تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

عن الكرم العربي والتسامح وسماحة النفس- كانت هذه كلها قوة جذب لاتقاوم" (الله ليس كذلك" لزيغريد هونكه ص 42) وقال مدير استعلامات حلف الناتو سابقا وسفير المانيا في المغرب العربي سابقا ومدير قسم المعلومات بحلف شمال الاطلنطي وهو مراد هوفمان الألماني في كتابه (الإسلام عام 2000):"لايستطيع العالم المسيحي أن يعترف ببساطة أن الإسلام انتشر لأنه حرر الشعوب التي كابدت الحكم القيصري والبابوي والكسروي، وأن كثيرا من المسيحيين الذين زندقهم مجمع نيقية رحبوا بالإسلام الذي قال عن عيسى ماكانوا يعتقدون، فهو رسول الله وليس ابن الله، هجر الناس الكنائس أفواجا ودخلوا في الإسلام" (الإسلام عام 2000 لهوفمان ترجمة عادل المعلم، مكتبة الشروق نوفمبر 1995، ص 34)

ايضا يمكن القول ان محاكم التفتيش المسيحية في الغرب لم تجد امامها الا وسائل التعذيب بكل صورها فلو كان عندها حجة واحدة ترجع المسلم عن دينه لاتخذتها سبيلا ولكن .. ! كان التعذيب والقتل بأبشع الصور هو الوسيلة!

فالكنيسة كانت ترى طوال عهود ازدهار الاسلام في الغرب علما وبرهانا شائعا ومدنا نظيفة ممتدة في بلاد الاسلام مضاءة ومزروعة في كل مكان بالاشجار والازهار وبالمكتبات والعفة، فأي حجة يمكن أن تواجه هذا كله مع انه لاحجة اصلا!؟

ومن المعلوم أن أوروبا عانت أعظم عملية ولادة متعسرة في تاريخها كله، ولادة كانت تراقبها الكنيسة على مضض حتى انها لمواجهتها كانت تقوم بقتل وحرق وسجن ووأد المواليد الجديدة (علماء او رهبان أو أو فلاسفة، ممن اعلن او كاد عن معارضته للكنيسة وعليه ملامح الأب الجديد الذي رباهم وعلمهم وهو الأب الأندلسي المتسامح مع أولاده واولاد الأخرين على السواء!

وكانت راية الحرية الإسلامية تُري من بعيد والعلم –التي حُرمت منه اوروبا قرونا- ينادي من قريب وبعيد: هل من طالب يبحث عن سعادة عقلية وروح انسانية .... فلبى ندائها الشباب الأوروبي حتى صرخت الكنيسة من ابتعاد شبابها عنها لان الكنيسة لم تكن يوما ابا شرعيا لها ولا أما حانية تريد خير ابناءها

وهذا اسقف قرطبة (الفارو) الذي راح يجأر بشكواه بكلمات مؤثرة تصور بلواه كما عرضتها المستشرقة الألمانية زيغرد هونكه في كتابها المسمى "الله ليس كذلك"، قال اسقف قرطبة:" أن كثيرين من أبناء ديني يقرؤون أساطير العرب (!) ويتدارسون كتابات المسلمين من الفلاسفة وعلماء الدين، ليس ليدحضوها وإنما ليتقنوا اللغة العربية ويحسنوا التوسل بها حسب التعبير القويم والذوق السليم. وأين نقع اليوم على النصراني –من غير المتخصصين- الذي يقرأ التفاسير اللاتينية للإنجيل، بل من ذا الذي يدرس الأناجيل الأربعة، والأنبياء ورسائل الرسل؟ .. واحسرتاه! إن الشباب النصارى جميعهم اليوم، الذين لمعوا وبذوا أقرانهم بمواهبهم لايعرفون سوى لغة العرب والأدب العربي! إنهم يتعمقون دراسى المراجع العربية باذلين في قراءتها ودراستها كل ماوسعهم من طاقة، منفقين المبالغ الطائلة في اقتناء الكتب العربية (!) وإنشاء مكتبات خاصة، ويذيعون جهرا في كل مكان أن ذلك الأدب العربي جدير بالإكبار والإعجاب! ولئن حاول أحد إقناعهم بالإحتجاج بكتب النصارى فإنهم يردون عليه يإستخفاف، ذاكرين أن تلك الكتب لاتحظى باهتمامهم! .. وامصيبتاه! إن النصارى قد نسوا حتى لغتهم الأم، فلاتكاد اليوم واحدا في الألف يستطيع أن يدبج رسالة بسيطة باللاتينية السليمة، بينما العكس من ذلك لاتستطيع إحصاء عدد من يحسن منهم العربية، حتى لقد حذفوه وبذوا في ذلك العرب أنفسهم" إن سحر أسلوب المعيشة العربي قد اجتذب إلى فلكه الصليبيين إبان وقت قصير، كما تؤكد شهادة الفارس الفرنسي "فولشير الشارتي" زهانحن الذين كنا أبناء الغرب قد صرنا شرقيين!، ثم راح يصور أحاسيسه وقد تملكه الإعجاب بالسحر الغريب لذلك العالم العجيب بما يعبق به من عطر وألوان، تبعث النشوة في الوجدان، ثم يتساءل بعد ذلك مستنكرا:" أفبعد كل هذا ننقلب إلى الغرب الكئيب؟!، بعد ما أفاء الله علينا وبدل الغرب إلى الشرق". (الله ليس كذلك ص 42 - 43)

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير