تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

المساواة، فتسلط أولئك المقموعون في "الجيتو" المنبذون من المجتمعات التي ابتليت بهم، تسلطوا بقدر الله، عز وجل، الكوني على مقدرات تلك المجتمعات، فقوضوا أركانها انتقاما لسنوات الإذلال.

وواكب ذلك انتقال المجتمع من مجتمع زراعي محافظ إلى مجتمع صناعي متحرر، فترك الرجال العمل في الحقول إلى العمل في المصانع، وزادت أعباء الحياة الجديدة، فحياة المدن أعلى كلفة من حياة القرى، وتأخر سن الزواج، مع قيام الداعي إليه، فصار البغاء هو الحل الذي قدمته بيوت الدعارة اليهودية، واستدرجت المرأة أخيرا إلى العمل في المصانع بحجة: المساواة وتكافؤ الفرص مع اضطرارها إلى ذلك، فلم يعد الزواج الذي كان يكفل لها حياة مستقرة، لم يعد سهل المنال، فقد عزف الشباب عن الزواج لقلة ذات اليد وزيادة أعباء الحياة، ووجود البديل المحرم!!!، فلم يعد للحرام والحلال مكان في المجتمع الصناعي المتحرر!!!، وظلمت المرأة الأوروبية في الأجر فكانت تعمل بنصف أجر الرجل، وعانت من ظروف إنسانية قاسية، والنظريات الرأسمالية تفضل دوما الاحتفاظ بجيش من العاطلين تحسبا لثورة العاملين على ظلم أصحاب العمل واستبدادهم، ليكونوا بديلا جاهزا، وكان ذلك الجيش هو: النساء، وكن عاطلات بالفعل بعد أن عطلن عن وظائف الإناث الفطرية، فسهل على أصحاب العمل استدراجهن إلى مفرمة الحياة العملية التي لا ترحم أحدا، فظن من ظن من المسلمين الذي فتنوا بآلات مصانع أوروبا أن حل أزمة الشرق المسلم هو السير على خطى الغرب حذو القذة بالقذة، وعلى طريقة: "من لا يعمل لا يأكل": اضطرت المرأة المسلمة إلى الخروج إلى العمل ولو كان غير مناسب، وقد أصبحت الزوجة العاملة في هذا العصر محط أنظار كثير من الطامعين في راتبها، وكأن الزوج يريد امرأة تنفق عليه لا امرأة ينفق عليها، ومن أحوجها إلى افتعال ذلك الصراع ابتداء؟!!، وقد كفل لها الإسلام عائلا ماليا في كل مراحل عمرها، فهي بنت مكفولة وزوجة مكفولة وأم مكفولة، والكلام الآن على الإسلام كمنهج لا على المسلمين الذين فرطوا في كثير من أحكام الشرع المنزل، وفي المقابل: أي جناية جناها المجتمع المسلم على المرأة المسلمة ببخسها كثيرا من حقوقها الشرعية، (لا: الأممية التي تقررها المنظمات الأرضية المعاصرة سيرا على مقررات يهود الأولى في إفساد أديان وأخلاق ومجتمعات الأممين)، أي جناية تلك التي استغلها أعداء الإسلام فأوحوا إلى المرأة المسلمة أن سبب ما تعانيه من ظلم وبخس هو الإسلام نفسه: بأخلاقه وحجابه وستره، فلتكن الثورة إذن على الموروثات الثقافية، ذلك المصطلح الذي يغمز به العلمانيون الدين تلميحا، وبعضهم يجاهر بذلك تصريحا، فينسب ما نحن فيه من تخلف إلى الإسلام لا إلى المسلمين المفرطين، وما ذنب المنهج أن قصر أتباعه في التمسك به؟!!، فكان العلاج: ثورة تصحيحية انتقلت بالمرأة من مقعد: المظلوم إلى مقعد الظالم المتعدي على السنن الشرعية بل والفطرية كما تقدم، فهي لا تقنع إلا بنسبة 30 % من المراكز القيادية في المجتمع، وهي النسبة التي قررتها الأمم المتحدة، وحيا منزلا!!!، وإن كان النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول: (لَا يُفْلِحُ قَوْمٌ تَمْلِكُهُمْ امْرَأَةٌ)، وهي تنظر إلى الجلوس في المنزل لأداء ما كلفت به شرعا: بطالة، فالتقارير تشير إلى أن نسبة البطالة في أوساط النساء في مصر أربعة أضعاف نسبتها في أوساط الرجال، ولا أدري متى عرفت المجتمعات الإسلامية: بطالة النساء، وهل يتصور ذلك أصلا إن التزمت المرأة المسلمة بتعاليم الشرع الحنيف، ولا يعني ذلك حرمانها من التعليم الذي يناسبها، والوظائف التي تناسبها، والمرأة الأوروبية تصرخ الآن مطالبة بالعودة إلى المنزل بعد أن صرخت مطلع الثورة الصناعية مطالبة بالخروج منه والعمل مع الرجال في المصانع ومناجم الفحم، أليس في ذلك عبرة أم لا بد أن نخوض تجربتهم البائسة بحذافيرها وإن كنا نعلم النتيجة مسبقا؟!!

ومن نماذج العمل النسائي في مصر:

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير