تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[محمد الجهالين]ــــــــ[04 - 03 - 2006, 06:47 م]ـ

أجابت الأستاذة عبير نور اليقين:

إذ المسألة غير مبتوت فيها على الوجه المسلم به

فنعمت الإجابة

وقال الأستاذ أبو بشر:

المهم أن ما قاله القائلون بالمفعولية المطلقة له وجه

ومن لم يأخذ به يظل على الوجه الأول

ـ[عبير نور اليقين]ــــــــ[05 - 03 - 2006, 11:00 ص]ـ

بوركت يا أبا بشر!

واعلم أخي جهالين، بارك الله تعالى فيك .. أنني لست خصما لك ولا عائبا لكلامك .. ولكن المقام يقتضي صيانة أهل الفن وخاصته. وقول ابن الحاجب بالتسوية بين الخلق والمخلوق مسألة ليست بجديدة فقد سيست بالكلام الدال عليها لفظا وقصدا .. ولذلك كان الإعراب هو الذي يفك رمزها ويحل غامضها. ويعجبني قول الحلواني رحمه الله تعالى في أصوله الذي مازلت أردده في كل مرة: .. والإعراب ليس زينة في العربية ولكنه وسيلة تعبيرية يحمل أكبر عبء في أداء المعاني الدقيقة .. ـ يقصد بالإعراب ههنا، بيان الحركات الذي هو مفتاح علماء النحو ـ والتعويل على الشكل وحده دون المضامين صناعة لا تدر ربحا ولا تغني قائلها نفعا! لذلك لزم المصير إلى فهم المقاصد والمعاني بعد فهم بناء الألفاظ والمباني .. أرجع بك إلى الوراء قليلا، هل تعاب تلك التسوية لمجرد نفي القول بها من العصور المفضلة؟ أم أن الكلام ومعانيه محصور في فهم زمرة لا يجوز الحياد عنه؟ وإلا ما السر في اختلاف ذلك الجيل الطاهر في كثير من المسائل المشتهرة في القرآن والسنة المطهرة؟ وهل تأول الكلام والغوص في معانيه مع توفير أدواته اللازمة غير سائغ للناظر مهما كان ذكاءه وتفوقه؟ نعم، إن القول بالفهم السلفي هو الصواب في مسائل العقائد، ولكن، ألا يتاح لغيرهم فهم تلك النصوص بأدوات تعذر عليهم تحصيلها إلا بعد جهد بينما كانت عند الأوائل متوافرة؟ وهل تيسير الفهم على الأجيال المتأخرة هو تعسيره عليهم؟ إن هذه التفرقة فيما أرى بنيت على سبر و تغلغل في دقائق الألفاظ .. أملاها تقلب الدهر وتبدل الوضع .. بل ولزومية المآل إلى ذلك التأول، لا تخف أخي لست أشعريا ولا واصليا، بل متحر في بحر متلاطم الأمواج يسعى بنفسه إلى قارب النجاة!!! وانظر معي رحمك الله، إلى من عاب ذلك الفهم لتكتشف أن لأرباب الكلام قولا لا بد أن يقال، وصرف النظر عنه هو زلل جلل .. وما كان لعالم مهما بلغ أن يقول قولا دون أن يسكب بذوره في غربال اللغة والنحو .. وتأمل معي البون الشاسع بين فهم اللغوي المدقق وفهم غيره .. يتضح لك أن لكل حرفي صناعته، لا يتقن غيرها ولا يحسن إلاها .. جاء في الكشاف، عند تفسيره لقوله تعالى: أن اقذفيه في التابوت فاقذفيه في اليم فليلقه اليم بالساحل يأخذه عدو لي وعدو له. الآية وبعد النقل عن غيره في اختلاف عائد الضمير الأول وعائد الثاني .. ونقله قولهم بعدم المطابقة. فالهاء في الفعل الأول لموسى عليه السلام، والهاء في الفعل الثاني للتابوت .. فقد عاب الزمخشري ذلك! وجعل الضمائر كلها عائدة إلى موسى عليه السلام درءا للاختلال النظم الذي هو لب الإعجاز القرآني .. فقدر العائد نفسه مراعاة للنظم و اهتماما بالمقذوف، وهو موسى لا تابوته لأن العبرة بالمحمول لا بحامله .. وهو الكلام نفسه في قوله تعالى: لتعزروه وتوقروه وتسبحوه بكرة وأصيلا. والعائد في ذلك كله لرسوله. انظره تجده كما ذكرت لك! فمن كان صاحب هذا الكلام البديع؟ هل كان فقيها؟ هل كان محدثا؟ .. لقد كان لغويا فهم كلام العرب بالنقل عنهم. لذلك وافقه ابن هشام في مواطن كثيرة من تواليفه لأنه كان خبيرا بكلام العرب! وهو الذي لا يشق غباره في اللغة والنحو .. ولعل أهم ميزة امتاز بها ذلك الجيل، هي التخصص في العلوم، وقلما تجد عالما ملما وجامعا لصنوف المعرفة! فإن وجدت واحدا منهم .. فاعلم أن زلاته بائنة وأخطاءه كائنة. فالسيوطي، على عظم قدره وسعة علمه كانت له هنات وزلات كثيرة .. حتى وصف بأنه حاطب ليل وجارف سيل! وقد غض علماؤنا الطرف عن تلك الأخطاء لما قابلوها بما قدمه من فكر موسوعي لا ند له! قلت: إن مهنة الكلام حرفة يجيدها الببغاء فلا عجب في ذلك .. أما سبيل التحقيق فهاك ما قاله فيهم ابن رُشَيْدٍ: .. والسالكون مضيق التحقيق أفذاذ قليلون .. والغالب يسلك مسلك الرحب الواسع ..

أرجو أن أكون قاربت التوفيق بين كلامي وكلامك .. ولعل ما قاله أخي أبو بشر يسند ذلك .. ولك الفضل ودمت سالما!

الوفاء من عبير

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير