تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

نعم، اسلمت شعوب كانت خاضعة لسلطان الكنيسة والامبراطورية البيزنطية والرومانية، ومن لم يسلم وصله من نور الإسلام ماقد أصلح الله به بعض أحواله ومنها الأحوال المادية والعلمية والأخلاقية. (وموانع الهداية الكاملة لم تكن اسلامية انما كانت مسيحية بجدارة) واوروبا اليوم تعيش على نتائج هذا العلم الذي وصلها قديما فقلب موازينها رأسا على عقب حتى ان بعض علماء الغرب بكوا لهزيمة المسلمين في فرنسا فقد كانوا يؤدون ان يحرر الاسلام بقية اوروبا ولو حدث لكان للعالم شأن آخر!

هذا الوضع الذي ذكرناه وذلك القلق العظيم الذي ألم بالكنيسة الغربية قديما عاود ظهوره اليوم في الكنيسة الشرقية، خصوصا المصرية، (دعونا الآن نتكلم عن الشرق لا الغرب!!) مع أن الكنيسة الغربية كانت تواجه شعوبا تحمل المدنية والنموذج الإسلامي الواقعي الملموس بينما كنيسة اليوم لاتواجه الا العقل الإسلامي الذي بلغ مرحلة متقدمة من علم المقارنة والحوار الخصب. مع خلق اسلامي يعاود ظهوره ويحتاج الى زيادة تأصيل في الحياة المدنية و المدن والشوارع والنظافة التي كنا نفتخر بها في الماضي وهي نتاج اسلامي مبين اما مايوجد اليوم فنتاج اوضاع شائهة تعقدت صورها وتحتاج الى رؤية اعمق للاسلام والتفات لنموذج المدنية الاسلامية الذي بناه اجدادنا وصار مفخرة لنا ولكن من يفتح الطريق للمدنية الحقة من جديد؟

وقد كشف الربع الأخير من القرن العشرين وبداية القرن 21، عن ولادة النقد الإسلامي للكتاب المقدس بصورة أعظم مما كان يتوقع!

لقد كانوا ينتظرون مولودا شائها، عاجزا عن النمو فضلا عن الكلام وتفصيل الخطاب بعد ان حطموا نموذج الرقي الاسلامي وحجبوه عن المسلمين!!

بل بعضهم كان ينتظر جنازة نهاية الإسلام إلى الأبد ظنا منه أنه امكانية بشرية يمكن ازاحتها والقضاء عليها. يقول المسلم الألماني خبير حلف الأطلنتي ومدير المعلومات فيه سابقا، وسفير ألمانيا في المغرب سابقا:" تنبأ الكثير من السياسيين والمستشرقين باختفاء الإسلام تماما، وفي غضون حياتهم! فدرسوا الإسلام كحضارة على وشك الإندثار، عليهم أن يسجلوها لأجيال المستقبل" (الإسلام عام 2000 لمراد هوفمان، مكتبة الشروق، ترجمة عادل المعلم، ص 16)

واذا بهم يجدون أجيالا خبيرة لا بالقرآن وسيرة وسنة نبيه فقط –خصوصا في العشر سنوات الماضية! - وانما ايضا جيلا خبيرا بالعقائد والفلسفات والكتب المحرفة والملفقة التي تنتسب أصولها للأنبياء.

ساعد على ظهور هذه الأجيال الجديدة، وسائل الإعلام الألكترونية وعصر المعلومات. ونقص معدلات الأمية في بلاد الاسلام والتعليم المجاني واسقاط الاستعمار و بعض مارتبط به ويبقى البعض مازال موجودا!، وكان الفضل الاكبر – بعد فضل الله وقدره ورعايته-للنشاط الدعوي على مدار القرن الماضي كله!

كان البعض قد تصور ان الكنيسة الأرثوذكية المصرية بمنأي عن أي تأثير لهذا النقد الجديد بل كانت الكنيسة تظن انها قادرة على تنصير المسلمين ولايخفي عليكم برنامج خطة التنصير الذي كان الشيخ محمد الغزالي قد ضمه كتابه" قذائف الحق" وهو يقوم بنقد علمي عالى المرتبة، ألحقه بكتاب آخر وهو " صيحة تحذير من دعاة التنصير" مااضج وقتها مضجع الكنيسة، بيد أنها ظنت أنها عملية نقدية تنتهي بظرفها التاريخي وزمنها المحدود، لكن الذي حدث بعد ذلك كان شيئا آخر، وبظهور رائعة الشيخ احمد ديدات في مراغمة المسيحيين علنا في ربوع الأرض كلها، كان الزمن المسيحي يتراجع امام هذا الكم الزاخر من المناظرات العلنية وجر المناظرين المسيحيين الى ساحة المناقشة العلنية كما تم على الجبهة الآخرى نفس الشيء مع المناظرين العلمانيين! ثم ظهرت كتب قساوسة اسلموا وكتب اللواء المهندس احمد عبد الوهاب ثم اخيرا الدكتور زغلول النجار وغيره من علماء المسلمين الكبار.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير