[النداء]
ـ[أبو ذكرى]ــــــــ[16 - 03 - 2006, 09:01 ص]ـ
* تعريفُه:
هو طَلَبُ الإقبالِ مِنَ المُخَاطَبِ بحرفٍ مِن أدواتِهِ، منصوبٌ على إضمار الفِعل المَتْرُوكِ إظْهَارُه.
* أدَواتُه:
أدَوَاتُه سَبْعٌ: "يَا، وأَيَا، وهَيَا، وأي، وآ" وكلُّها للبُعدِ حقيقةٌ أو تنزيلاً (أي تنزل منزلة البعيد وإن لم تكن بعيدة كنوم أو سهو أو ارتفاع محل أو انخفاضه، فهذه للبعد تنزيلاً أو مجازاً)، و "الهَمزةُ" وهي للقَرِيب، و "وا" للنُّدْبَة، وهو المُتَفَجَّعُ عَلَيْهِ، أو المتوجَّعُ مِنه.
(=في حروفها).
*ما يُحذَفُ مِن أدَواتِ النِّداء:
يَجُوز حَذفُ أَدَواتِ النِّداء، وتُحذَفُ "يا" بكثرَةٍ، نحو: {يُوسُفُ أعرِضْ عَنْ هذا} (الآية "29" من سورة يوسف "12")، {سَنَفْرُغُ لَكُمْ أيُّها الثَّقَلانِ} (الآية "31" من سورة الرحمن "55")، يقول سيبويه: وإن شِئتَ حَذَفتَهُنَّ كُلَّهُنَّ كقولك: حَارِ بنَ كعب أي يا حارثَ بنَ كَعْبٍ ـ. إلا في سبع مَسَائِلَ:
(1) المَنْجُوبِ نحو "يَا عُمَرا" في قَولِ جَرير يَنْدُبُ عُمَرَ بنَ عَبدِ العَزيزِ:
حُمِّلتَ أمْراً عَظيماً فاصطبرت له * وقُمْتَ فيهِ بأمرِ اللَّهِ يا عُمرَا
(2) المُسْتَغَاثِ نحو "يا للَّهِ لِلفَقِيرِ".
(3) المُنادى البَعِيد لأنَّ المرادَ إطالةُ الصوتِ والحذفُ يُنَافيه.
(4) اسمُ الجنسِ غيرِ المُعَيَّن، نحو "يَا عَجُولاً تَبَصَّر في العَواقِب".
(5) اسمُ اللّه تعالى إذا لم يُعَوَّضْ في آخرِه المِيمُ المُشَدَّدَة، وأَجَازَه بعضُهم، وعَلَيهِ قولُ أُمَيَّةَ بن أبي الصَّلت:
رَضِيتُ بكَ اللهُمَّ رَبَّاً فَلَنْ أُرى * أَدينُ إلهاً غيركَ "اللَّهُ" رَاضيا
أي "يا اللَّه".
(6) اسم الإشارة نحو "يَا هَذا" وأمَّا قولُ ذي الرُّمَّة:
إذا هَمَلَتْ عَيني لها قال صاحبي * بمثلِك "هذا" لوعةٌ وغَرامُ
بتثدير"يا هذا" فضرورة.
(7) اسمِ الجِنس لمعيَّن نحو "يا رجل".
وأمّا قولهم في الأمثال "أطرِقْ كَرَا إن النَّعَامَ في القُرَى" (المراد: اطرق ياكرا، وهو مُرَّخَّم الكُرَوان، يُقَال هذا الكلام للكروان فيلبدُ في الأرضِ فيصيدُونه كَما في مَجْمع الأمثال)، "وأفتدِ مَخْنُوقُ" (أي افيدِ يا مخنوق، يضرب لكل مشقوق عليه)، و "أصبحْ ليل" (قيل هذا المثل لامْرأةٍ ضاقت بامرئ القيس لأنها تَفْرَكه أي تكْرَهَهُ ـ). بتقدير: ياكَرَوانُ، ويا مَخنُوقُ، ويا لَيلُ فَشَاذّ.
* أقسام المنَادى:
المُنادى على أربعة أقسام:
(1) مَا يجِبُ فيه البناء على الضم.
(2) ما يجبُ فيهِ النّصب.
(3) مَا يجُوزُ ضَمُّه على الأصلِ وفَتْحُه على الإتْبَاع.
(4) ما يَجُوزُ ضمُّه ونَصْبُه، وهاك التَفصيل:
(أ) ما يَجِبُ فيه البِنَاءُ على الضم من المُنادَى:
يَجبُ البناءُ في اثنين:
(الأوَّل) العَلَم المُفرَد، ونَعني به مَا لَيْسَ مُضافاً ولا شَبيهاً به وإنْ كانَ مُثَنّىً أو مَجْمُوعاً.
(الثاني) النكرةُ المَقْصُودَةُ المفردةُ، وهي التي أُرِيدَ بها مُعيَّن ولم تكُن أَيْضاً مُضَافَةً أو شَبيهةً بالمضاف.
ويُبْنَى هَاذَان، على ما يُرفَعَانِ به لَوْ كَانَا مُعْرَبَين، فيدخلُ في هذا:
المُرَكَّبُ المَزْجيُّ، والمثنَّى، والمجموعُ مُطلَقاً، نحو "يا خَالِدُ" و "يا بُخْتنَصَّرُ" و "يا سَيِّدانِ" و "يامِنْصِفُونَ" و "يا رِجَالُ" و "يا مُسلِماتُ".
وما كانَ مَبنيّاً قبلَ النداءِ كـ: "سيبَويه" و "هؤلاءِ" و "حذامِ". أوْ مَحكِيّاً كـ "جَادَ المَولى" قُدِّرَتْ فيه الضَّمَّةُ، ويَظهر أثَرُ ذلك في تابِعِهِ تقولُ: يا سيبويِهِ "الفاضِلُ" برفع الفاضلُ مراعاةً للضم المقدَّر، ونَصبِه مُراعَاةً للمَحَل، و "يا جاد المَولى اللَّوذَعَيٌّ" بالرفع أو النَّصب، كما تفعَلُ في تابعِ ما تجدَّدَ بِناؤه نحو "يا خَالِدُ المقدامُ".
(ب) ما يَجبُ نَصْبُه مِنَ المُنادى:
ثلاثَةُ أنْواعٍ:
(1) النكِرةُ غَيرُ المَقْصُودة كقولِ الأعمى لغير مُعَيَّن "يا رَجُلاً خُذْ بيدي".
(2) المُضافُ سَواءٌ أكانت الإضافةُ مَحْضَةً، نحو: {رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا} (الآية "147" من سورة آل عمران "3")، أن غيرَ مَحْضَةٍ نحو "يَا مالكَ يَومِ الدين".
¥