تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

أقبل عمرٌ .. !

ـ[عبير نور اليقين]ــــــــ[15 - 05 - 2006, 11:16 ص]ـ

ذكر الشنقيطي رحمه الله تعالى، مسألة إبطال القول بالمنع من الصرف في عمر وبناته، مما ورد على فُعَل، وخطأ الأقدمين جميعا، وألف رسالة، ساق فيها مائة شاهد على دعواه سماها: عذب المنهل والنعل المسمى صرف سُعَل.

ولسنا نحكم رأيه أن نعضده، ولكن حسب المتفحص منها ثمرة الخلاف وفائدته على العربية (من حيث قوة الدليل وقيامه حجة في المعارضة، وربما نهوضه واعتماده كوجه في العربية)

وليس كل خلاف، جاء، معتبرا ... إلا خلاف له حظ من النظر

والقول بذلك - عندنا - ليس بدعا من الأقوال في العربية. قال ابن الناظم في باب ما ينصرف: ... وطريق العلم بعدل نحو: عمر، سماعه غير مصروف خاليا من سائر الموانع؟! تلك حجة المنع. السماع مع الخلو من الموانع! لعل كلام محمد الأمين: ... له حظ من النظر! ومقام الشناقطة - لمن ينسب الفضل لذويه - عال بين مراتب العلماء، كما لا يخفى! وحسبهم شرفا، أن يدخل في مقامهم المختار صاحب الطرة والاحمرار ..

ـ[ابن النحوية]ــــــــ[15 - 05 - 2006, 01:52 م]ـ

قال بديع الزمان:

إن كثيرا من المسائل النحوية و الضوابط الموضوعة على أسس علمية محضة لا يمكن أن تثبت ثبوتا مطردا أمام التمحيص و النقاش الدّقيق 0 و لو أخذنا علل منع الاسم من الصرف على سبيل المثال لتبين لنا ضعف هذه القواعد و عجزها عن الثبات للنقاش و القياس و ما هذا السؤال الذي تطرحه أستاذي الفاضل إلا دليل قوي على ما ذهبت إليه هنا 0

إذن لماذا بعض الأسماء و رد منونا و بعضها و رد غير منون في كلام العرب منذ القدم ـ علما بأن المتكلم القديم لم يعرف التنظير و التقعيد ـ؟

أقول: مرد ذلك إلى أن العرب المتقدمين نطقوا بكلماتهم وفق فطرتهم الصافية و طبيعتهم الأصيلة هكذا سهلة مأنوسة خفيفة بعيدة عن الثقل و التكلّف و التقعّر الذي ينفر منه العربي و يأباه و يمجه ذوقه السليم 0

أرجو ألا يفهم من كلامي ثورة صارخة على قواعد النحو العربي.

وأيَّده فراء الفصيح قائلا:

أخي الفاضل بديع الزمان أؤيدك فيما قلته.

ولنا في ذلك سلف صالح، يقول السهيلي في أماليه ص 19في باب ما لاينصرف من الأسماء: وهذا الباب لوقصروه على السماع ولم يعللوه بأكثر من النقل عن العرب لأنْتُفِعَ بنقلهم، ولم يكثر الحشو في كلامهم، ولما تضاحك أهل العلوم من فساد تعليلهم، حتى ضربوا المثل بهم، فقالوا:

أضعف من حجة نحوي.

(ينظر حديثه عن فساد العلل المانعة من الصرف وأنها غير مطردة في الأمالي ص 19 فما بعدها)

يعجبني كثيرًا ترصيع الكلام بجواهر الأئمة الأعلام.

ـ[محمد الجهالين]ــــــــ[16 - 05 - 2006, 12:06 ص]ـ

يحق للعلامة الشنقيطي رحمه الله أن نجلس بين يديه مجلس التلاميذ حتى وإن لم نوافق مذهبه في أن " عمر " مصروفة لا ممنوعة، ذلك أن العلة النحوية ليست سببا في الصرف أو المنع، إنما هي تعليل وتأويل لظاهرة لغوية مسموعة قبل أن يولد النحاة.

أإذا ضعفت علة المنع انتفى المنع؟ الشواهد الشعرية في صرف الممنوع ليست دليلا على صرفه، ذلك أن صرف الممنوع ضرورة شعرية حسنة، فالوزن هو الذى اقتضى الصرف، والسماع هو الذي اقتضى المنع، وليس كل السماع شعرا.

فإن كان لقول الشنقيطي حظ من نظر، فذلك في علة المنع قوة أو ضعفا، لا في أن نجعل المنع صرفا (عمر ومضر وزحل ودلف وهذل وثعل وجشم وقثم وزفر وجمح وعصم)

يقول عباس حسن في العلم الذي على وزن فُعَل: ما لم يرد السماع بمنعه فالأحسن صرفه، فعلة المنع الحقيقية هي استعمال العرب لا غير.

سواء كانت علة المنع العلمية مع العدل، أم العلمية مع وزن فُعَل السماعي، وسواء كانت علة المنع واهية أم مضطربة، أرى أن المقولة الآتية لها حظ من إعادة النظر:

إبطال القول بالمنع من الصرف في عمر وبناته، مما ورد على فُعَل، وخطأ الأقدمين جميعا.

الأقدمون جميعا؟؟؟؟؟؟

يعجبني الذي يعجبك يا ابن النحوية

ما قولك عبير؟

ـ[عبير نور اليقين]ــــــــ[16 - 05 - 2006, 11:31 ص]ـ

شكر الله تعالى جهدكما!

سوقُك الكلام، أخي ابن النحوية على وجه التثبت مرغوب فيه عندنا، ولم يتح لي الاطلاع على أمالي السهيلي لأرشف منه ضِربا .. فلا أنقطع! وقد أُهمل ضابط السماع عند المتأخرين - لو أجد مشاركا لي في هذا الرأي - لظروف كان لا بد من توافرها، إذ البعد عن عصور الاحتجاج ودخول الأعاجم وتداول النقول إلى العربية ... ألزم تحكيم منهج الضبط والتقعيد. لأن العرب قد نطقت على السجية، ومن جاء بعدها فهو إما ناقل لكلامها أو ناح على نحوها .. قال الزبيدي: والعرب قد نطقت على سجيتها وسليقتها، فما رأوه سهلا جرى على ألسنتهم، وما استثقلوه أُهمل وتُنُوسِيَ. كما أن ذكرك العلة أمر شديد الدقة، لذا يستحيل ضبطه على غير أصحابه، أعني العرب البداة .. وحسبك اسغلاقا في الضبط والفهم مسالك العلة في أصول الفقه! فوجب المصير إلى القياس الذي هو باب العلل .. كدليل ثان في التقعيد. ولو تم الاكتفاء بالنقل وحده لكان خرما في العربية! ولكن الإغراق في القياس هدم غالب القواعد من الأساس .. لا تخش، يا بن النحوية، لا أجرؤ أن أخالف السهيلي .. ولكن النسج على منوال الأوائل يتيح البقاء والدوام للغة العربية ..

أرجع إلى أستاذي الفاضل محمد جهالين، الذي ظلمني كثيرا بإحسانه!!! فتراني لا أسأم أغض الصوت بحضرته .. وها أنا ذا - بتحفظ شديد لهذا التوظيف - أعيد النقل، لم أطلع على إبطال محمد الأمين القول بالمنع من الصرف في عمر وبناته، مما ورد على فُعَل، وإن كنت أسعى لذلك .. ولكن التخطئة نسبت له، قولا صريحا في مواطن لا أحصيها عددا! أعوذ بالله من التجني أو التقول على الشنقيطي رحمه الله تعالى .. أفلا يحق لنا بعدها أن نتأمل كلامه ونفهمه قبل رده؟ أو إنه قد أوان ولادة " ما ترك الأول للآخر" من جديد!!!

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير