تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[قاما أخواك، قاموا إخوتك، قمن نسوتك، أكلوني البراغيث.]

ـ[عزام محمد ذيب الشريدة]ــــــــ[21 - 03 - 2006, 03:57 م]ـ

قاما أخواك، قاموا إخوتك، قمن نسوتك، أكلوني البراغيث

يذكر ابن هشام ثلاثة اّراء حول هذه الجمل، وهي:

الرأي الأول: الألف والواو والنون حي حروف تدل على المثنى أو الجمع، مثلها مثل حرف التاء في"قالت هند"التي تدل على التأنيث.

الرأي الثاني: أسماء مرفوعة على الفاعلية وما بعدها بدل منها.

الرأي الثالث: التقديم والتأخير.

ويرى أن الرأي الأول هو المختار.

والذي يبدو لي أن الرأيين: الثاني والثالث أكثر حظا من حيث الصحة من الرأي الأول، ولا يجوز تشبيه التاء بهذه الحروف أو الضمائر، وذلك لأن هناك فرقا بين التاء وهذه الضمائر، فإذا قلنا مثلا: هند قامت، فإن الفعل مع التاء لا يشكل خبرا للمبتدأ، ولا بد من تقدير فاعل للفعل ليتشكل الخبر، أما إذا قلنا: أخواك قاما، إخوتك قاموا، نسوتك قمن، البراغيث أكلوني، فإن هذه الأفعال وما بعدها تشكل خبرا، ولا حاجة لتقدير فاعل لهذه الأفعال.

كما يمكن اعتبارها خبرا مقدما على المبتدأ، حيث تقدم الخبر على المبتدأ بالأهمية المعنوية عند المتكلم عدولا عن الأصل

والرأي القائل بفاعليتها رأي صائب وقد جاء مثله في القراّن الكريم، حيث قال تعالى"وأسروا النجوى الذين ظلموا"، و"الذين" بدل من واو الجماعة في "أسروا"ونقول كذلك: ضربته زيدا، و (زيدا) بدل من الهاء (المفعول).

فهذان الرأيان أصح من الرأي الأول

والله أعلم

ـ[أبو بشر]ــــــــ[23 - 03 - 2006, 02:42 م]ـ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لغة "أكلوني البراغيث" لغة قبيلة معينة وهي لغة قليلة بالقياس إلى لغات العرب الأخرى وهي ليست لغة عامة العرب، وهذا ما أشار إليه ابن مالك ابن مالك

227) وجرد الفعل إذا ما أسندا لاثنين أو جمع كفاز الشهدا

228) وقد يقال سعدا وسعدوا والفعل للظاهر بعد مسند

و"قد" هنا للتقليل أي وقليلاً يقال "سعدا وسعدوا" مع كون الفاعل هو الظاهر بعدهما، بيدما الأمر في "جرِّد" للوجوب على لغة عامة العرب كما أن صيغة المبني للمجهول صيغة التمريض الدالة على الضعف والقلة.

إذاً ما دامت هذه لغة لقوم معين فالأرجح أن نعتبرالألف والواو والنون علامات التثنية وجمع الذكور وجمع الإناث والاسم الظاهر بعدها هو الفاعل، وذلك مثل "قامت هند" إذ وجه التشبيه بتاء التأنيث أن هذه الأحرف تثبت مع ثبوت الفاعل الظاهر في هذه اللغة كما أن التاء تثبت مع ثبوت الفاعل الظاهر في كل اللغات، وأنا أجزم على أنه لو لم تذكر هذه التاء مع وجود الفاعل الظاهر في أية لغة من لغات العرب لعُدَّت ضميراً إذ ظهورها حينئذ مثل ظهور هذه الضمائر في لغة عامة العرب، فثبوت هذه التاء مع الفاعل الظاهر هو الذي جعل النحاة يعدونها علامة لا ضميرا فاعلاً إذ لا يجوزللفعل أن يكون له أكثر من فاعل بمعناه النحوي لا بمعناه اللغوي لا على لغة عامة العرب ولا على لغة "أكلوني البراغيث"

ثم إنه لا يُستحسن تخريج القرآن الكريم على لغة قليلة، فأهل الحجاز لم يتكلموا بلغة "أكلوني البراغيث" فإن وقع ما يشبه هذه اللغة في حديثهم أو في القرآن الكريم فالأحسن تخريجه على غير هذه اللغة إذ هذه ليست لغة أهل الحجاز ولا لغة القرآن.

ثم ما قلتَ - أخي الفاضل - من أنه

(لا يجوز تشبيه التاء بهذه الحروف أو الضمائر، وذلك لأن هناك فرقا بين التاء وهذه الضمائر، فإذا قلنا مثلا: هند قامت، فإن الفعل مع التاء لا يشكل خبرا للمبتدأ، ولا بد من تقدير فاعل للفعل ليتشكل الخبر، أما إذا قلنا: أخواك قاما، إخوتك قاموا، نسوتك قمن، البراغيث أكلوني، فإن هذه الأفعال وما بعدها تشكل خبرا، ولا حاجة لتقدير فاعل لهذه الأفعال)

ليس بصواب إذ ابن هشام لا يقول بأن هذه الأحرف ضمائر بل هي مجرد أحرف وعلامات ليس لها محل من الإعراب فكأنه يقصد أنه لا بد من تقدير ضمائر مستترة لهذه الأفعال كي لا تخلو هذه الأفعال من فاعل، فنقول في إعراب:

"أخواك قاما" الألف علامة للتثنية والفاعل ضمير مستتر جوازاً تقديره (هما)

و"إخوتك قاموا" الواوعلامة لجمع الذكور والفاعل ضمير مستتر جوازاً تقديره (هم)

و"نسوتك قمن" النون علامة لجمع الإناث والفاعل ضمير مستتر جوازاً تقديره (هنّ)

وهكذا نعرب الفاعل في الصفات الآتية:

"أخواك قائمان"

و"إخوتك قائمون"

و"نسوتك قائمات"

غير أن الضمير هنا مستتر وجوباً لا جوازاً، فالألف هنا علامة التثنية والواو علامة جمع الذكوروهلم جراًّ.

أرجو أني لم أسئ الفهم، والله أعلم بالصواب

ـ[عزام محمد ذيب الشريدة]ــــــــ[23 - 03 - 2006, 03:51 م]ـ

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

شكرا لأخي أبي بشر:

أولا: ساّتيك بأرقام الصفحات من مغني اللبيب.

ثانيا: هناك فرق بين: الولدان قاما والولدان قائمان، في الأولى لا نقدر فاعلا لأنه موجود، وفي الثانية نقدر لأن اسم الفاعل يعامل معاملة الفعل الخالي من الضمير، فقائم أو قائمان تحتاج إلى فاعل كما هو الحال في الفعل.

ثُالثا: إن لم يعتبرها ابن هشام ضمائر فكيف يبدل منها؟ وكيف يعتبر الجملة الفعلية خبرا مقدما، مع أنها جملة مكتملة المعنى؟

مع التحية والتقدير

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير