تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ولنذكر بعث الرجيع وغدر عضل والقارة بعشرة من خيرة أصحاب رسول الله صلى الله.

ولنذكر وقعة بئر معونة حين غدرت عصية ورعل وذكوان بسبعين من خيرة أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فحزن عليهم صلى الله عليه وسلم حزناً شديداً.

ولنذكر غزوة بني المصطلق ووقوع المنافقين في عرض زوجه الطاهرة عائشة بنت الصديق وما أصاب رسول الله من جراء ذلك من الهم والألم شهراً كاملاً حتى نزل القرآن ببراءتها رضي الله عنها.

ولنذكر يوم الخندق "الأحزاب " يوم يقول عنه صاحب رسول الله صلى الله عليه أبو طلحة: شكونا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الجوع فرفعنا عن بطوننا عن حجر حجر، فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم عن حجرين. يوم يقول عنه البراء بن عازب - رضى الله عنه - قَالَ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَوْمَ الأَحْزَابِ يَنْقُلُ التُّرَابَ وَقَدْ وَارَى التُّرَابُ بَيَاضَ بَطْنِهِ، وَهُوَ يَقُولُ:

اللهم لَوْلاَ أَنْتَ مَا اهْتَدَيْنَا

وَلاَ تَصَدَّقْنَا وَلاَ صَلَّيْنَا

فَأَنْزِلِ السَّكِينَةَ عَلَيْنَا

وَثَبِّتِ الأَقْدَامَ إِنْ لاَقَيْنَا

إِنَّ الأُلَى قَدْ بَغَوْا عَلَيْنَا

إِذَا أَرَادُوا فِتْنَةً أَبَيْنَا.

ولنذكر يوم الحديبة، ويوم خيبر، وفتح مكة، ويوم حنين، وتبوك، وحجة الوداع ....

ليعود صلى الله عليه وسلم إلى طيبة ويحضر أجله وتصعد روحه الطاهرة إلى بارئيها ودرعه صلى الله عليه وسلم مرهونة عند يهودي بثلاثين صاع من شعير. وخرج من الدنيا ولم يشبع من الخبز الشعير.

خرج صلى الله عليه وسلم من الدنيا بعد أن أشرقت الأرض بنور الإسلام، ودخل الناس في دين الله أفواجا.

خرج صلى الله عليه وسلم من الدنيا وترك في الناس كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وسيرته، ترك الناس يتفئون في ظلال الإسلام، ويتألفون بنور الإيمان .... ( .... قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ * يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ) (المائدة:15 - 16).

ألا يكفى هذا دافعاً لحب رسول الله صلى الله عليه وسلم؟

بلى.

ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[06 Oct 2010, 12:26 ص]ـ

· من الدوافع إلى محبته صلى الله عليه وسلم أن جعله الله رحمة مهداة.

بعث صلى الله عليه وسلم رحمة للخلق أجمعين أنسهم وجنهم مؤمنهم وكافرهم، بل حتى رحمة للحيوان والجماد، وقد تجلت هذه الرحمة في جميع جوانب حياته صلى الله عليه وسلم. قال تعالى (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ) (الانبياء:107).قال الطبري في تفسيره: قوله: {وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين} يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: وما أرسلناك يا محمد إلى خلقنا إلا رحمة لمن أرسلناك إليه من خلقي. ثم اختلف أهل التأويل في معنى هذه الآية، أجميع العالم الذي أرسل إليهم محمد أريد بها مؤمنهم وكافرهم؟ أم أريد بها أهل الإيمان خاصة دون أهل الكفر؟ فقال بعضهم: عني بها جميع العالم المؤمن والكافر ...... ثم قال: وأولى القولين في ذلك بالصواب القول الذي روي عن ابن عباس، وهو أن الله أرسل نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم رحمة لجميع العالم، مؤمنهم وكافرهم. فأما مؤمنهم فإن الله هداه به، وأدخله بالإيمان به وبالعمل بما جاء من عند الله الجنة. وأما كافرهم فإنه دفع به عنه عاجل البلاء الذي كان ينزل بالأمم المكذبة رسلها من قبله.

مظاهر الرحمة في شخص رسول الله صلى الله عليه وسلم:

· حرصه صلى الله عليه وسلم على هداية الناس جميعاً حتى إنه كاد أن يهلك نفسه أسىً وحزناً على عدم هدايتهم.

قال الله تعالى: (لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ) (التوبة:128).

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير