تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[مهاجر]ــــــــ[25 - 02 - 2009, 08:10 ص]ـ

وكما تقدم فإن من أبرز أسباب هذه الهجمة الشرسة على العالم الإسلامي:

الحركة الإصلاحية!!! التي قادها مارتن لوثر الذي حرر العقل الأوروبي من سلطان الكاثوليكية القاهرة، ولكنه للأسف الشديد، لم يجد وحيا معصوما ينظر فيه العقل البروتستانتي الجديد، وإنما وجد:

عقائد توراتية وأساطير محرفة، كما يقول الشيخ مؤلف رسالة "التطاول الغربي على الثوابت الإسلامية" حفظه الله وسدده، وإن شئت الدقة وجد بقايا من توراة موسى عليه السلام قد طعمت بالعهود الجديدة!!! التي لا يوجد لها أصل، وقد جهل حال كثير من مترجميها ونساخها، فضلا عن المبادئ التلمودية العنصرية التي تهيمن على عقول أمة يهود التي فقدت أهلية الخلافة بكتمان الوحي وتضييع حروفه وحدوده، وحرب الرسل عليهم السلام والسعي في قتلهم، وكان تكذيبهم المسيح عليه السلام نذيرا بانتقال الخلافة من الفرع الإسحاقي إلى الفرع الإسماعيلي، فلم يعد أولئك كفؤا لتلك المهمة الجليلة، مهمة: (إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً).

ووجد أرضا جديدة هاجر إليها، فتكونت نواة ذلك المجتمع البروتستانتي المتنور!!!!، الذي انتقل من غلو إلى غلو: من غلو الكنيسة في مصادرة عقول أتباعها إلى غلو الأتباع في قراءة النص وتفسيره بلا واسطة، وكلا طرفي قصد الأمور ذميم، ولعل تلك الحركة الإصلاحية التي قادها مارتن كانت، أيضا، نواة العلمانية الحديثة التي تزدري الأديان عموما، ودين الكنيسة المحرف خصوصا، فقد لقيت منه ضيما جعلها تنقض عليه في فرنسا، وتقصيه في بقية المجتمعات الأوروبية التي لا زالت على كاثوليكيتها، فكيف بمجتمع جديد نشأ على مناصبة الكاثوليكية العداء؟!!، لا شك أن دور الكنيسة فيه سيهمش لمصلحة العقول الإصلاحية الجديدة، ولعل من أبرزها، كما تقدم، عقل: جورج بوش، النموذج الأمثل للحركة الإصلاحية، فلم يزد القوم على أن تحرروا من رق قساوسة الكاثوليكية إلى رق قساوسة الأصولية الإنجيلية المعاصرة التي أنشبت مخالبها في الشرق المسلم بعد أحداث 11 سبتمبر.

وعن تلك العقيدة الأصولية الإنجيلية التي يؤمن بها تسعة رؤساء أمريكيين يقول الدكتور محمد يسري حفظه الله وسدده:

"تعتبر هذه العقيدة امتدادا لحركة الإصلاح الديني بزعامة مارتن لوثر التي بدأت كاحتجاج على البابا الكاثوليكي ورفضت توسط رجال الكهنوت بينهم وبين الله ودعت إلى التطبيق الحرفي للكتاب المقدس وتفسيره دون الرجوع إلى رجال الدين، وبسبب ما تعرضت له هذه الطائفة البروتستانتية من حروب طائفية بينها وبين الكاثوليك اضطر البروتستانت إلى الهجرة إلى العالم الجديد فتدفقوا على أمريكا بمجرد اكتشافها وصاروا أكثر سكانها وتأسس بذلك المجتمع الأمريكي على أساس بروتستانتي توراتي وتبنى جميع العقائد التوراتية والأساطير المحرفة التي تتحدث عن نبوءات تتعلق بالأرض المقدسة وبالوعد المزعوم الذي بموجبه استحق اليهود الصهاينة استرجاع الأرض الموعودة من الفرات إلى النيل .............. ويعتنق الأصوليون المسيحيون العقيدة الألفية التي تتحدث عن النزول الثاني للمسيح عليه السلام وأنه لا بد من الإعداد والتمهيد لهذا النزول بحشد وتجميع اليهود في فلسطين وإعانتهم بالمال والسلاح لخوض معركة "هرمجدون" التي يزعمون انتصار اليهود والنصارى على الوثنيين، (أي: المسلمين بزعمهم)، وذلك بأن يرتفع النصارى فوق السحاب وأما المسلمون فسيغرقون في بحيرة النار المتقدة بالكبريت، (رؤيا يوحنا اللاهوتي بالعهد الجديد) ". اهـ

بتصرف "التطاول الغربي على الثوابت الإسلامية"، حاشية: ص20، 21.

ورغم العداء الشديد بين الإصلاحيين الجدد من البروتستانت من جهة وبين الشرق المسلم من جهة أخرى، إلا أن المنصف منهم، لا يستطيع جحد الأثر الإيجابي الذي أحدثته الحروب الصليبية على مجتمعاتهم البربرية، فقد رأى القوم في بلاد الشرق المسلم صورة جديدة للحضارة الإنسانية حضارة: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ)، لا ليسترق بعضهم بعضا باسم الدين!!!، رأوا ذلك في مقابل إهانة النوع الإنساني الأوروبي آنذاك: معنويا بتسلط الكنيسة وماديا بتسلط النبلاء والإقطاعيين الذين اصطلحوا على استرقاق المجتمعات الأوروبية رقا

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير