تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

من المقرر عند العلماء الربانيين من المفسرين و غيرهم أن ضمائر النفوس تعد من علم الغيب الخاص بالله تعالى وحده و هي صفة من صفات الخالق جل و علا أما أوليائه الصالحين فهم عبيد له خاضعين لعظمته سبحانه و لا يملكون لأنفسهم ضرا و لا نفعا فضلا عن علم ضمائر الناس و ما يجول في نفوسهم

تنبيه دقيق ... ليس شرطا في المغيب أنه وقع أم لا

فقد تحدث أمور و تقع و تبقى من المغيبات على أحدهم حتى يعلمها

نكتة ... قد يعلمها علم اليقين و تبقى مغيبة حتى يعلمها عين اليقين و بعد ذلك تأتي مرتبة أخرى فيصير الأمر حق اليقين و تكتمل الصورة و ترسخ بقوة

وكما يقال لا يجوز تأخير البيان عن وقت الحاجة و لهذا نسوق كلام الإمام الطبري رحمه الله في تفسيره و هو المرجع الأول عند العلماء في التفسير

قال رحمه الله: القول في تأويل قوله تعالى:

{تَعْلَمُ ما فِي نَفْسِي وَلا أعْلَمُ ما فِي نَفْسِكَ إنَّكَ أنْتَ عَلاَّمُ الغُيُوبِ}

يقول تعالى ذكره مخبراً عن نبيه عيسى صلى الله عليه وسلم أنه يبرأ إليه مما قالت فيه وفي أمه الكفرة من النصارى أن يكون دعاهم إليه أو أمرهم به، فقال: {سُبْحانَكَ مَا يَكُونُ لِي أنْ أقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إنْ كُنْتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ} ثم قال: {تَعْلَمُ ما فِي نَفْسِي} يقول: إنك يا ربّ لا يخفى عليك ما أضمرته نفسي مما لم أنطلق به ولم أظهره بجوارحي، فكيف بما قد نطقت به وأظهرته بجوارحي؟ يقول: لو كنت قد قلت للناس اتخذوني وأمي إلهين من دون الله كنت قد علمته، لأنك تعلم ضمائر النفوس مما لم تنطق به فكيف بما قد نطقت به. {وَلا أعْلَمُ ما فِي نَفْسِكَ} يقول: ولا أعلم أنا ما أخفيته عني فلم تطلعني عليه، لأني إنما أعلم من الأشياء ما أعلمتنيه {إنَّكَ أنْتَ عَلاَّمُ الغُيُوبِ} يقول: إنك أنت العالم بخفيات الأمور التي لا يطلع عليها سواك ولا يعلمها غيرك. اهـ

أما قولك: أنا لم أقل أن الشيطان سيمكِّنه الله من التصرف في قلب المبتلى

و العياذ بالله بحيث يجبره على الكفر وشرح الصدر به و إنما قلت أنه سيمكِّنه من التحكم في المقدرة على قتله ..

أما قلبه فهو سيعطَى معرفة الضمير ولو مؤقتا ابتلاء من الله لذاك العبد

أعرف ذلك أخي الكريم و أعلم أن ذلك ليس هو القصد من كلامك و إنما رددت عليك بنفي أن يتمكن الشيطان من السيطرة على قلب المبتلى بمعرفة المقاصد وما يجول في الضمير ثم إن كنا ننفي هذا عن أولياء الله الصالحين فمن باب أولى أن ننفيه عن الشيطان الرجيم وكما قلت لك أخي الفاضل فهذا تصور منك غير مقبول و ليس في محله و غير حاصل لامتناعه و تضاده مع نصوص الشرع المحكمة

فلماذا تستبعد أن يحدث ذلك؟؟

لأنه مناف لشريعة الله و أكبر دليل على امتناعه اسقاطه لأصل الإكراه الذي قرره الشرع و جاء في كلام الله واضحا كما في قصة عمار رضي الله عنه

أرجو أن تتأمل ليظهر لك الحق و أنا لك أخ و حبيب و ناصح أمين

ألم يحدث لأيوب عليه السلام نفس الشيء تقريبا مع فارق بسيط في الخيارات؟؟

لماذا تحرّف (عن غير قصد) ما أريد أن أوصله لك .. ؟؟؟

أخي الكريم الباز سلمه الله من كل سوء أستغرب منك كثيرا كيف تشبه بقصة نبي من الأنبياء ابتلاه الله ليمتحن صدق عقيدته و إيمانه بربه فهل الشيطان قدم على أيوب عليه السلام و خيره بالكفر ليكشف الضر عنه أو الموت! و كيف تصورت هذا في ذهنك عن نبي عصمه الله و اختاره لنبوته! حاول أن ترجع للقصة عند علماء التفسير لتعلم أن الله لا يرضى إلا عن رضي فأيوب امتحن في بدنه بعلم الله تعالى و قدرته و سلط عليه اللعين بأمر من الله و معيته، فصبر حتى نال الدرجة الرفيعة من ربه جل و علا ففرق شاسع بينما ندندن حوله و بين قصة أيوب عليه السلام و هو من القياس الفاسد و ما أشبه الملائكة بالحدادين كما يقال قال عز من قائل: {وَ?ذْكُرْ عَبْدَنَآ أَيُّوبَ إِذْ نَادَى? رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ ?لشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ} * {?رْكُضْ بِرِجْلِكَ هَـ?ذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَابٌ} * {وَوَهَبْنَا لَهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَّعَهُمْ رَحْمَةً مِّنَّا وَذِكْرَى? لأُوْلِي ?لأَلْبَابِ} * {وَخُذْ بِيَدِكَ ضِغْثاً فَ?ضْرِب بِّهِ وَلاَ تَحْنَثْ إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِراً نِّعْمَ ?لْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ}

و تالله و بالله إن هذا هو ديننا الحق بصفائه و جماله فمن قبل به مستسلما لله فهنيئا له بذلك و من حاد عنه فليس عليك هداهم و لكن الله يهدي من يشاء

ـ[الباز]ــــــــ[04 - 03 - 2009, 05:21 م]ـ

لن اطيل هذه المرة .. فأرجة المعذرة على الاختصار

لم اقتبس من ردك إلا هذا السطر:

فأيوب امتحن في بدنه بعلم الله تعالى و قدرته و سلط عليه اللعين بأمر من الله و معيته،

وهذا حتى يتوضح للجميع أن القياس ليس بفاسد

فاللعين الذي سلطه الله هو الشيطان عليه لعنة الله

فكيف تقر بذلك ثم تقول أن القياس فاسد ..

------

أما بخصوص معرفة الضمير فكيف تقول أنه مناف للشريعة

مع أن حتى بعض الناس من غير الاولياء قد تمكنوا من معرفته

و لتتحقق من ذلك ارجع إلى التاريخ و ابحث في حياة

الحسن الصباح لتعرف أنه

كان يعرف الضمير (مع أنه لم يكن وليا - حسب العلماء-)

و هذا العلم الذي لا يُعرف من أين اكتسبه هو الذي مكنه

من بسط نفوذه على أتباعه ..

كيف يكون أمر ما منافيا للشرع مع أنه حدث بالفعل و الشواهد عليه موجودة

تحيتي للجميع

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير