تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

"إنه دين زائف"، أو: "إنه الإيمان الذي يعوق التفكير الخلاق"، أو: "إنه الدين الذي يسبب تخلفا في نمو نهضة أتباعه"، (وقد نظروا إلى تخلف أتباعه، ولم يتفطنوا إلى أن ذلك فرع عن تركهم العمل بأحكامه).

وأما تصور الطلاب للمسلمين فهو أنهم: "قوم يحبون الحروب بطبيعتهم"، أو: "قوم متدينون مخدوعون من رجال الدين"، كحال نصارى القرون الوسطى وهو قياس مع الفارق أي فارق!!!، أو: "أنهم أصحاب الدين العجيب غريب الأطوار"!!!.

وكثير من أولئك يربطون بين الإسلام والحروب الصليبية، ومنهم من يربط بينه وبين تنظيمات الأمريكان السود في أمريكا من أتباع "إليجا محمد" ظانين أنهم يمثلون الإسلام الحق.

بتصرف من: "التطاول الغربي على الثوابت الإسلامية"، ص31.

ولا تزال المناهج في ألمانيا تناصب الإسلام العداء الشديد على خلفية كتابات مستشرقين كـ: "جوزيف شاخت"، و: "أوغست فيشر".

وفي بلجيكا تستخف المناهج الدراسية بحضارة المسلمين استخفافا ملحوظا.

وفي إنجلترا تميل المناهج إلى تجاهل المسلمين وبخسهم حقهم في إثراء الحضارة الإنسانية في عصور الإسلام الذهبية.

وفي فرنسا، طرأ تحسن ملحوظ على نظرة فرنسا الكاثوليكية إلى الإسلام الخطر القادم من جنوب المتوسط.

بينما التزمت كندا علمانية صارمة تمنع التهجم على أي دين، وجرى ذلك على دين الإسلام، ولعل ذلك من الثغرات التي يمكن للمسلمين أن ينفذوا من خلالها إلى العقول المستنيرة في مجتمع لم تتلوث عقول أفراده بعد بمخلفات الدراسات الاستشراقية.

وفي مقابل الاعتدال والتحسن الذي طرأ على بعض المؤسسات التعليمية الغربية في تناولها للإسلام، شن أقطاب اليمين النصراني المتطرف هجوما كاسحا على ذلك التوجه حيث:

"هوجم من تعامل مع الإسلام بموضوعية وإنصاف من أساتذة الدراسات الأكاديمية الشرقية، وصار شائعا أن هؤلاء الأساتذة: (يقدمون دعاية مجانية لدين معاد).

وانبرى صامويل هنتنجتون الأستاذ بجامعة هارفارد فلم يكتف بمؤلفه "صراع الحضارات" عام 1992م، حتى أصدر بعد أكثر من عشر سنوات وبالتحديد عام 2004م دراسته بعنوان: "من نحن؟ وقد شن فيها هجوما على ما أسماه: الإسراف في تدريس ثقافات وأديان الأمم الأخرى، ومن بينها الإسلام في إطار المناهج الأمريكية، وقد أشار إلى بروتستانتية أمريكا وأنها أصبحت في خطر بسبب تلك الدراسات الأجنبية الوافدة من ثقافات وحضارات وأديان العالم الأخرى، الأمر الذي سيقود إلى تفكيك الوحدة الثقافية الأمريكية، ثم قال: (أما ما يرمي إليه دعاة التعدد الثقافي حاليا فهو على العكس من ذلك، فهم يطالبون بتقليل دروس اللغة الإنجليزية وإيقاف تشرب الطلاب الأمريكيين بقيم الثقافة الأمريكية، وأسوأ من ذلك إعطاؤهم فرصة لدراسة لغات وثقافات وقصص أبطال الأمم الأخرى كالأمم الإسلامية)، "وتلك روح كروح (جاك شيراك) الفرنسي المخلص لقيم أمته الفرنسية الكاثوليكية لما رفض التوقيع على قانون يجيز تدريس اللغات الأخرى في المدارس الفرنسية، إن لم تخني الذاكرة، خشية "بلقنة فرنسا"، وهو سبب وجيه إذ تعدد الأعراق في زمن صراع الأديان والحضارات مظنة وقوع الانقسام الاجتماعي الذي قاد البلقان إلى حرب دموية استئصالية شنها الصرب الأرثوذكس انتصارا للصليب".

إن ما حفز هنتنجتون وهو من أتباع المدرسة الوضعية المنطقية لأن يكتب: "صراع الحضارات"، ما يشهده من هذا التحسن الطارئ على صورة الإسلام، وأنه لا يمكن أن يوقف هذا المد سوى توجه ديني أصولي بروتستانتي إنجيلي متطرف، فكتب: "صراع الحضارات ثم لم يلبث أن انحاز عن أطروحة صراع الحضارات إلى أطروحة أضيق هي: "صراع الأديان" وها هو يستثمر توجهات اليمين الأمريكي وطاقاته لصالح دعوته الصراعية. "إن أمريكا كأي أمة ضعيفة البنيان العقدي والأخلاقي والاجتماعي وإن ملكت من وسائل القوة المادية ما ملكت لا تستطيع العيش بدون عدو يتهددها، فإن لم يوجد فإنها ستخترعه اختراعا لتجمع شتات القلوب دفاعا عن وجود ذلك الكيان المتهالك".

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير