وكان الاتفاق بيني وبينه على عرض محتوى الرسالة، كما أنني ألزمت نفسي في بدء مشاركتي هذه بذلك، لكن أمر رفع الرسالة هذه ليس من حقي بل هو حق أصيل لصا حبها الدكتور محمد زكي محبرها وواضع أصولها وفروعهاوأنا لا أملك الوعد لإخواني برفعها لأسباب منها أنني لا أملك نسخة منها , كما أن الدكتور محمد زكي لم يودع نسخة في المكتبة التي أشرف عليها مكتبة العالم الجليل الأستاذ أنور الجندي كما هي عادة زملائي من أهل العلم وأصحاب الرسائل العلمية التي تساعدهم مكتبة أنور الجندي، فالأمر يختلف مع الدكتور محمد زكي لأنه لم يزر المكتبة عندي، ولم أقدم له إلا الدعاء بالسداد وسعة العلم فهو أخي في الله منذ سنوات الدراسة بالكلية، واستأذنته فقط في خطبة المناقشة التي أعجبتني ونالت استحسان المناقشين لا سيما العالم الكبير شيخ علم الحديث بكلية دار العلوم وأستاذ الأساتذة في هذا العلم منذ عقود الأستاذ الدكتور عيد المجيد محمود، كما نالت إعجاب الحاضرين من الأساتذة وطلاب الدراسات العليا وضيوف حقل المناقشة.
وقد أكرمني اخي الدكتور محمد وأرسل لي خطبة المناقشة
فإليكم إياها مع عرض محتواها فصولا وأبوابا:
وهي من أجمل الخطب التي سمعتها في الرسائل العلمية التي حضرتها وزادت جمالا بحسن إلقائها من الشيخ الدكتور/ محمد زكي قبل المناقشة:
خطبة المناقشة
الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، وصلى الله على سيدنا محمد، النبي الأمي، وعلى آله وصحبه وسلم.
أما بعد: فإن الله جل وعلا، اختص من خلقه من أحب فهداهم للإيمان، ثم اختص من سائر المؤمنين من أحب، فتفضل عليهم فعلمهم الكتاب والحكمة وفقههم في الدين، وعلمهم التأويل وفضلهم على سائر المؤمنين، وذلك في كل زمان وأوان.
فلله درهم، وعليه شكرهم، ولم لا وهم ورثة النبي صلى الله عليه وسلم حقًّا،ونواب شرعه صدقًا، حشرنا الله في زمرتهم،وأماتنا على حبهم وسيرتهم.
العالمُ الفاضل الأستاذ الدكتور أحمد يوسف سليمان حفظه الله!
السادةُ العلماء الأفاضل المناقشون!
أيها الحفل الكريم!
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
أستميحكم في عشرِ دقائقَ _لا غيرَ _من وقتكم:
[نقل أبو يوسفَ عن أبي حنيفة _ رحمهما الله! _ والقصةُ ذكرها الذهبي في السير _ قال: قدمت المدينة، فأتيت أبا الزناد، ورأيت ربيعة فإذا الناس على ربيعةَ، وأبو الزناد أفقه الرجلين، فقلت له: أنت أفقه أهل بلدك، والعمل على ربيعة؟ فقال: ويحك،،كفٌّ من حظ خير من جراب من علم!!
وقال الشافعي رحمه الله: الفقه لليث، والحظوة لمالك.
وإنما قدمت بهذين الخبرين لأن الخناصر قد عُقدت على معرفة الأئمة المشاهير من أصحاب كتب السنة المتقدمين من أمثال البخاري ومسلم والترمذي والنسائي وأبي داود وغيرهم، ولكن ... كم في الزوايا من خبايا، وكم في الرجال من بقايا، وكم ترك الأول للآخر! قال خطيب أهل السنة ابنُ قتيبة الدِّينَوَرِيُّ رحمه الله:
" ولا نعلمه تبارك وتعالى خص بالعلم قومًا دون قوم، ولا وقفه على زمن دون زمن، بل جعله مشتركًا مقسومًا بين عباده، يفتح للآخر منه ما أغلقه عن الأول، وينبه المقلَّ منه على ما أغفل المكثر، ويحييه بمتأخر يتعقب قول متقدم، وتالٍ يعترض على ماض ... " انتهى كلامه رحمه الله.
وأنا لست بهذا أنتقص مشهورًا أو إمامًا ثبتت إمامته، حاشا وكلا،ولكنها محاولة للإنصاف، وإشارةٌ أيضًا لتبيان بعض أسباب اختيار موضوع أطروحتي لنيل درجة الدكتوراه:
" الأحاديث الفقهية الزوائد على الكتب التسعة " (تحقيقًا حديثيًّا، ودراسة فقهية)
وقد كانت خطة البحث في هذا الموضوع حسب الخطوات التالية:
* قدمت بمقدمة فيها بيانُ علاقةِ فروعِ الشريعةِ الغرّاء بعضها ببعض، وتحديدُ الموضوع، ومقدار البحث، و أسبابُ اختياره، وأهميته، وخطة العمل فيه، والمنهج الذي أسير عليه، إلى غير ذلك مما تكون المقدمات منوطة به. ثم:
: في زوائد الحديث النبوي: تأصيلاً، وتصنيفًا،، وفيه أربعة مباحث: المبحث الأول: تعريف " علم الزوائد " والمقصودُ به.
المبحث الثاني: أهميته، وتاريخه.
المبحث الثالث: المصنفون فيه، وأشهر المصنفات.
المبحث الرابع: الدراسات المعاصرة فيه.
¥