تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

"كانت الكنيسة أول أمرها تكره الصور والتماثيل وتعدها بقايا من الوثنية وتنظر بعين المقت إلى فن النحت الوثني الذي يهدف إلى تمثيل الآلهة ولكن انتصار المسيحية في عهد قسطنطين وما كان للبيئة والتقاليد والتماثيل اليونانية من أثر كل هذا قد خفف من حدة مقاومة هذه الأفكار الوثنية. ولما أن تضاعف عدد القديسين المعبودين نشأت الحاجة إلى معرفتهم وتذكرهم وظهرت لهم ولمريم العذراء كثير من الصور، ولم يعظم الناس الصور التي يزعمونها أنها تمثل المسيح فحسب بل عظموا معها خشبة الصليب حتى لقد أصبح الصليب في نظر ذوى العقول الساذجة طلسماً ذا قوة سحرية عجيبة ................. وبعد ذلك، (أي: بعد انتصار الكنيسة على القوى الإصلاحية المعارضة وفرض وثنيتها)، بقرابة ثلاثة قرون، اتصل الغرب الوثني بالشرق المسلم اتصالاً أقوى عن طريق الحروب الصليبية، فكان ذلك عاملاً فعالاً في بعث الحركة المناهضة لعبادة الصور والتماثيل ونادى كثير من المصلحين الكنسيين بذلك وبظهور الحركة الإصلاحية تزعم البروتستانت الحرب على الصور والتماثيل وحرمتها كنائسهم، إلا أن الغالبية الكاثوليكية لا تزال تقدسها وتلعن محطميها"

بتصرف من: "العلمانية"، ص100_103.

فالأمر لا يعدو أن يكون لقاحا وثنيا طعمت به النصرانية باعتناق قسطنطين لها، وقد كان اعتناقه لها كارثة حلت عليها بكل المقاييس!!!.

بل إن محاكم التفتيش الكاثوليكية ما أقيمت إلا لاستئصال الآراء المخالفة للكنيسة التي اكتسبت طابعا إسلاميا منيرا في مقابل الطابع الكنسي المظلم، فكان لا بد من استئصال الآخر!!! في المعركة المستمرة إلى الآن بين قوى الوحي المنير وقوى الخرافة المظلمة.

يقول صاحب رسالة العلمانية:

"ولم يقف الأمر عند هذا الحد لا سيما بعد أن اتضح للكنيسة الأثر الإسلامي الظاهر في الآراء المخالفة لها فأنشأت ذلك الغول البشع والشبح المرعب الذي أطلق عليه اسم "محاكم التفتيش". ولا يفوتنا أن نقول أن الضحية الأولى لمحاكم التفتيش كانت المسلمين الأندلسيين الذين أُبيدوا إبادة تامة بأقسى وأشنع ما يتخيله الإنسان من الهمجية والوحشية، ثم ظلت تمارس أعمالها على مخالفي الكنيسة وإن لم يكونوا مسلمين أو متأثرين بالحضارة الإسلامية .. وانتقلت من أسبانيا إلى بقية أقاليم الكنيسة، وكانت المحكمة الأم لها هي "المحكمة المقدسة" في روما، و يكاد المؤرخون الغربيون يتعرضون للحديث عنها إلا ويصيبهم الاضطراب وتتفجر كلماتهم رعبا" فما بالك بالضحايا الذين أزهقت أرواحهم والسجناء الذين أذاقتهم ألوان المر والنكال".

بتصرف من: "العلمانية"، ص131.

وكان إعجاب "فردريك الثاني" بحضارة الآخر، إذ كان مغرما بالعلوم الإسلامية، فأتقن العربية، لغة الحضارة آنذاك، واطلع على حضارة المسلمين الناصعة في مقابل تخلف أبناء ملته تحت قهر سلطان الكنيسة الجائر، كان هذا الإعجاب كافيا لأن يتهم باعتناق الإسلام ويلقب بـ: "الزنديق الأعظم"!!!.

انظر: "العلمانية"، ص137، 138.

وبعد تصور حالة ذلك العقل البروتستانتي، وبقية العقول النصرانية لا تقل عنه تعصبا بلا دليل من وحي صحيح أو عقل صريح، وإنما محض تحكم ولو بتصديق خرافة أو انتحال أسطورة، بعد تصور تلك الحالة المزرية التي وصل إليها في باب الإلهيات: لا يستغرب المسلم تلك الصورة المشوهة التي ترسمها المناهج التعليمية الغربية لدين الإسلام فهو:

"نسخة معدلة عن الديانتين اليهودية والنصرانية، والصلة مقطوعة بين الإسلام والمسلمين من جهة، وبين إبراهيم عليه السلام من جهة أخرى، والإسلام دين لم ينتشر إلا بالسيف، وهو يضطهد غير المسلمين، ويصادر حقوق المرأة". اهـ بتصرف من: "التطاول الغربي على الثوابت الإسلامية"، ص30.

وهي ذات الأسطوانة المشروخة التي ملت آذاننا من سماعها، فليس عندهم إلا تلك الشبهات المتوارثة جيلا بعد جيل، دون أن يكلف الوراث نفسه مشقة التحقق من صدق الموروث أو كذبه.

وفي دراسة أجراها الدكتور مايكل سليمان باستطلاع آراء شريحة من طلاب ومعلمي المدارس الثانوية حول دين الإسلام خرج بتعريفات جامعة مانعة!!! إن صح التعبير للدين الإسلامي في المخيلة الأمريكية من قبيل:

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير