وقد ذكر بعض العلماء أن الحج المبرور هو الذي لا يعصى فيه الله ولا بعده [42] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftn42). وقيل: هو المتقبل، وعلامته أن يزداد الحاج بعده خيرا، ولا يعاود المعاصي بعد رجوعه، قال الحسن البصري رح1: " الحج المبرور أن يرجع زاهدا في الدنيا راغبا في الآخرة [43] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftn43)"..
وقيل الحج المبرور هو الذي لا رياء فيه ولا سمعة ولا رفث ولا فسوق ولا جدال، لقوله تعالى: " الحج أشهر معلومات فمن فرض فيهن الحج فلا رفث و لا فسوق ولا جدال في الحج ". (البقرة/197).
-ولكي نحسن فهم لفظة مبرور يجدر بنا أن نبحث عن دلالتها في ما ورد من نصوص قرآنية وأحاديث نبوية خصتها بالذكر والبيان.
فالمبرور من البر، والبر صفة عظيمة في شرعنا وخصلة كبيرة في ديننا، إن لم نقل هي الدين كله ويكفي في بيانها قول الله تعالى: " لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِق ِوَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلاَئِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِى الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وابن السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِى الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلاَةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِى الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ ". (البقرة/177).
وفي أحاديث جامعة حدد الرسول الكريم مفهوم البر فقال صل1: " البر حسن الخلق " .. [44] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftn44) وهو خلق عظيم شامل، أجره عظيم كما قال صل1: " أثقل شيء في الميزان الخلق الحسن ". [45] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftn45)
وفي رواية: " أكثر ما يلج الناس به الجنة حسن الخلق ". [46] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftn46)
وقال صل1: " إن المسلم المسدد ليدرك درجة الصائم القوام بآيات الله عز وجل لكرم ضريبته وحسن خلقه ". . [47] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftn47)
فالمطلوب إذن من الحاج التميز وتمثل الأخلاق الحسنة، وهذا يقتضي ضمنيا وجود أخلاق سيئة يجب تجنبها من أجل تحقيق الحجة المبرورة.
وهي كما يلي:
1 - الاخلاص:
كل عبادة لا يمكن أن تقبل إلا إذا توفر فيها شرطان هما: الاخلاص والمتابعة. والاخلاص شرط أساسي لصحة وقبول الحج، قال تعالى: " فاعبد الله مخلصا له الدين ". (الزمر/2). وقال الله عز وجل فيما يرويه عنه رسول الله صل1: " أنا أغنى الشركاء عن الشرك من عمل عملا أشرك فيه معي غيري تركته وشركه " .. [48] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftn48)
2- المتابعة:
أي: معرفة الأركان والواجبات والالتزام بها دون زيادة أو نقصان. لأن الأصل في العبادات الامتثال، وقد علمنا رسول الله صل1 كيف نحج فقال: " يا أيها الناس قد فرض عليكم الحج فحجوا، فقال رجل: أكل عام يا رسول الله؟ فسكت حتى قالها ثلاثا، فقال رسول الله صل1 لو قلت نعم لوجبت، ولما استطعتم، ثم قال: ذروني ما تركتكم فإنما هلك من كان قبلكم بكثرة سؤالهم واختلافهم على أنبيائهم، فإذا أمرتكم بشيء فأتوا منه ما استطعتم، وإذا نهيتكم عن شيء فدعوه " [49] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftn49)
- وعلمنا صل1 كيف نحج فقال في حجة الوداع: " لتأخذوا عني مناسككم، فإني لا أدري لعلي لا أراكم بعد حجتي هذه " .. [50] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftn50)
وأمرنا بأن لا نزيد ولا ننقص فيما أمر به الشارع فقال صل1: " من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد " .. [51] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftn51)
¥