تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وقد قسم سيبويه الكلام من حيث استقامته، وإحالته إلى أقسام فقال: " فمنه مستقيم حسن مثل آتيك أمس، وسآتيك غدا، ومنه المحال وهو أن تنقض أول كلامك بآخره فتقول: آتيك غدا، وسآتيك أمس، ومنه المستقيم القبيح وهو أن تضع اللفظ في غير موضعه كقولك: قد زيدا رأيت، وكي زيدا يأتيك، ومنه المحال الكذب كأن تقول: سوف أشرب ماء البحر أمس {2}.

وخلاصة القول في الكلام يجب أن يتوفر فيه شرطان: التركيب، والدلالة المفيدة. لذلك لا يصح أن يطلق على كل التراكيب اللغوية كلاما مفيدا كالجمل الشرطية التي لم تستوف جوابها كقوله تعالى:

{فمن يعمل مثقال ذرة ... } 3.

وقوله تعالى: {فأما اليتيم ... } 4.

وقوله تعالى: {فمن يرد الله أن يهديه ... } 5

وكذلك الحال في الحروف الناسخة مع أسمائها دون أخبارها لا تسمى كلاما كأن نقول: إن الله ... ، وكقوله تعالى: {فظنوا أنهم ... } 6.

أو الأفعال الناسخة دون أخبارها أيضا كقولك: كان الجو ...

وكقوله تعالى {وكان الله ... } 7.

ــــــــــــــــــــــــ

1 ـ 99 الأنعام. 2 ـ الكتاب لسيبويه ج1، ص8 طبعة بولاق.

3 ـ 8 الزلزلة. 4 ـ 9 الضحى. 5 ـ 125 الأنعام.

6 ـ الكهف. 7 ـ 134 النساء.

فالنماذج السابقة لا تعد كلاما إلا إذا استوفى المعنى، فنقول فى الآية الأولى {خيرا يره}، وفي الثانية: {فلا تقهر}، وفي الثالثة:

{يشرح صدره للإسلام}.

وفي النموذج الرابع: مع الصابرين، وفي الآية الخامسة: {مواقعوها}، وفى النموذج السادس: معتدلا، وفي الآية السابعة: سميعا بصيرا}.

الكلم: اسم جنس جمعي لأنه لا يطلق إلا على التركيب المكون من ثلاثة كلمات فأكثر، سواء أفادت معنى، أم لم تفد، وسواء اتحدت في النوع، أم لم تتحد، ومفرده كلمة، وقد فرق النحويون بين الكلم والكلام عن طريق العدد اللفظي وإتمام الفائدة، فالكلم كما ذكرنا لا يكون أقل من ثلاث كلمات، ولا يشترط فيه الفائدة، أما الكلام: فقد يتكون من كلمتين، أو أكثر بشرط حصول الفائدة، فالآيات والنماذج السابقة التي اجتزأنا منها متمماتها تسمى كلاما.

وقد تنبه بعض النحويين إلى عدم الجدوى من التفريق بين الكلم والكلام، لأن القرآن الكريم قد عبر بالكلم في موضع الكلام حيث قال:

{إليه يصعد الكلم الطيب} 1.

والمقصود بالكلم الطيب في الآية هو: الكلام المفيد، لأن الله سبحانه وتعالى

لا يمكن أن يعني بالكلم الطيب الكلام الذي لا يشتمل على فائدة يحسن السكوت عليها كما يتوهم النحويون، أو يريدونه.

وعلى ما أراده النحويون فالكلم أعم من الكلام من جهة المعنى؛ لأنه ينسحب على الكلام المفيد وغير المفيد، وهو أخص منه من جهة اللفظ؛ لكونه

لا ينطبق على الكلام المركب من كلمتين كما أوضحنا فى حد الكلام.

اللفظ: كل ما يتلفظ به سواء أفاد معنى، أم لم يفد،

فيشمل الكلمة، والكلام، والكلم.

القول: هو اللفظ الدال على معنى مفيد سواء كان كلمة، أم كلاما،

لذلك فهو أعم من الكلام، والكلم، والكلمة.

ـــــــــــــ

1 ـ 10 فاطر.

فالفرق بين اللفظ والقول هو: الإفادة فى القول، والإفادة أو عدمها فى اللفظ.

وقد يقصد بالكلمة الكلام مجازا كما في قوله تعالى ـ حكاية عن الإنسان الذي يدرك وقت موته خسارة حياته، وندمه وتقصيره ـ:

{قال رب ارجعون لعلي أعمل صالحا فيما تركت} 1.

ويرد الله سبحانه وتعالى على عبده قائلا: {كلا إنها كلمة هو قائلها} 2.

فما يقوله الإنسان يكون في هذه الحالة ليس كلمة مفردة، وإنما تراكيب مفيدة تعبر عن الحالة التي يكون عليها {1}.

ـــــــــــــــــــــ

1، 2 ـ 99، 100 المؤمنون.

2 ـ النحو الوصفي ج1، ص33.

د. مسعد زياد

ـ[عاملة]ــــــــ[16 - 05 - 2006, 05:11 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

الشكرالجزيل للإخوة في هذا المنتدى الذي أشعر بسرورٍ بالغٍ ونشوةٍ عارمة إذ وجدته، إذ إنّه من المنتديات القليلة التي يشعر فيها العربيّ بانتمائه الأصيل، لأنّك عندما تلج بابه تجد أهله أساتذةً في الفنّ لا مجرَّد هواة؛ ولكنّني إخوتي وأساتذتي الأعزّاء، وعلى الرّغم ممّا جادت به أقلام خبرتكم، أجد نفسي مضطرّاً لإعادة صياغة السّؤال، إذْ هو سؤالٌ يحيّرني منذ برهةٍ من الزمن، ولا أجد له جواباً شافياً، وأرجو أنْ تتّسع صدوركم لذلك، فنحن طالبو حقيقةٍ إنْ شاء الله ..

والسؤال هو: هل يمكن أنْ يُدَّعى أنّ لفظ (الكلم) له معنيان أحدهما: اصطلاحيٌّ ابتكره النّحاة، وهو ما تركّب من ثلاث كلماتٍ فأكثر، والآخر: لغويٌّ، وهو جمعٌ للكلمة، أو اسم جنسٍ جمعيّ لها؟؟ هل هذه المقولة صحيحةٌ ودقيقةٌ أم لا؟؟

أرجو منكم الإجابة، والأجر على المولى الكريم.

ـ[عنقود الزواهر]ــــــــ[18 - 05 - 2006, 10:30 ص]ـ

قول د/مسعد: "قد يكونان اسمين نحو: محمد مجتهد، أو فعلا واسما نحو: عليٌّ مسافر"، سبق كتابة من الدكتور، والصواب: " علي يسافر".

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير