تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

حكم حضورها سنة على الصحيح لحديث عطاء عن ابن السائب قال: شهدت مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- العيد فلما قضى الصلاة قال: (إنا نخطب؛ فمن أحب أن يجلس للخطبة فليجلس، ومن أحب أن يذهب فليذهب) [69].

2 - خطبة أم خطبتان؟

ذكر الفقهاء أنه يخطب خطبتين يجلس بينهما لحديث جابر قال: (خرج رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يوم فطر أو أضحى فخطب قائماً، ثم قعد قعدة ثم قام) وهذا حديث ضعيف [70].

والذي يظهر أنها خطبة واحدة لما روى جابر رضي الله عنه: (قام النبي - صلى الله عليه وسلم- يوم الفطر فصلى، فبدأ بالصلاة ثم خطب، فلما فرغ نزل فأتى النساء فذكّرهن وهو يتوكأ على يد بلال .. ) [71]. فذكر في هذا الحديث خطبة واحدة، ولا يمكن أن تعد موعظة النساء خطبة ثانية؛ لأنه إنما نزل إليهن ليسمعهن موعظته؛ إذ المتصور كثرة الجمع في العيد مما يجعل النساء في بُعد عنه لا يسمعن خطبته.

قال الشيخ العثيمين: ومن نظر في السنة المتفق عليها في الصحيحين وغيرها تبين له أن النبي -صلى الله عليه وسلم- لم يخطب إلا خطبة واحدة [72].

3 - التكبير في الخطبة:

وفيه مسألتان:

أ- افتتاح الخطبة بالتكبير: الأولى بتسع والثانية بسبع؛ لما روى عبيد الله بن عبد الله بن عتبة قال: (السنة التكبير على المنبر يوم العيد؛ يبتدئ خطبته الأولى بتسع تكبيرات قبل أن يخطب، ويبدأ الآخرة بسبع) [73] وعبيد الله تابعي، وهذا اجتهاد منه رحمه الله تعالى وإلا فإن السنة أن يفتتحها بحمد الله تعالى. قال شيخ الإسلام: لم ينقل أحد عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه افتتح خطبة بغير الحمد لا خطبة عيد، ولا خطبة استسقاء، ولا غير ذلك [74].

قال ابن القيم: وكان يفتتح خطبه كلها بالحمد لله، ولم يحفظ عنه في حديث واحد أنه كان يفتتح خطبتي العيدين بالتكبير [75]. وقال أيضاً: وأما قول أكثر الفقهاء: إنه يفتتح خطبة الاستقساء بالاستغفار، وخطبة العيدين بالتكبير فليس معهم فيه سنة عن النبي -صلى الله عليه وسلم- البتة، وسنته تقتضي خلافه وهو افتتاح جميع الخطب بـ (الحمد لله). اهـ[76].

ب- التكبير في تضاعيف الخطبة وفيه حديث عبد الرحمن بن سعد بن عمار بن سعد المؤذن: حدثني أبي عن أبيه عن جده قال: (كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يكبر بين أضعاف الخطبة، يكثر التكبير في خطبة العيدين) وهو حديث ضعيف [77].

ومن قال بامتداد وقت التكبير إلى ما بعد خطبة العيد فللتكبير في أضعافها وجه، ومن اعتبر أنه من جملة الذكر المحمود في الخطبة فحسن، لكن الإشكال في تخصيص خطبة العيد به دون غيرها، ولعلهم يستأنسون بقول الزهري: كان الناس يكبرون في العيد حيث يخرجون من منازلهم حتى يأتوا المصلى حتى يخرج الإمام، فإذا خرج سكتوا، فإذا كبر كبروا) [78] ولكن هذا في الصلاة ولا يدل على التكبير في الخطبة.

4 - موضوع الخطبة:

جاء في حديث أبي سعيد رضي الله عنه قال: (كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يخرج يوم الفطر والأضحى إلى المصلى، فأول ما يبدأ به الصلاة ثم ينصرف، فيقوم مقابل الناس والناس جلوس على صفوفهم، فيعظهم ويوصيهم ويأمرهم، وإن كان يريد أن يقطع بعثاً قطعه، أو يأمر بشيء أمر به، ثم ينصرف) [79].

واستحسن جمعٌ من الفقهاء أن يكون موضوعها في الفطر عن الفطرة وثوابها، وقدر المخرَج وجنسه وعلى من تجب .. وفي الأضحى عن الأضحية وأحكامها [80]، وذكر الأضحية في الأضحى جيد، وأما ذكر الفطرة فلا فائدة منه؛ لأن وقتها انتهى بالصلاة، والحديث لم يخصص شيئاً، بل يعظهم بما يناسب الحال ويصلح المآل.

5 - موعظة النساء:

السنة أن يخصص للنساء موعظة لما جاء في حديث جابر رضي الله عنه: ( .. فلما فرغ نزل فأتى النساء فذكّرهن وهو يتوكأ على بلال) [81].

السنن والمندوبات في العيد:

أولاً: التكبير في العيد:

يستحب للناس التكبير في ليلتي العيدين في مساجدهم ومنازلهم وطرقهم مسافرين كانوا أو مقيمين؛ لظاهر الآية: {وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ} [البقرة: 185] [82]، ويكبرون في الطريق إلى العيد، ويرفعون أصواتهم به، وقد جاء فيه آثار كثيرة جداً عن الصحابة والتابعين [83].

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير