((اقرأ القرآن في سبع ولا تزد)) وهو مع قراءته يدون الكلمات الغريبة ليراجع عليها بعد الفراغ من القراءة، يراجع عليها كتب التفسير، ويراجع عليها كتب الغريب، فكتاب الله ينبغي أن يكون عناية طالب العلم به أكثر، نعم يعنى بالحفظ أولا، ثم بعد ذلك بالمراجعة، ثم القراءة من أجل تحصيل أجر الحروف، فالتدبر والترتيل والعمل؛ كل هذا مطلوب بالنسبة لطالب العلم، يعني بالنسبة للعامي الذي يعرف يقرأ القرآن هذا إذا حصل أجر الحروف بالنسبة له؛ يكفيه! أما بالنسبة لطالب العلم لا بد أن يتفقه من كتاب الله، وأن يتعلم كتاب الله، وأن يعلم كتاب الله بعد ذلك، أما إذا قرأ القرآن في شهر، كل يوم جزء، بإمكانه أن يقرأ معه تفسير مختصر؛ حينئذ يتعلم القرآن علما وعملا على طريقة الصحابة - رضوان الله عليهم -؛ لكن على الإنسان أن يستكثر من هذا الباب الذي فتح له مما يقربه إلى الله - جل وعلا -.

الحرص على كتاب الله -عز وجل-

وليحرص طالب العلم على كتاب الله - جل وعلا -، وما يعينه على فهم كتاب الله من النظر في التفاسير الموثوقة التي كتبها أهل التحقيق، والنظر أيضا في العلوم التي يسمونها علوم الآلة التي تعين على فهم الكتاب والسنة؛ وليكن حفظه للقرآن وغيره من العلوم على الجادة، فالقرآن -مثلا- يخصص ما يريد حفظه، والناس يتفاوتون، من الناس من رزق حافظة تسعفه لو أراد حفظ جزء كامل من القرآن، ومن الناس من لا يستطيع حفظ أكثر من آية، وبقية الناس بين هذين، فيحدد ما يغلب على ظنه أنه يستطيع حفظه، أربع آيات، خمس آيات، عشر آيات، ثم يحفظ هذه

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير