[ما إعراب كلمة (ضد) في قولنا (أنا مع محمد ضد زيد)؟]
ـ[موسى 125]ــــــــ[03 - 03 - 2006, 10:40 ص]ـ
السلام عليكم
كيف نعرب كلمة (ضد) في قولنا (أنا مع محمد ضد زيد)؟ ولكم الشكر.
ـ[محمد الجهالين]ــــــــ[03 - 03 - 2006, 11:00 ص]ـ
قال مشرفنا الغائب منذ مدة جوابا للطائي الغائب منذ مدة:
" أنا ضدّ الظلم ".
" هو رهن الاعتقال ".
لا أرَى أنَّ الجملتين بحاجة إلى تقدير، بل معناهما واضح.
فالضمير المنفصل: مبتدأ
" ضدُّ، رهنُ " خبر مرفوع.
وهذان الاسمان، يُعربان حسب موقعهما من الجملة.
...
" أنا ضدّ الظلم "
أعجبني عمق نظرك للمعنى، وهو رأي له حظٌّ من النظر، ومتَّجه.
غير أني لا أرَى التكلُّف في تقدير، قد تمَّ وضوح الجملة بدونه، ووصلنا إلى المعنى ومكنونه.
وأصل الكلام مبني على فَهم المعنى، فإذا كان المعنى واضحًا، فلسنا بحاجة إلى التقدير.
وكلَّما قلَّ التقدير، كان هو الأولَى.
ومِن أجل مَيلك إلى وجه " النصب "، لجأتَ إلى تقدير وتأويل، تغيَّر بهما تركيب الجملة الأصلية، وتأثَّرت بهما ملامحها الجوهرية.
وسبب ذلك، أنك ألزمتَ كلمة " ضدّ " معنى واحدًا، وهو: النقيض.
والكلمة تأخذ عدَّة معانٍ، حسب السياق.
قال أبو العلاء المعري، " من الكامل ":
قلْ للمُدامةِ، وهْيَ ضدٌّ للنُّهى * تنضو لها أبدًا سيوفُ محاربِ
رفع كلمة " ضدّ "، و" المُدامة " ليست نقيضًا للنُّهَى.
وفي " خلاصة الأثر ":
كأنَّك ضدُّ الدهرِ حلف النوائبِ
رفع كلمة " ضدّ "، على أنها خبر " كأنَّ "، ومخاطبه ليس نقيضًا للدهر.
وفي " التكملة لكتاب الصلة ":
فكل يقول بخيرٍ أنا * وعند الحقيقةِ ضدُّ الخبر.
رفع كلمة " ضدّ "، على أنها خبر لمبتدأ محذوف.
وقال ابن هانئ الأندلسي، " من البسيط ":
لكنه ضدُّ ما ظنَّ الحسودُ به * وفوقَ ما يَنتهي غالٍ ومنبسط
رفع كلمة " ضدّ "، على أنها خبر " لكنَّ "، وممدوحه ليس نقيضًا للظنّ.
وقال ابن الرومي:
ما زلتَ ضدَّ الزمان تصلِح ما * يُفسِد مذ كنتَ من بني العشْر
نصب كلمة " ضدّ "، على أنها خبر " ما زال "، وممدوحه ليس نقيضًا لفساد الزمان.
وفي " شرح النووي، على صحيح مسلم ":
(فأراد ابنُ عمر براءة ابن الزبير من ذلك الذي نسبه إليه الحجاج، وأعلم الناسَ بمحاسنه، وأنه ضدُّ ما قاله الحجاج) انتهى
رفع كلمة " ضدّ "، على أنها خبر " أنَّ "، وابن الزبير ليس نقيضًا لقَول الحجَّاج.
وأخيرًا، قال الله تعالَى: {كلاَّ سَيَكْفُرُونَ بِعِبادَتِهِمْ ويَكُونُونَ عَلَيهِمْ ضِدًّا} سورة مريم 82.
اختلَف المفسِّرون في معنى كلمة {ضِدًّا}، وممَّا ذهبوا إليه، أنها بمعنى:
" أعوانًا عليهم "، قَول ابن عباس
" أعداءً عليهم "، قَول الضحاك
بخلاف ما ظنوا فيهم، قاله ابن كثير
خصمًا، قاله النسفي
ولكنَّهم اتَّفقوا على أنَّ " ضِدًّا " خبر " يكون "
والله أعلم.
فأقول: تَبقَى كلمة " ضدّ " مرفوعة على أنها خبر للمبتدأ.
والمعنى قائم، سواء بها، أو بحملها على معنى اسم الفاعل.
فيجوز أن يكون " ضدّ " مصدرا في معنى اسم الفاعل، كما يوصف بالمصدر في قولك" " رجلٌ عدلٌ ".
لذلك أرَى أنَّ تأويل كلمة واحدة في الجملة، - وهو من التأويل المسموع، وشواهده كثيرة – أقرب إلى الصواب، وأولَى من التقدير، والله أعلم. وقال فصيحنا الرائع الغائب منذ مدة
اللغة العليا الغالبة أن يكون (ضدّ) مرفوعا على أنه خبر المبتدأ (أنا)، و (ضدّ) على وزن (فِعْل) كـ (مِثْل) و (شِبْه) ولم أجد من نصّ على أنه مصدر، وهو من الأضداد يعني يأتي بمعنى المثل وبمعنى المخالف أو النقيض، فإذا كان يجري مجرى (مثل) فإنه لا يتعرف بالإضافة، فيجوز أن نقول: هذا رجلٌ ضدُّ الظلم، فنصف به النكرة وهو مضاف إلى المعرفة، وإذا كان نكرة جاز على لغة حكاها الأخفش أن تقع حالا مغنية عن الخبر، في قولك: أنا ضدّ الظلم، أي: أن أنا أقف أو أَثْبُتُ مضادا للظلم، فحذف الفعل وبقيت الحال دالة عليه، والفعل هو خبر المبتدأ، وإليك ما قاله ابن مالك في شرح التسهيل:
¥