ـ[معالي]ــــــــ[21 - 04 - 2006, 01:50 ص]ـ
السلام عليكم
أستاذي الكبير أ. د أبا محمد
بِتنا نرقب إطلالتكم الميمونة آخر الأسبوع لما تحملونه _بارك الله فيكم_ من هدايا السفر!
تذكرتُ وأنا أقرأ ما فتح الله به عليكم قول الأستاذ النبيل خالد الشبل:
قدمًا قالوا: مصائب قوم عند قوم فوائد!
وتذكرتُ قوله:
ولن تنسى أن ابن الجزري - رحمه الله - ألّف فيها كتابه (الدرة) فلربما وُفّقت فيه إلى عمل ينفع الخلق، ويكون سميرك في خلوتك.
أستاذي الكريم
لستُ أهلا لأعقّب على ما تفضلتم به، وأدع ذلك لأولي الفضل، غير أني أردتُ أن أضع هنا بعض ثناءٍ أنتم عنه في غنى، وبعض ما أحسّ به من فرحٍ طاغٍ كلما أبصرتُ لكم دُررًا توشت بها صفحات الفصيح.
سلمكم الله، وحقق مبتغاكم، ونوّلكم مرادكم، ونفعنا بما منحكم من علم وفهم.
والسلام عليكم ورحمة الله.
ـ[د. بهاء الدين عبد الرحمن]ــــــــ[21 - 04 - 2006, 01:30 م]ـ
الأستاذة الفضلى معالى زادها الله علما وعلاء
أشكرك على هذا الثناء الذي لا إخالني مستحقا له داعيا الله تبارك اسمه وتعالى جده أن يجزيك عني خير الجزاء، وهذا مني _ بحسب حديث المصطفى:= _ بالغ الثناء.
ومن الأدعية التي أفتتح بها محاضراتي: اللهم إنا نسألك علما نافعا وعملا صالحا متقبلا. آمين.
مع التحية الطيبة والتقدير العميق
ـ[ابن النحوية]ــــــــ[22 - 04 - 2006, 05:12 ص]ـ
قال الحريري في درة الغواص في أوهام الخواص: "ويقولون: المال بين زيد وبين عمرو-بتكرير لفظة (بين) - فيوهمون فيه، والصواب أن يقال: بين زيد وعمرو كما قال سبحانه: {من بين فرث ودم}، والعلة فيه أن لفظة (بين) تقتضي الاشتراك فلا تدخل إلا على مثنى أو مجموع، كقولك: المال بينهما، والدار بين الإخوة، فأما قوله تعالى: {مذبذبين بين ذلك} فإن لفظة (ذلك) تؤدى عن شيئين، وتنوب مناب لفظتين وإن كانت مفردة، ألا ترى أنك تقول: ظننت ذلك، فتقيم لفظة (ذلك) مقام مفعولي ظننت وكأن تقدير الكلام في الآية: مذبذبين بين الفريقين، وقد كشف سبحانه هذا التأويل بقوله: {لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء}، ... قال الشيخ الرئيس أبو محمد رضي الله عنه: وأظن أن الذي وهمهم لزوم تكرير لفظة بين مع الظاهر ما رأوه من تكريرها مع المضمر في مثل قوله عز وجل: {هذا فراق بيني وبينك}، وقد وهموا في المماثلة بين الموطنين، وخفي عليهم الفرق الواضح بين الموضعين، وهو أن المعطوف في الآية قد عطف على المضمر المجرور الذي من شرط جواز العطف عليه عند النحويين من أهل البصرة تكرير الجار فيه كقولك: مررت بك وبزيد؛ ولهذا لحنوا حمزة في قراءته: {واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحامِ} حتى قال أبو العباس المبرد: لو أني صليت خلف إمام فقرأ بها لقطعت صلاتي، ومن تأول فيها لحمزة جعل الواو الداخلة على لفظة (الأرحام) واو القسم لا واو العطف، وإنما لم يجز البصريون تجريد العطف على المضمر المجرور لأنه لشدة اتصاله بما جره يتنزل منزلة أحد حروفه أو التنوين منه فلهذا لم يجز العطف عليه كما لا يجوز العطف على التنوين ولا على أحد حروف الكلمة، فإن قيل: وكيف جاز العطف على المضمرين المرفوع والمنصوب بغير تكرير وامتنع العطف في المضمر المجرور إلا بالتكرير؟ فالجواب عنه: أنه لما جاز أن يعطف ذانك الضميران على الاسم الظاهر في مثل قولك: قام زيد وهو، وزرت عمرا وإياك، جاز أن يعطف الظاهر عليهما فيقال: قام هو وزيد، وزرتك وعمرا، ولما لم يجز أن يعطف المضمر المجرور على الظاهر إلا بتكرير الجار في مثل قولك: مررت بزيد وبك، لم يجز أن يعطف الظاهر على المضمر إلا بتكريره أيضاً نحو: مررت بك وبزيد، وهذا من لطائف علم العربية ومحاسن الفروق النحوية".
أقول: وقد أجاد وأفاض شراح الدرة كابن ظفر، وابن بري، والخفاجي في الحديث عن هذه المسألة، واستوفوا جوانبها، كما كتب فيها أحد الأساتذة بحثًا علميًا نفيسًا.
ـ[د. بهاء الدين عبد الرحمن]ــــــــ[28 - 04 - 2006, 11:07 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
الأستاذ الفاضل ابن النحوية
أشكر لك هذه المشاركة القيمة التي جعلت الموضوع أكثر ثراء، ولكن الحكم بالوهم على من يجيز تكرار (بين) _ كما ذهب إليه الحريري _ محل نظر فالحديث الذي ذكرته في صحيح مسلم والبيت المذكور من أبيات الحماسة، فالأمر في نظري جائز ولكنه قليل في اللغة والكثير المتلئبّ فيها عدم التكرار.
مع التحية الطيبة.