تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وإلى الله المشتكى.

ـ[مهاجر]ــــــــ[02 - 03 - 2009, 07:48 ص]ـ

ثم انتقل الدكتور محمد، حفظه الله وسدده، في رسالته: "التطاول الغربي على الثوابت الإسلامية" إلى عرض أسباب تطاول الغرب على دين الإسلام، ورتبها في أربع مجموعات رئيسية:

المجموعة الأولى:

الأسباب الدينية:

إذ لا ينكر عاقل من المعسكرين استحالة تلاقي الفكر الإسلامي التوحيدي، والفكر النصراني التثليثي فهما من قبيل المتناقضات التي لا تجتمع ولا ترتفع، فمقابل الإيمان: الكفر، و: (وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدًى أَوْ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ)، فلا يمكن أن يكون الطرفان على حق، ولا يمكن أن يجتمعا في الدار الآخرة في دار واحدة، إذ كيف يسوي الله، عز وجل، بحكمته البالغة، بين المؤمن والكافر، وكل يعتقد أنه المؤمن الناجي، ومن ليس على طريقته هو الكافر الهالك، ولكل دعوى بينة، فلزم العاقل أن ينظر بعين الإنصاف إلى أصول كل ملة من مصادرها الأصلية، ليرى أيهما أوفق للعقل الصريح وأنسب للفطرة السوية، وأكمل في تنزيه المعبود عز وجل.

فمن قال: إن الإسلام والنصرانية لا يتعارضان بل يسيران على نفس الطريق، كما قال بعض المفكرين المعاصرين ممن لا حظ لهم في علوم الملة فقد أبعد النجعة، إذ مجرد الاشتراك في تعظيم الوحي والإقرار بالرسالة، لا يكفي لحصول النجاة، ولو حققت العبارة لقيل: إن الإسلام والنصرانية المعاصرة: نصرانية "بولس" الذي أقحم فرية الصلب في دين المسيح عليه السلام، فصارت قطب رحى ملته الباطلة التي لا يجمعها بملة المسيح عليه السلام إلا الاسم، لقيل: إنهما لا يلتقيان، بخلاف نصرانية المسيح عليه السلام، فهي إسلامية، بالمعنى العام للإسلام: دين الرسل عليهم السلام، مبشرة بالإسلام الخاص الذي أتم الله، عز وجل، به بنيان الوحي، فنسخ به شرائع الماضين، وجاء بتقرير عقيدة الرسل الأولين، فهو الدين الخاتم الذي جاء بزبدة الرسالات السابقة.

والإشكالية التاريخية: إشكالية توحيدية تنزيهية، في مقابل لاهوتية تمثيلية لا تتصور إيمانا بإله لا تراه، فكان لزاما عليه أن يحل في ناسوت، أو تحل صفة من صفات كماله في ناسوت أرضي يخاطب العباد!!، مع أن ذلك الناسوت لم يدع الناس إلى عبادته: (مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُؤْتِيَهُ اللَّهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُوا عِبَادًا لِي مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَكِنْ كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنْتُمْ تَدْرُسُونَ)، (وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِنْ كُنْتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلَا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ (116) مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلَّا مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ)، ثم اقتضت الشرعة البوليسية أن يصلب ذلك الناسوت المقدس فداء للنوع الإنساني في مشهد عاطفي، فمن أجل خلاص البشرية بصق يهود في وجه المخلص ووضعوا الشوك فوق رأسه ثم علقوه على خشبة الصلب!!!، وهي معان تقدح في آحاد البشر، فكيف زين الشيطان لعقولٍ أن ترى ذلك كمالا يمدح به الباري، عز وجل، وقد وعد الله، عز وجل، رسله بالنصر مصداق قوله تعالى: (إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آَمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ)، أفلا يقدر على نصر ناسوته أو كلمته من باب أولى؟!!!، وكيف يصح في الأذهان أن ينال العباد من ربهم ما يكره، بل يقتلوه؟!!، وتعداد لوازم تلك المقالة وبيان بطلانها نقلا وعقلا وفطرة أمر يطول سرده، وملخصها أن فيها من مثل السوء الذي تنزه عنه الباري، عز وجل، ما فيها، ويكفي ذلك في مقام إبطالها.

وهي مقالة مستعارة من مقالات الأولين، لا مستند لها من كلام المرسلين.

يقول "ويلز":

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير