ومما يؤكد هذا المبدأ، ما دأب عليه العلماء من الدفاع عن الدين وإبقائه صافيا نقيا لا تشوبه شائبة، ينفون عنه تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين، فهذا الامام مالك بن أنس رح1 جاءه رجل فقال: من أين أحرم؟ فقال: من الميقات الذي وقت رسول الله صل1 وأحرم منه، فقال الرجل: فإن أحرمت من أبعد منه؟ فقال مالك: لا أرى ذلك، فقال: ما تكره من ذلك؟ فقال مالك: أكره عليك الفتنة، قال: وأي فتنة في ازدياد الخير؟ فقال: فإن الله تعالى يقول: " فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم " (النور/63) وأي فتنة أعظم من أنك خصصت بفضل لم يختص به رسول الله صل1 ". [52] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftn52)
3- التوبة النصوح:
فإذا عزم المؤمن على السفر الى الحج، استحب له أن يوصي أهله وأصحابه، فيكتب ما عليه من الدين، ويشهد على ذلك، ويجب عليه المبادرة الى التوبة النصوح من جميع الذنوب لقوله تعالى: " وتوبوا إلى الله جميعا أيها المومنون لعلكم تفلحون " .. (النور/31).
وحقيقة التوبة: الإقلاع عن الذنوب وتركها، والندم على ما مضى منها والعزيمة على عدم العودة فيها، وإن كان عنده للناس مظالم من نفس أو مال أو عرض ردها إليهم أو تحللهم منها قبل سفره لما صح عنه صل1: " من كان عنده مظلمة لأخيه من مال أو عرض فليتحلل اليوم قبل أن لا يكون دينار ولا درهم إن كان له عمل صالح أخذ منه بقدر مظلمته، وإن لم تكن له حسنات أخذ من سيئات صاحبه فحمل عليه ". [53] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftn53).
وفي لفظ البخاري رح1: " من كانت لأخيه عنده مظلمة من عرض أو مال فليتحلله اليوم قبل أن يؤخذ منه يوم لا دينار ولا درهم" .. [54] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftn54)
4- النفقة الطيبة:
وينبغي للحاج أن ينتخب لسفره نفقة طيبة من مال حلال، لما صح عنه صل1 أنه قال: " إن الله تعالى طيب لا يقبل إلا طيبا وإن الله أمر المومنين بما أمر به المرسلين فقال: " يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحا إني بما تعملون عليم " (المومنون/51) وقال: " يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم " (البقرة/172) ثم ذكر الرجل يطيل السفر أشعت أغبر يمد يديه الى السماء يا رب يا رب ومطعمه حرام ومشربه حرام وملبسه حرام وغذي بالحرام فأنى يستجاب لذلك " .. [55] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftn55)
وقال الشاعر:
إذا حججت بمال أصله سحت ... فما حججت ولكن حجت العير
لا يقبل الله إلا كل صالحة ... ما كل من حج بيت الله مبرور.
5 - تمثل السكينة:
وتعني الوقار والسير الهادئ والتواضع وعدم إذاية الآخر والصبر والرحمة، وهي كلها من الأخلاق المطلوبة في مثل هذه العبادة، كما هي مطلوبة في كل العبادات، فقد أمر بها النبي صل1 في الصلاة فقال: " إذا أقيمت الصلاة فلا تاتوها وأنتم تسعون واتوها تمشون وعليكم السكينة ". [56] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftn56)... ورأى صل1 جنازة يسرعون بها فقال: " لتكن عليكم السكينة " .. [57] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftn57)
وأخبرصل1أنها تنزل عند قراءة القرآن فعن البراء قال: " كان رجل يقرأ وعند فرس مربوط بشطنين فتغشته سحابة فجعلت تدور وتدنو ينفر منها فلما أصبح أتى النبي صل1 فذكر له ذلك فقال: تلك السكينة تنزلت للقرآن ". . [58] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftn58)
وقد أوصى السلف الصالح باغتنام فضلها والتجلبب بها حيث ورد عن علي رض1: " تجلببوا بالسكينة وأكملوا اللؤم ". [59] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftn59)
وقال ابن مسعود رض1: " السكينة مغنم وتركها مغرم " .. [60] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftn60)
¥