وهنا تزلزلت الكنيسة وتهدمت معنوياتها لا في التقدم في مجال التنصير ولكن، كما حدث في الغرب تماما!، تزلزلت الكنيسة ولم تستطع الحفاظ على شعب الكنيسة من الذوبان في الاسلام الذي كان قد قبل التحدي المعرفي كما كان في عز الاسلام فقدم نماذج نقدية علمية علنية، مصورة ومسجلة، تفخر بها الأمة اليوم، وهي التي صارت مثالا حيا ووسيلة ايضاح لهذا الجيل الحديث الذي كثرت رجالاته بصورة تغيط الكنيسة العالمية فهي زرع كريم مدحه القرآن والإنجيل والتوراة.
وفي السنوات الأخيرة حصل مالايحمد عقباه للكنيسة ولا أقول ان ذلك الذي لايحمد عقباه كنسيا هو، فقط، اقبال كثير من الشباب والشابات المسيحيات على الإسلام حبا وقناعة ولكن، وهذا هو ماجعل الكنيسة تفقد صوابها، كان: اسلام زوجات الكهنة والقساوسة وشباب من عائلات يوجد فيها واحد أو أكثر من رجالات الكنيسة الكبار!
قد لايرى النظام المصري هذا التطور المتنامي "العريق" و"المستأنف" ومناخه المعلوماتي الكبير مع ظهور صور المعلومات العصرية، ولذلك قد نرى منه اضطرابا في التعامل مع بعض الحالات الصعبة مثل اسلام زوجات القساوسة، فيضرب كعادته، بيد من حديد على من له ارتباط باسلام هؤلاء المسلمات زوجات القساوسة، ظنا منه انه بهذه الطريقة يمكن كف الفتنة الطائفية بل وكما يظهر فانه اصابه الفزع من (الفزاعة الغربية التي ورثت الكنيسة!) التي ترفعها امريكا الحرة (!) (البروتستانتية الخلفية!، العلمانية الفكرة) لسبب اتخاذ امرأة مسيحية لها موقع خطير في العائلة المقدسة المسيحية، الإسلام دينا، وبكامل حريتها، الحرية التي يطالب الغرب نفسه بها بتوطينها في بلاد الإسلام وكأن الإسلام لايعرف حرية للإنسان عموما والمرأة خصوصا.
ان المطالبة بإكراه المسيحية على العودة إلى دينها، من المجتمع المدعو حرا، واقامة محاكم تفتيش مسيحية وعلمانية يكشف عن فضيحة اوروبية وغربية جديدة!
وهذا الارتباك الغربي في التعامل مع القضايا الكبرى، خصوصا فيما يخص الإسلام والمسلمين، يدل دلالة واضحة على أن طريقة ازدواج المعايير والتعامل بها في الغرب هي ثابتة من ثوابت الفكر الغربي السياسي والفلسفي الحديث!
وهو مثال سيء يجعل الشعوب تنفر منه وتقاومه وتعرف مرتكزاته ومركزيته العنصرية التي لاتسعى لتحرير الشعوب كما تتشدق فلسفاتها وقياداتها.
والشيء المثير للتأمل أن الإندهاش التاريخي المتواتر لأهل الفكر والعلم الغربي من سرعة انتشار الإٍسلام واقبال الشعوب عليه بعد الفتح الاسلامي، لايفتح التحليل التاريخي لأولئك الغربيون على مفاتيح الهداية في النموذج الإسلامي، وسر مفاتيح المقاومة للشعوب المقهورة في النموذج الغربي!
ان نموذج كاميليا شحاته ووفاء قسطنطين وغيرهن سيتكرر بصورة اكثر تراجيدية للكنيسة المسيحية كما حدث في الغرب تماما، ولابد من اتخاذ اجراءات اكثر حذاقة من النظام المصري لحماية هؤلاء المسلمات، اما الأخذ بيد من حديد على يد المسلمات الجدد فهو مقاومة فاشلة لحركة التاريخ واصحابه يضعون انفسهم أمام الحتمية التاريخية التي وعد بها القرآن ونشاهد آثارها القوية في هذه السنوات الأولى من القرن ال21 ميلادية!
وحل هذه المعضلة في ظل الاوضاع العالمية الشائكة وموقع المسلمين الضعيف في العالم يجب ان يأخذ منحى اكثر ذكاء ويحافظ على ماء الوجه ويحافظ على المسلمات ويثبت للعالم اننا لانكره احدا على الاسلام.
فما لم تقف الحكومات المصرية المتعاقبة مع العدل والمصارحة وحرية الإختيار ورفض الإكراه، والخروج من حالة الاضطراب البادية على المؤسسة الامنية في التعامل مع هذه الحالات الايمانية المتتابعة بصورة مدهشة وراقية ومالم تقوم هذه المؤسسة الامنية-التي قد يكون فيها اناس خيرون - مالم تقم هذه المؤسسة بوضع الصورة الصحيحة لإسلام الشباب المسيحي في مصر أمام العالم بالصوت والصورة والمباشرة والمصارحة وفي تواجد قس وشيخ –مثلا ويمكن التفكير في طرق اخرى- ووسطهم المسلم الجديد (اثناء اعلان اختياره الجديد) أو (العودة الى القديم!) فستظل الرؤية شائهة –وسيتحمل الأمن نفسه نتائجها-وسيظل الحنق وتصاعد الفتنة الطائفية في اشتعال متزايد وستكون الشائعات في هذا الجو الغائم هي المسيطرة، يغذيها الحقد من كل ناحية في الداخل والخارج وسوف لن يفهم الغرب طبيعة القضية او
¥