تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

والنساء يكبرن ولكن بخفض الصوت، لما جاء في حديث أم عطية: ( .. حتى نخرج الحُيّض فيكُنّ خلف الناس، فيكبرن بتكبيرهم ويدعنّ بدعائهم ... ) [84].

ثانياً: الغسل والزينة:

قال البخاري: باب في العيد والتجمل فيه، ثم ساق فيه حديث ابن عمر رضي الله عنهما قال: (أخذ عمر جبة من إستبرق تباع في السوق، فأخذها فأتى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: يا رسول الله، ابتع هذه تجمّل بها للعيد والوفود ... ) الحديث [85].

قال ابن قدامة: وهذا يدل على أن التجمل عندهم في هذه المواضع كان مشهوراً [86].

وكان ابن عمر يلبس في العيد أحسن ثيابه [87].

وقال مالك: سمعت أهل العلم يستحبون الطيب والزينة في كل عيد [88].

وفي الغسل ورد أن ابن عمر رضي الله عنهما كان يغتسل يوم الفطر قبل أن يغدو إلى المصلى [89].

والتجمل يكون في اللباس والهيئة من إحفاء الشوارب وتقليم الأظافر ولبس أحسن الثياب؛ وذلك يختلف باختلاف الناس واختلاف البلاد [90].

ثالثاً: الأكل قبل العيد:

أ- قال أنس بن مالك رضي الله عنه: (كان النبي -صلى الله عليه وسلم- لا يغدو يوم الفطر حتى يأكل تمرات) وفي رواية: (ويأكلهن وتراً) [91].

ب- وفي لفظ آخر قال أنس: (ما خرج رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يوم فطر حتى يأكل تمرات ثلاثاً أو خمساً أو سبعاً) [92] قال الحافظ: وهو صريحفي المداومة على ذلك [93].

ج- وعن بريدة رضي الله عنه: (أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان لا يخرج يوم الفطر حتى يطعم، ولا يطعم يوم النحر حتى ينحر) [94].

فدلت الأحاديث السابقة على أنه كان يداوم على الأكل في الفطر قبل الصلاة، ويؤخر الأكل يوم النحر حتى ينحر ليأكل من أضحيته.

قال الإمام أحمد: وإذا لم يكن له ذبح لم يبالِ أن يأكل [95].

وقال ابن المنير: وقع أكله- في كل من العيدين في الوقت المشروع لإخراج صدقتهما الخاصة بهما، فإخراج صدقة الفطر قبل الغدو إلى المصلى، وإخراج صدقة الأضحية بعد ذبحها [96].

وتلمّس الحافظ بعض الحِكَم لتعجيل الأكل يوم الفطر، ومنها:

1 - حتى لا يظن اتصال الصيام إلى صلاة العيد.

2 - المبادرة إلى امتثال أمر الله تعالى بالفطر [97].

ويرى بعض العلماء أنه لو أكل التمرات بعد طلوع الفجر وقبل صلاة الفجر حصل المقصود؛ لأنه أكلها في النهار، والأفضل إذا أراد الخروج للعيد [98].

رابعاً: التبكير في الخروج للعيد:

أ- قال الله تعالى: {فَاسْتَبِقُوا الخَيْرَاتِ} [المائدة: 48]. والعيد من أعظم الخيرات، وقد دلت النصوص على فضيلة التبكير إلى الجماعات والجمعات، والدنو من الإمام، وفضيلة الصف الأول؛ والعيد يدخل في ذلك.

ب- قال البخاري: باب التبكير إلى العيد، ثم ساق حديث البراء رضي الله عنه قال: خطبنا النبي -صلى الله عليه وسلم- يوم النحر فقال: (إن أول ما نبدأ به في يومنا هذا أن نصلي ... ) [99].

قال الحافظ: هو دال على أنه لا ينبغي الاشتغال في يوم العيد بشيء غير التأهب للصلاة والخروج إليها، ومن لازِمِهِ أن لا يُفعَل قبلها شيءٌ غيرها، فاقتضى ذلك التبكير إليها [100].

خامساً: خروج النساء والصبيان:

أ- أما النساء ففيه حديث أم عطية: أمرنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن نخرجهن في الفطر والأضحى: العواتق وذوات الخدور، فأما الحُيّض فيعتزلن الصلاة، ويشهدن الخير ودعوة المسلمين [101].

ويجب عليهن التستر وعدم السفور والطيب والزينة التي فيها فتنة للرجال، وذلك لنصوص أخرى ليس هذا مجال سردها.

ولم يُصِبْ من رأى منعهن في الأزمنة المتأخرة لكثرة الفساد، ولو حصر المنع في السافرات المتساهلات بالحجاب لكان صحيحاً، أما التعميم فلا؛ لأمرِ النبي؛ حتى قال شيخ الإسلام: وقد يقال بوجوبها على النساء [102].

ب- وأما خروج الصبيان فقد بوّب عليه البخاري ثم ساق حديث ابن عباس رضي الله عنهما: خرجت مع النبي -صلى الله عليه وسلم- يوم فطر أو أضحى فصلى ثم خطب [103] ... وفي رواية: (ولولا مكاني من الصغر ما شهدته) [104] أي لولا منزلتي عند النبي -صلى الله عليه وسلم- ما شهدته.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير