تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[التعجب (*)]

ـ[أبومصعب]ــــــــ[10 - 04 - 2006, 12:24 ص]ـ

[التعجب (*)]

بِأَفْعَلَ انْطِقْ بَعْدَ (مَا) تَعَجُّبَا * أَوْ جِيءْ بِـ (أَفْعَلَ) قَبْلَ مَجْرُورٍ بِـ (بَا)

وَتِلَوَ أَفْعَلَ انْصِبَنَّهُ: كَـ (مَا * أَوْفَى خَلِيلَيْنَا) وَ (أَصْدِقَ بِهِمَا)

للتعجب صيغتان: (مَا أَوْفَى خَلِيلَيْنَا) و (أَصْدِقْ بِهِمَا)

(مَا أَوْفَى خَلِيلَيْنَا)

ما: مبتدأ، وهى نكرة تامة عند سيبويه، و (أوفى) فعل ماض، فاعله ضمير مستتر عائد على (ما) و (خليلينا) مفعول أحسن، والجملة الفعلية خبر عن (ما)، والتقدير (شيء أحسن زيدا) أي جعله حسنا.

(أَصْدِقْ بِهِمَا)

أَصْدِقْ: فعل أمر ومعناه التعجب، لا الأمر، و (بهما): الباء زائدة، والضمير المتصل مجرور لفظا مرفوع محلا، فاعل (أصدق).

وَحَذفَ مَا مِنهُ تَعَجَّبتَ اسْتَبِح * إن كَانَ عِندَ الحَذفِ مَعنَاهُ يَضِح

يجوز حذف المتعجب منه، وهو المنصوب بعد أفعل والمجرور بالباء بعد أفعل، إذا دل عليه دليل

وَفِي كِلاَ الفِعلَينِ قِدْمًا لَزِمَا * مَنعُ تَصَرُّفٍ بِحُكمٍ حُتِمَا

لا يتصرف فعلا التعجب، بل يلزم كل منهما طريقةً واحدةً، فلا يستعمل من (أَفْعَل) غير الماضي، ولا من (أَفْعِل) غير الأمر.

وَصُغْهُمَا مِن ذِي ثَلاَثٍ صُرِّفَا * قَابِلِ فَضْلِ تمَّ غَيْرِ ذِي انتِفَا

وَغَيرِ ذِي وَصفٍ يُضَاهِي أَشْهَلاَ * وَ غَيرِ سَالِكٍ سَبِيلَ فُعِلا

يصاغ فعل التعجب من ثلاثيّ متصرفٍ، قابل معناه للتفاضل، تام، غير منفي، ليس الوصف منه على وزن أفعل كـ (أحمر) و (أعور)، ولا مبنيا لما لم يسم فاعله

و (أَشْدِدْ) أو (أشَدَّ) أو شِبهُهُمَا * يَخلُفُ مَا بَعْضَ الشُّرُوطِ عَدِمَا

وَمَصْدَرُ العَادِمِ بَعْدُ يَنتَصِب * وَ بَعدَ أفعِل جَرُّهُ بِالبَا يَجِب

يتوصل إلى التعجب من الأفعال التي لم تستكمل الشروط بـ (أَشْدِدْ) ونحوه وبـ (أَشَدَّ) ونحوه، وينصب مصدر ذلك الفعل العادم الشروط بعد (أفعل) مفعولا، ويجر بعد (أفعل) بالباء، فتقول (مَا أَقْبَحَ عَوَرَهُ)، و (أَقْبِحْ بِعَوَرَهِ)

قال الله تعالى: "قُلْ اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثُوا لَهُ غَيْبُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ أَبْصِرْ بِهِ وَأَسْمِعْ مَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَداً" 26 سورة الكهف

قال العكبري:

(أبصِرْ بِهِ وأسْمِع): الهاء تعود على الله عزّ وجلّ، وموضعها رفع لأنّ التقدير: أبصر الله، والباء زائدة، وهكذا في فعل التعجب الذي هو على لفظ الأمر.

وقال بعضهم: الفاعل مضمر، والتقدير: أوقع أيها المخاطب إبصارا بأمر الكهف، فهو أمرٌ حقيقة.

وقال تعالى: "أَسْمِعْ بِهِمْ وَأَبْصِرْ يَوْمَ يَأْتُونَنَا لَكِنْ الظَّالِمُونَ الْيَوْمَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ" 38 سورة مريم

قال العكبري:

قوله تعالى: (أسْمِعْ بِهِمْ وَأَبْصِر): لفظه لفظ الأمر ومعناه التعجّب. و (بِهِمْ) في موضع رفع كقولك: (أحسن بزيد)، أي (حسُن زيد). وحكي عن الزجّاج أنه أمر حقيقة، والجار والمجرور نصب، والفاعل مضمر، فهو ضمير المتكلم، كأن المتكلم يقول لنفسه: أوقع به سمعا أو مدحا.

هكذا تختلف عبارة العكبري رحمه الله في تقدير (أسمع به) و (أسمع بهم) كما اختلفت أقوال العلماء في ذلك

في هذا ضرب من التعسف، قاله الزمخشري في المفصل (**):

وأما (أكرم بزيد) فقيل أصله (أََكْرَمَ زَيْدٌ) أي صار ذا كرم، كـ (أغد البعير أي صار ذا غدة)، إلا أنه أخرج على لفظ الأمر ما معناه الخبر، كما أخرج على لفظ الخبر ما معناه الدعاء في قولهم رحمه الله والباء مثلها في كفي بالله. وفي هذا ضرب من التعسف. وعندي أن أسهل منه مأخذاً أن يقال إنه أمر لكل أحد بأن يجعل زيداً كريماً، أي بأن يصفه بالكرم. والباء مزيدة مثلها في قوله تعالى: (وَلاَ تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمُ إِلَى التَّهْلُكَةِ) للتأكيد والاختصاص، أو بأن يصيره ذا كرم والباء للتعدية. هذا أصله ثم جرى مجرى المثل فلم يغير عن لفظ الواحد في قولك: (يا رجلان أكرم بزيد) و (يا رجال أكرم بزيد).

قبل الاطلاع على قول الزمخشري استثقلت تلك التقديرات، كيف يخرج الماضي بلفظ الأمر ويصبح المفعول به في نحو (ما أكرم زيدا) فاعلا في نحو (أكرم بزيد) ثم تزاد الباء فيه!

فهل من إضافة في (أكرم بزيد)؟


(*) مختصر من شرح ابن عقيل
(**) الشاملة

ـ[أبومصعب]ــــــــ[11 - 04 - 2006, 01:39 ص]ـ
تصحيح

بِأَفْعَلَ انْطِقْ بَعْدَ (مَا) تَعَجُّبَا * أَوْ جِيءْ بِـ (أَفْعِلْ) قَبْلَ مَجْرُورٍ بِـ (بَا)
وَتِلْوَ أَفْعَلَ انْصِبَنَّهُ: كَـ (مَا * أَوْفَى خَلِيلَيْنَا) وَ (أَصْدِقْ بِهِمَا)

للتعجب صيغتان: (مَا أَوْفَى خَلِيلَيْنَا) و (أَصْدِقْ بِهِمَا)

(مَا أَوْفَى خَلِيلَيْنَا)
ما: مبتدأ، وهى نكرة تامة عند سيبويه، و (أوفى) فعل ماض، فاعله ضمير مستتر عائد على (ما) و (خليلينا) مفعول (أوفى)، والجملة الفعلية خبر عن (ما)، والتقدير (شيء أوفى خليلينا) أي جعلهما وفيين.

قال سيبويه رحمه الله:
[هذا باب ما يعمل عمل الفعل ولم يجر مجرى الفعل ولم يتمكن تمكنه
وذلك قولك: (ما أحسنَ عبدَ الله). زعم الخليلُ أنه بمنزلة قولك: شيءٌ أحسنَ عبد الله، ودخله معنى التعجب. وهذا تمثيل ولم يتكلم به.]

إذا كان تقدير (ما أحسن زيدا): (شيء أحسن زيدا) كما حكاه سيبويه عن الخليل رحمهما الله، فما تقدير (ما أعظم الله)؟

قال الأنباري في الإنصاف:
[وأما قولهم " لو كان التقدير فيه (شيء أحسن زيدًا) لوجب أن يكون التقدير في قولنا (ما أعظم الله) (شيء أعظم الله) والله تعالى عظيم لا يجعل جاعل" قلنا: معنى قولهم (شيء أعظم الله) أي وَصَفه بالعظمة، كما يقول الرجل إذا سمع الأذان: كَبَّرْتَ كَبِيرًا، وَعَظَّمْتَ عَظِيمًا، أي وصفته بالكبرياء والعظمة لا صيرته كبيرا عظيما]

قال سيبويه رحمه الله:
[والمعنى في (أفعل به) و (ما أفعله) واحد]

قال ناصر السعدي رحمه الله:
"أَسْمِعْ بِهِمْ وَأَبْصِرْ يَوْمَ يَأْتُونَنَا" أي: ما أسمعهم وما أبصرهم في ذلك اليوم

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير