[متى أصبح قولهم حجة؟]
ـ[عبدويه]ــــــــ[17 - 04 - 2006, 12:51 ص]ـ
قد تواجه علما من الأعلام له مؤلف في النحو ,تأثر في تأليفه بإمام من أئمة النحو الكبار كالزمخشري مثلا؛ فتعرض له مسألة فيها خلاف نحوي (على سبيل المثال) مجيء (أو) بعد (سواء) هل يصح في العربية أو لا؟
فيجيب: هذا الأسلوب جائز عن العرب لأن الزمخشري -مثلا- قال: سواء كان أو كذا؛ فيستدل بكلامه على جواز هذا الأسلوب عن العرب!
فهل هذا يعدّ استدلالا لقبول أسلوب عربي ,بمجرد أن علما من أعلام النحاة استخدمه في ثنايا شرحه.
فهل يعمال معاملة العرب الفصحاء في قبول ما جاء عنه لأنه إمام في النحو.
في الحقيقة إني أعكف على تحقيق كتاب لعلم من الأعلام , يصر على مثل هذا ,بمعنى انه يستدل على قبول الأسلوب المردود باستعمال أعلام النحاة له في ثنايا شروحهم وتأليفاتهم!.
ـ[د. مسعد محمد زياد]ــــــــ[17 - 04 - 2006, 12:27 م]ـ
أخي السائل
وهل يكون من الفصحاء غير أئمة النحو؟
وئمة النحو هم الزمخسري ورفاقه من النجويين كالخليل بن أحمد، وسيبويه
والأخفش، والرماني، وابن هشام، وابن مالك، وابن يعش، وابن الحاجب والأشموني، ابن معطي، وابن السراج، وابن جني، وابن خالويه، وابن النحاس، والمالقي، والمرادي، والزركشي، والسيوطي، غيرهم من أئمة
النحو هؤلاء لا يقلون شأنا في الفصاحة عن اين الأعرابي، وعمرو بن العلاء
وقدامة بن جعفر وغيرهم.
ـ[عبير نور اليقين]ــــــــ[17 - 04 - 2006, 12:31 م]ـ
قد يمتنع ذلك تحقيقا، ولكنه لا يرد باي حال من جهة التأصيل .. فكلام جهبذ في النحو يعرض قبلا على كلام العرب، فإن وافق احتج به وإلا فلا .. حكمه في ذلك حكم مسائل الشريعة. وهذا مبني على عدالة الناقل وضبطه .. فالزمخشري جبل في اللغة العريية، بحر لا يجارى وحبرلا يبارى، ولا أحد اعترض على شموخه ودقته في علوم العربية .. وقد اعتمد ابن هشام في ترجيح حملة من مسائله على آراء جار الله، وما مفصله الذي عكف ابن يعيش على شرحه في مؤلفه الماتع .. إلا نجم يشع في سماء لغتنا الجميلة
ـ[ابن النحوية]ــــــــ[17 - 04 - 2006, 05:27 م]ـ
كلام الأخ عبير نور اليقين هو الحق، اللهم اغفر لعلمائنا الأفذاذ الذين تركوا لنا هذا التراث العلمي النفيس، نحبهم ونجلهم، ولكن الحق أحب إلينا، ومعلوم أن لكل علم أصوله ومصادره، وهم ليسوا حجة في استعمالهم للغة، بل الحجة السماع المعتبر، والقياس والنظر، وغيرهما من مصادر الأخذ والتلقي لهذه اللغة المحفوظة بحفظ الله.
إخوتي الكرام:
هذا الكلام ليس بدعًا، بل هو كلام الأئمة الأعلام، وسأضرب على ذلك مثالا للزمخشري نفسه، فقد استعمل في خطبة كتابه (المفصل) (كافة) معرَّفة بالإضافة فقال: " ... لإنشاء كتاب في الإعراب محيط بكافة الأبواب "، وقد أنكر عليه ابن يعيش في شرح المفصل 1/ 17 استعماله هذا، وقال: إن (كافة) لا تستعمل إلا منصوبة على الحال، كما أنكر عليه ذلك ابن مالك في شرح التسهيل 2/ 337.
والحق مع ابن يعيش وابن مالك فإن (كافة) لم ترد في القرآن إلا منصوبة على الحال.
كما أنكر العلماء على الحريري قوله في درة الغواص: " باتفاق كافة أهل الملل " مع أنه جعل هذا الاستعمال من الأوهام التي يقع فيها الخواص.
وعلى هذا فإن ما استعمله هؤلاء الأعلام في كلامهم وكتبهم يعرض على الأصول اللغوية فما وافقها فهو الحق والمبتغى، وما خالفها فيرد بأدب جم، وحفظ لحق العلماء فهم ليسوا معصومين، بل يقع منهم الخطأ كما يقع من غيرهم، والله المستعان، وعليه التكلان، هو حسبي ونعم الوكيل.
ـ[أبو محمد المنصور]ــــــــ[17 - 04 - 2006, 06:15 م]ـ
كنت يوما أبحث في قولهم (قد لا يكون) ووجدت ابن هشام يمنع هذا الأسلوب إذ نص على أن (قد) لا يليها مضارع منفي، ووجدت لهذا الأسلوب شواهد بعضها في شعر وبعضها في نثر، ووجدته أيضا واقعا في كلام العلماء كثيرا منهم ابن هشام نفسه الذي منعه في (مغني اللبيب) واستعمله في هذا الكتاب وفي غيره. فجعلت كلام العرب شواهد الاستعمال، واتخذت ورود (قد لا يكون) في كلام العلماء استئناسا وليس دليلا، والله الموفق.
ـ[عبير نور اليقين]ــــــــ[17 - 04 - 2006, 08:59 م]ـ
أذكر أني قرأت تحقيق القول في ما ذكره الأخ أبو محمد: قد لا يكون. وهو في مجلة مجمع اللغة العربية القاهري لشيخ من شيوخ الأزهر
ـ[أبو محمد المنصور]ــــــــ[18 - 04 - 2006, 12:41 ص]ـ
هذا صحيح؛ وقد كان اطلاعي في البدء على كتابات الأستاذ: عباس أبو السعود، وهو أحال على كتاب (الألفاظ والأساليب) من إصدارات مجمع اللغة العربية بالقاهرة، وكان في الحاشية مصدر هذا المبحث في مجلة مجمع اللغة العربية والتعليقات التي عليه في محاضر الجلسات، ثم ما كان أملاه الشيخ محمد علي النجار - رحمه الله - في معهد الدراسات العربية فكان هذا كله نواة عملي وإضاءة طريقي في البحث وقد بلغت صفحات بحثي نحو ست صفحات ومائة، وسيصدر قريبا إن شاء الله.
¥