ـ[المروءة]ــــــــ[03 - 03 - 2009, 04:40 ص]ـ
هذه أحاسيس طيبة وعواطف جميلة، و لكنها لا تغني من الضبط شيئا، فالمرء إذا حضر و رأى، ليس كمن سمع و غاب، و إذا أراد أن يحكم أحدهم على شيء، لابد و أن يحكم عليه نوعا بعد تصوره، أما الحكم على النوع بقصة أشخاص جرى لهم كذا و كذا، فلا ينبغي لمن غاب و لم يشهد، و هذا مبدأ قرآني، و مقرر عند أهل العلم، ثم نحن هنا لسنا ندافع عن أشخاص أكلوا أم لم يأكلوا، فذاك شأنهم، و الله أعلم بما حصل و صار معهم، و المسألة عند
التحقيق و الضبط، أننا نتحدث عن حكم متصور حدوثه، و هل يفعل أم لا، و إذا فعل، فهل على فاعله شيء، أم لا.
ثم إن فِعْلَ ذلك ضرورة ليس على إطلاقه، و إنما تقدر الضرورة بقدرها، فإذا أبيح شيء من هذه المحظورات، كانت إباحته على قدر الحاجة، و لا تجوز الزيادة على ذلك، و أن يقتصر على ما دعت إليه الضرورة و يبقي الرمق و تدفع به المفسدة و تجلب به المصلحة الكبرى، و هي الحياة لمن يريدها، أما قضية تفضيل الموت على فعل الضرورة فهذا شأن من تعفف، و لعل الله يتقبل منه تعففه و عاطفته الطيبة أما الرخصة فباقية لمن أرادها، و لعل أحدهم يجعلها عزيمة إذا أحس بقرب الهلاك و أيقن: D
ثم إن المضطر إذا أكل من هذا المحضور لا يباح له الشبع و إقامة الولائم كما قد يتبادر إلى ذهن أحدهم و كما يفعل قبائل أكلة البشر فيما يحكون عنهم و الحاصل إذا أبيح شيء للضرورة كانت إباحته على قدر الحاجة و لا تجوز الزيادة على ذلك , بل يجب الاقتصار على ما تدعو إليه الضرورة و يُبقِي الرمق و تحفظ الحياة و تكون عونا من حاجة.
أما التحدث عن استحالة هذا الأمر اختيارا فنعم أما الإضطرار فقد و قد
و قضية تكريم الميت بالصلاة عليه و تعجيل دفنه أمر لا غبار عليه
أما ما تصور و نبحث فيه، فشأن مغاير لهذا الوسع و الطاقة
و قد لاحظت استدلالا كثيرا بآية تحريم الغيبة دون إحاطة شاملة بشرحها عند علماء التفسير رحمهم الله و لعلنا نورد من كلامهم ما ذهبنا إليه و يكون فيه دفعا للإيهام و تبيانا للأحكام
قال الإمام الفخر الرازي في تفسيره الكبير الموسوم بمفاتح الغيب ما نصه
وفيه معنى: وهو أن الاغتياب كأكل لحم الآدمي ميتاً، ولا يحل أكله إلا للمضطر بقدر الحاجة، والمضطر إذا وجد لحم الشاة الميتة ولحم الآدمي الميت فلا يأكل لحم الآدمي، فكذلك المغتاب أن وجد لحاجته مدفعاً غير الغيبة فلا يباح له الاغتياب.اهـ
و بهذا فقد ينضم هذا الإمام إلى قائمة من يقول بذلك اضطرارا: rolleyes:
و الجواب على شكل سؤال فيه حكمة:
لماذا لا يوجد نص شرعي من قرآن أو سنة يحرم أكل لحم الإنسان
حيا أو ميتا مثلما توجد نصوص تحرم أكل الميتة أو الخنزير أو غيره؟؟؟
طبعا لا يوجد ..
بل يوجد:)
فإن كان الحديث عن ذلك باللفظ الصريح فلا يوجد
أما بالمعنى و الإشارة فيوجد و قد رُدد ذلك مرارا و لفهم المراد جيدا لابد من الرجوع لأئمة التفسير و أقوال الصحابة رضي الله عنهم
قال الإمام الطبري رحمه الله و هو العمدة و المرجع في كتابه جامع البيان في تفسير القرآن ما نصه: وقوله {أَيُحِبُّ أحَدُكُمْ أنْ يأْكُلَ لَحْمَ أخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ} يقول تعالى ذكره للمؤمنين أيحبّ أحدكم أيها القوم أن يأكل لحم أخيه بعد مماته ميتاً، فإن لم تحبوا ذلك وكرهتموه، لأن الله حرّم ذلك عليكم، فكذلك لا تحبوا أن تغتابوه في حياته، فاكرهوا غيبته حياً، كما كرهتم لحمه ميتاً، فإن الله حرّم غيبته حياً، كما حرّم أكل لحمه ميتاً. اهـ
وقال ابن عباس: إنما ضرب الله هذا المثل للغِيبة لأن أكل لحم الميت حرام مستقذر
و نكتفي بما ذكر و معذرة على الإكثار و بوركتم أجمعين
ـ[الباز]ــــــــ[03 - 03 - 2009, 03:00 م]ـ
السلام عليك ورحمة الله وبركاته
أخي الكريم المروءة:)
وهل من المروءة أكل لحم بشر مثلك؟؟؟ ;):)
ما الفرق بين من انتظر موت أخيه ليأكله
و بين هذا النسر الذي ينتظر موت هذا الصبي الجائع في الصورة:
http://www.monsterup.com/upload/1236077510.jpg
أقول لكم ما هو الفرق؟؟
الفرق هو أن النسر سيأكل بشرا لا هو من جنسه و لا من إخوته .. :)
أوّلاً أنا لم أتكلم بالمشاعر و الأحاسيس و إنما بالأدلة و البراهين
-و إن كانت المشاعر و الاحاسيس مما فطر الله البشر عليها -
أما ثانيا:
¥