تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

الموضوعي، كما يزعم، إذ جهل؟!!!، أو هي المكابرة والعناد والأنفة من اتباع الحق على طريقة: (وَكَذَلِكَ فَتَنَّا بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لِيَقُولُوا أَهَؤُلَاءِ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنْ بَيْنِنَا أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ بِالشَّاكِرِينَ).

وقد صار المسلمون فتنة لكل مفتون بهوانهم على ربهم لما ضيعوا دينهم ولا أنساب بين الرب وعباده إلا نسب الطاعة، فمن قطعه: قطعه الله ولا يبالي!!، وفي التنزيل: (وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ).

وسرد الدكتور محمد حفظه الله وسدده تحت هذه المجموعة عناصر من أبرزها:

منع الإسلام المسيحية من التمدد: فقد وقف الإسلام سدا منيعا بين المسيحية البوليسية وأمم الشرق الأدنى، فشكل ما قد يصح وصفه بـ: " Buffer State" أو الدولة العازلة التي تحول دون وقوع اللقاء بين المعزول والمعزول عنه، بل إنه نجح بقوته الذاتية في غزو تلك البلاد فدانت شعوب الشرق حتى حدود الصين بالإسلام، ودخل الدين الخاتم إلى جنوب آسيا فاخترق دوله حتى إندونيسيا في أقصى الجنوب الشرقي مرورا بشبه القارة الهندية وبورما والفلبين وتايلاند، ولا زالت تلك الدول إلى يوم الناس هذا تضم أقاليم إسلامية، تعرض سكانها لأبشع أنواع القهر والتغييب عن دينهم لا سيما في الدول الأربعة المذكورة آنفا: الهند وبورما والفلبين ذات الجنوب المسلم وتايلاند ذات الجنوب المسلم أيضا.

بل إن الإسلام قد نجح في طرد المسيحية من الشرق الأوسط، فأسلمت شعوب الأقاليم التي احتلتها الإمبراطورية الرومانية بعد زوال الاحتلال على أيدي الفاتحين الجدد الذين فتحوا البلاد بسيوفهم والقلوب بسمتهم وهديهم، فرأى سكان تلك الأقاليم طرازا جديدا من البشر لا عهد لهم به في ظل استبداد قياصرة روما.

بل إنه نجح في غزو قلاع النصرانية الأوربية من الأندلس غربا حتى بلاط الشهداء ومن الأناضول شرقا حتى أبواب فيينا، واليوم وقد انحسر الإسلام عسكريا إلا أنه ماض في اقتحام قلاع النصرانية لا سيما الكاثوليكية التي أصابها الفزع من سريان الإسلام في المجتمعات الأوروبية التي زهدت في الكنيسة ولاهوتها منذ وقوع الثورة الصناعية التي تخلصت فيها شعوب أوروبا من قيود الكنيسة الكهنوتية، فقد كانت باستبدادها أسوأ دعاية للدين فأرست بذلك دعائم الإلحاد المعاصر بكل صوره الرأسمالية والشيوعية والإباحية .......... إلخ.

يقول ليفي ستراوس:

"إن وجود الإسلام قد لعب دورا مزعجا: لقد قطع إلى نصفين عالما كان يستعد للاتحاد، وتدخل بين الهللينية والشرق، وبين المسيحية والبوذية، لقد قام الإسلام بعملية أسلمة للغرب ومنع المسيحية من أن تتعمق". اهـ

ويقول آخر:

"لقد أمكن لمحمد أن يكون إمبراطورية سياسية ودينية على حساب موسى والمسيح". اهـ

نقلا عن: "التطاول الغربي على الثوابت الإسلامية"، ص47، 48.

وثانيها: التقابل بين عقيدة التوحيد والتثليث:

وقد سبقت الإشارة إلى طرف منها، إذ العقل الإسلامي يمج التثليث وما تفرع عنه من الخطيئة الأزلية التي طاردت البشرية أجيالا بعد أجيال، فنتج عنها الفداء بالصلب، في سلسلة من الخرافات الممزوجة بمثل أفلاطونية راجت على أناس ذوي قلوب رقيقة وعقول مغيبة، كشأن كثير من متصوفة الإسلام الذين يعبدون الله بقلب بلا عقل فيقعون في طوام باسم المحبة!!.

يقول الدكتور محمد حفظه الله:

"ويكفي في الرد على هذه العقيدة الباطلة أن قام مجموعة من كبار المحاضرين وأساتذة اللاهوت في جامعات لندن وبرمنجام وأكسفورد بإعداد دراسة كانت بعنوان: "أسطورة تجسد الإله في السيد المسيح". قول أحد الباحثين: "دون كوبيت" في خاتمة بحثه لهذه الدراسة: (ومقياس التدين الصحيح بمفهومه الحقيقي يتطلب ألا تصبح دراسة شخصية المسيح نوعا من مذهب عبادة الإنسان للإنسان، إذ يجب التركيز على الله وليس على المسيح) ". اهـ

نقلا عن: "التطاول الغربي على الثوابت الإسلامية"، ص49.

وثالثها: قوة الإسلام الذاتية:

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير