وأضاف عليها المالقي: مُن بضم الميم، ومعْ الساكنة العين، ولولا.
فالحروف التي ذكرها الزمخشري لا حاجة لنا في الحديث عنها لأنها مفصلة
في باب المجرورات، وهذا أنموذج لها:
أقسام الجار والمجرور:
تنقسم أحرف الجر من حيث العمل في الظاهر والمضمر إلى قسمين: ـ
أولا ـ ما يعمل في الظاهر، والمضمر على حد سواء وهو: من، إلى،
عن، على، في، اللام، الباء، خلا، عدا، وحاشا.
مثال الاسم الظاهر: خرجت من المسجد.
2 ـ ومنه قوله تعالى: {وأعرض عن المشركين} 1.
ومثال الضمير: أخذت منه القلم.
3 ـ ومنه قوله تعالى: {وهو الذي أنزل إليكم الكتاب} 2.
وقوله تعالى: {ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منا} 3.
ثانيا ـ ما يختص بالاسم الظاهر: ربَّ، مذ، منذ، حتى، الكاف،
واو القسم، تاء القسم، كي. نحو: رب ضارة نافعة. سأنتظرك مذ اللحظة.
أقسام حروف الجر من حيث الأصالة، والزيادة: ـ
تنقسم أحرف الجر إلى ثلاثة أقسام على النحو التالي: ـ
1 ـ حروف جر أصلية:
هي التي تضيف المعنى الفرعي إلى ركني الجملة كما أوضحنا سابقا، ولا بد من تعلقه. نحو: جلس محمد في البيت.
في البيت جار ومجرور متعلقان بالفعل " جلس ".
2 ـ حروف جر زائدة:
هي التي لا تضيف معنى فرعيا إلى ركني الجملة، ولكنها تساعد
على ربط
ـــــــــــــــ
1 ـ 106 الأنعام. 2 ـ 114 الأنعام.
3 ـ 39 النور.
الجملة وتقويتها، ولا تتعلق البتة. نحو: ما التقيت بأحد.
بأحد: الباء حرف جر زائد، وأحد مفعول به، مجرور لفظا منصوب
محلا. أو منصوب بفتحة مقدرة منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة
حرف الحر الزائد.
4 ـ ومنه قوله تعالى: {لست عليهم بمسيطر} 1.
5 ـ وقوله تعالى: {وكفى بالله شهيدا} 2.
وحروف الجر التي تستعمل أصلية وزائدة هي: من، الباء، الكاف، واللام.
3 ـ حروف جر شبيه بالزائد: وهي الحروف التي تضيف للجملة معنى
جديدا، ولكنها لا تتعلق بها. ولا يوجد حروف جر شبيهة بالزائدة إلا " ربَّ ". نحو: رب قول أحسن من عمل.
رب: حرف جر شبيه بالزائد مبني على الفتح لا محل له من الإعراب.
قول: مبتدأ مرفوع الضمة المقدرة منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الزائد.
أحسن: خبر مرفوع بالضمة. من عمل: جار ومجرور متعلقان بـ: أحسن ". وعليه تكون حروف الجر العاملة في اللغة العربية، والتي
في متناول الدارس أربعة عشر حرفا ممثلة في الآتي:
ــــــــــــــــ
1 ـ 22 الغاشية. 2 ـ 79 النساء.
من، عن، على، في، إلى، مذ، منذ، رب، الكاف، اللام، التاء،
الباء، الواو، وحتى. وإليك معانيها مفصلة.
أما زيادة " كي، لعل، متى " عند ابن عقيل والأشموني فسنفصل الحديث
فيها الآن.
1 ـ كي: إن منشأ الخلاف حول اعتبار " كي " حرفا من حروف الجر
أو عدمه يرجع إلى أن " كي " لها استعمالات أخرى غير الجر وهي:
أ ـ تأني حرفا مصدريا ونصب بمعنى " أن "، وغلب ورودها مع اللام لفظا نحو: نحو: ادرس لكي تنجح. أو تقديرا، نحو: ادرس كي تنجح،
124 ـ ومنه قوله تعالى: {لكي لا يكون على المؤمنين حرج} 1.
فهي ناصبة للفعل بنفسها لاقترانها بلام التعليل، وإذا لم تتصل باللام يجوز
فيها أن تنصب بنفسها، أو بأن المصدرية المقدرة.
125 ـ كقوله تعالى: {فرددناه إلى أمه كي تقر عينها} 2.
ومتى سبقت " كي " بلام التعليل الجارة كانت حرفا ناصبا ليس غير، والمصدر المؤول منها ومن الفعل يعرب في محل جر بلام التعليل.
كقوله تعالى: {لكي لا يكون دولة بين الأغنياء منكم} 3.
وإذا لم تتصل باللام فيجوز فيها أن تكون تعليلية جارة للمصدر المؤول من " أن " المضمرة وجوبا، والفعل المضارع بعدها (4).
نحو: عاقبت المهمل كي يعمل الواجب.
ب ـ تأتي حرفا للتعليل، ولا تجر إلا " ما " المصدرية والفعل بعدها مرفوع.
38 ـ كقول عبد الأعلى بن عبد الله:
إذا أنت لم تنفع فضر فإنما ــــــ يرجى الفتى كيما يضر وينفع
وكذلك إذا جاء بعدها " ما " الاستفهامية.
نحو: كيم فعلت ذلك؟ أي: لم فعلت ذلك؟
وفي رأيي من هذا التصور لمفهوم " كي " اختلف النحاة في اعتبارها حرفا للجر، أو عدم اعتبارها، لأنها لم تتخصص للجر كغيرها من حروف الجر،
¥