الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ).
ومن صور هذه المعركة الثقافية: الاحتفاء بكل مارق ينسب إلى ملة الإسلام وتقديمه في ثوب التجديد والإصلاح، وكأنه "مارتن لوثر" الإسلام!!. ولم يكن الإسلام يوما دينا فاسدا كنصرانية بولس ليفتقر إلى مصلحين، وإنما عرف الإسلام: المجددين الذين يزيلون الركام الذي يغطي المجتمعات الإسلامية في عصور الجمود ليعودوا بالإسلام إلى صورته الأولى: صورة إسلام محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم والصدر الأول خير طباق الأمة لا سين أو صاد من المخربين باسم التجديد!!!.
&&&&&
والمجموعة الثالثة:
الأسباب التاريخية والنفسية:
وهي أسباب ترجع إلى الطبيعة الأوروبية العنصرية، فالأوروبي يرى نفسه: "سوبرمان" العصر في مقابل همج وبرابرة الجنوب!!، وذلك أمر ورثه من أجداده اليونان والرومان، وقد كانت لهم سيادة المتوسط قرونا فنظروا إلى شعوب جنوبه نظرة ازدراء، لا سيما وقد احتلوا أرضهم ونهبوا خيراتهم، كما يحدث اليوم، بشكل عصري!!، وقد بدت البغضاء من أفواههم في مناسبات عدة وما تخفي صدورهم أكبر، فالجنرال الفرنسي "جورو" يركل قبر صلاح الدين، رحمه الله، في دمشق بنفسية مضطربة قائلا: "ها قد عدنا يا صلاح الدين".
وساندرسون يقول عن الجنس الآري:
"إن الجنس الآري العظيم هو وحده فقط القادر على قيادة البشرية نحو طريق الحرية الدينية والسياسية والحرية الفكرية". اهـ
ومادلين أولبرايت تقول:
"إننا معشر الأمريكيين أمة ترتفع قامتها فوق جميع الشعوب! وتمتد رؤيتها أبعد من جميع الشعوب". اهـ
تقول ذلك رغم أنها يهودية تشيكية اسمها الأصلي: ماري كوربيلوفا، فليست أمريكية أصلا لتتحدث باسم الأمريكيين بل هي بهم ملصقة ولهم مستعارة!!!.
وجورج بوش يعلنها صليبية بعد خمسة أيام من هجمات 11 سبتمبر.
وجون أشكروفت وزير العدل الأمريكي آنذاك يعقد مقارنة متهافتة فيقول:
"إن المسيحية دين أرسل الرب فيه ابنه ليموت من أجل الناس، أما الإسلام فهو دين يطلب الله فيه من الشخص إرسال ابنه ليموت من أجل هذا الإله"!!!.
وهي صور من صور المثالية الجوفاء التي هيمنت على العقل النصراني.
وهل يصلح من يولد له كبقية البشر، بل تحويه أرحام النساء، هل يصلح أن يكون إلها معبودا؟!!!.
&&&&&
والمجموعة الرابعة:
الأسباب الداخلية:
وهي أظهر من أن يشار إليها: (وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ).
فتقاعس عن التزام الملة وقعود عن حمل الرسالة إلى بقية الأمم، ودعاية سلبية منفرة عن الإسلام الناصع، وما شئت من أوصاف الذم فأطلق.
والله أعلى وأعلم.
ـ[مهاجر]ــــــــ[05 - 03 - 2009, 07:12 ص]ـ
وختم الدكتور محمد، حفظه الله وسدده، بحثه باستشراف المستقبل الذي يبشر بكون الإسلام هو رجل المرحلة القادمة، إن صح التعبير، في بلاد الغرب فضلا عن بلاد الشرق المسلم التي انهار فيها الهرم الاجتماعي الإسلامي، بتنحية الإسلام عن القيادة، وسقوط دولة الخلافة تحت وطأة ضربات العلمانية، سنة كونية جارية، وعقوبة ربانية لأمة فرطت في سبب عزها، ولكن الإسلام، ولله الحمد، نجا مما حاق بالكنيسة في أوروبا في أوج الثورة الصناعية العلمانية، إذ لم يكن لها من الحق نصيب، بل كانت عالة على شعوب أوروبا، على أرواحهم التي صادرتها محاكم التفتيش، على عقولهم التي فرضت عليها خرافة التثليث، على جيوبهم التي استنزفتها طلبا لصك النجاة من نواب المسيح!!، فكانت كائنا طفيليا بكل المقاييس العلمية يتغذى على غيره، وهذا أمر مشاهد في الكنائس المعاصرة، ولعل الكنيسة القبطية المصرية من أبرز أمثلة هذا الصنف الطفيلي الذي يمارس إرهاب الدولة الكنسية الإلهية التي يحكمها نواب المسيح عليه السلام على شعب الكنيسة، فالأديرة قد صارت معتقلات مفتوحة، والعقول قد صودرت بالخطب والمواعظ التحريضية التي تجيش العواطف وتغيب العقول، ولم يكلف أحد نفسه السؤال عن حقيقة تلك الأقوال، وحقيقة دين الأعداء (المسلمين) مع قيام الداعي وانتفاء المانع، فقد أصبح الإسلام حديث الساعة، ولم يعد للغرب الموضوعي، بزعمه، حجة في مناصبته العداء قبل الاطلاع على مقرراته من مصادرها الأصلية، فكيف بمن
¥