[لطيفة حول إن وأخواتها]
ـ[مهاجر]ــــــــ[25 - 03 - 2006, 02:28 ص]ـ
بسم الله
السلام عليكم
فمن المعلوم أن "إن وأخواتها"، من الحروف الناسخة، التي تنصب المبتدأ ويسمى اسمها، وترفع الخبر فيسمى خبرها، وهي كما تقدم حروف، ولكنها أشبهت الأفعال من جهة صياغتها على أكثر من حرفين، والأصل في الحروف أن تصاغ على حرف واحد كـ "باء الجر"، أو حرفين كـ "من الجارة"، فلما صيغت "إن وأخواتها"، من أكثر من حرفين، ساغ أن تعمل في أكثر من معمول، فعملت في المبتدأ والخبر، خلاف الحرف الذي لا يشبه الفعل، كحروف الجر، فهو وإن كان يعمل فيما بعده إلا أنه عامل ضعيف لا يتعدى لأكثر من معمول واحد، ورغم عمل "إن وأخواتها" في عاملين، إلا أن في عملها نوع ضعف يجعلها أدنى من الفعل، لذا لا تعمل في أحوال معينة، كالجمل التي يقدم الخبر فيها، فلا يقال: إن ناجح محمدا، إلا إن كان الخبر المقدم شبه جملة، كقوله تعالى: (إن لدينا أنكالا)، خلاف كان وأخواتها، فهي أفعال، وإن كانت ناقصة، فيجوز فيها تقديم الخبر على المبتدأ، على تفصيل، كقولك: كان سيدا عمر.
ولكي تتميز "إن وأخواتها" عن الأفعال، قدموا منصوبها على مرفوعها، خلاف الأفعال التي تستوفي مرفوعها قبل منصوبها.
وهذه التعليلات المنطقية، تؤكد صحة ما ذهب إليه علماء اللغات من أن قواعد اللغة العربية أقرب اللغات إلى قواعد المنطق السليم، ومن شاء فليطالع مذاهب أئمة النحو، وتعليلاتهم في كتب الخلافيات النحوية.
مستفاد من شرح الشيخ الدكتور عبد الغني عبد الجليل، حفظه الله، لـ "تهذيب الأزهرية" للشيخ محمد محيي الدين عبد الحميد رحمه الله.
والله أعلى وأعلم.
ـ[د. بهاء الدين عبد الرحمن]ــــــــ[25 - 03 - 2006, 09:14 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
ربما فات الشيخ الجليل أن يشير إلى الشبه المعنوي لهذه الحروف بالأفعال وهذا الشبه أقوى في استحقاقها العمل من الشبه اللفظي، لأن من حروف الجر ما هو مبني على أكثر من حرفين ومع ذلك لم تعمل إلا عملا واحدا مثل إلى وعلى وحتى، ومن الحروف ما هو على حرفين ومع ذلك عمل عملين مثل ما الحجازية وأختها لا وإن النافية، فاجتماع الشبه اللفظي والمعنوي لإن وأخواتها للأفعال جعلهاعاملة عملها، ولزم تقديم المنصوب على المرفوع بها حطا لها عن منزلة الأفعال الحقيقية التي يتقدم مرفوعها على منصوبها أو منصوبها على مرفوعها.
هذا لإتمام الفائدة لما نقله أخونا الأستاذ مهاجر وفقه الله.
مع التحية الطيبة والتقدير.
ـ[مهاجر]ــــــــ[26 - 03 - 2006, 02:44 ص]ـ
بسم الله
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
كما قلت أيها الأغر الكريم، فقد يجتمع أكثر من وجه، كما في إن وأخواتها من جهة، والأفعال من جهة، فالشبه، كما قلت معنوي لفظي في نفس الوقت.
كما في علة بناء الضمائر، فهي تشبه الحروف أيضا من أكثر من جهة:
فتشبهها من جهة الوضع اللفظي، فكلاهما وضع على حرف أو حرفين، وإن خرجت بعض الضمائر والحروف عن هذا الأصل.
ومن جهة الجمود، فكلاهما، لا يصغر أو يثنى أو يجمع.
ومن جهة الافتقار إلى ما يفسرها، فالحرف مفتقر إلى ما بعده لبيان معناه، والضمير مفتقر إلى مرجعه.
فهذه 3 أوجه للشبه: لفظي وجمودي وافتقاري، وهذا تأكيد لكلامك، فأوجه الشبه قد تتعدد فيأخذ المشبه حكم المشبه به، والله أعلم.
مستفاد من كلام الشيخ محمد محيي الدين عبد الحميد، رحمه الله، في "منحة الجليل".
ـ[في محل نصب مرفوع]ــــــــ[03 - 04 - 2006, 09:06 م]ـ
اذا سمحتم لي برأي:
اعراب ان واخواتها انها حروف مشبه بالفعل.
هذا يعني انها عملت لتشبيهها بالفعل وليس لانها صيغت باكثر من حرفين