تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[فوائد حول أسماء الأفعال]

ـ[مهاجر]ــــــــ[26 - 03 - 2006, 04:35 ص]ـ

بسم الله

السلام عليكم

هذه بعض فوائد حول أسماء الأفعال، أسأل الله أن ينفع بها:

الفائدة الأولى:

أنواع أسماء الأفعال:

أسماء الأفعال واجبة التنكير:

ومنه قولك: ويها وواها، بالتنوين، فتنوين أسماء الأفعال، عموما، من علامات التنكير، ولكنه هنا لازم، فيلزم معه التنكير.

أسماء الأفعال واجبة التعريف:

ومنها نزال وتراك وبابهما، فلا يدخلها تنوين التنكير أبدا.

أسماء الأفعال جائزة التنكير والتعريف:

ومنها صه، ومه، وإيه، فما نون منها فهو نكرة، وما لم ينون فهو معرفة، فعلى سبيل المثال:

مه: اسم فعل أمر بمعنى كف، فإذا نون، فإنه يكون نكرة، والنكرة مشعرة بعموم المعنى، فيكون المعنى هنا الكف المطلق عن الفعل، كأن يكون الفاعل متكلما، فتقول له: مه، بالتنوين، أي كف عن الكلام مطلقا.

بخلاف إذا ما قلت له: مه، بالبناء على الكسر، فإنه يكون معرفة، والمعرفة تدل على شيء مخصوص، فيكون المعنى كف عن كلام مخصوص بعينه وخض في حديث غيره، والله أعلم.

وكذا بالنسبة لـ: "إيه"، فهو اسم فعل أمر بمعنى "زدني"، فإذا قلت لمحدثك: إيه، بالتنوين، فإن هذا يعني طلب الاستزادة من كلامه أيا كان، وإذا قلت له: إيه، بالبناء على الكسر، فإن هذا يعني طلب الاستزادة من كلام مخصوص لا أي كلام، والله أعلم.

الفائدة الثانية:

أوجه الشبه بين الفعل واسم الفعل:

أولا: الدلالة على المعنى، فالفعل المضارع، على سبيل المثال، يدل على حدوث الفعل زمن التكلم أو المستقبل، واسم الفعل المضارع يدل على نفس المعنى، وعليه فإن الفعل المضارع:

أتعجب، من العجب، واسم الفعل المضارع "وي"، يدلان على نفس المعنى وهو حدوث فعل التعجب زمن التكلم أو المستقبل، وهكذا.

ثانيا: موافقة اسم الفعل للفعل الذي بمعناه في اللزوم والتعدي، وهذا أمر واضح، لأنهما يدلان على حقيقة واحدة، وإن كان لهذه القاعدة شواذ، فعلى سبيل المثال:

اسم فعل الأمر: "آمين"، فهو لازم، خلاف فعل "استجب"، الذي يدل على معناه، فاستجب فعل متعد، لتعديه لنصب مفعول واحد بنفسه كقولك: استجب اللهم دعاء أخي، فـ: "دعاء" مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.

وكذا اسم الفعل "إيه"، فهو بمعنى الفعل زدني، فـ "إيه"، لازم، و"زدني"، متعد لنصب مفعولين، كقولك: زدني كلاما، فالمفعول الأول: ياء المتكلم، والمفعول الثاني: كلاما.

ثالثا: أن اسم الفعل يوافق الفعل الذي بمعناه في إظهار الفاعل وإضماره.

الفائدة الثالثة:

أوجه الاختلاف بين الفعل واسم الفعل:

أولا:

أن أسماء الأفعال لا يبرز معها ضمير، خلاف الأفعال، فعلى سبيل المثال:

صه، بمعنى اسكت، يستوي فيه المفرد والمثنى والجمع، بينما الفعل اسكت، يبرز معه الضمير في غير المفرد، لأنه واجب الاستتار في حالة المفرد، فتقول: اسكتا، واسكتوا واسكتن .............. الخ.

وبهذا فصل العلماء النزاع في أفعال اشتبهت بأسماء الأفعال، فلما قبلت الضمائر البارزة، عرفت فعليتها، كالفعل: هات، فهو مبني على الكسر في حالة المفرد المذكر، وفاعله ضمير مستتر وجوبا تقديره "أنت"، وأما في حالة المؤنث فإنك تقول: هاتي، فتبرز ياء المخاطبة، ولا يكون هذا إلا في الأفعال.

وبالعكس، استدل العلماء على أن بعض الألفاظ أسماء أفعال بعدم قبولها الضمير البارز مع غير المفرد، ومن ذلك:

قوله تعالى: (قل هلم شهداءكم الذين يشهدون أن الله حرم هذا)، فـ "هلم"، اسم فعل أمر بمعنى: أقبل، والخطاب لجماعة الذكور بدليل ضمير جماعة المخاطبين المتصل بالمفعول به: "شهداءكم"، فلم يقل: هلموا شهداءكم، فدل عدم بروز الضمير على أن هلم اسم فعل وليس فعلا، والله أعلم.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير