تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وهذا نصّ ما سجله ابن المقفع فى كتابه عن الثورة المذكورة بأسلوبه الركيك المملوء بالأخطاء، وإن كنت قد أَثْبَتُّ الهمزات ونَقَّطْتُ التاءات المربوطة وشكّلتُ كثيرا من الكلمات والحروف واستخدمت علامات الترقيم، وهو ما لا وجود له فى الكتاب. قال: "كان أسقفٌّ على كرسى تنيس اسمه إسحاق، وكان شعبه قد سعى به دفعات بكلام ردىء، وقالوا للأب يوساب: إذا لم تقطع هذا الأسقف وتُزِلْه عنا، وإلا خرجنا عن دين الأرتدكسية. وكان أيضا بمصر أسقف آخر اسمه تادروس قد ذكر شعبه عنه مثل هذا، وكتبو المصريون إلى البطرك يقولون له: إن لم تقطعه وتبعده عنا، وإلا رجمناه وقتلناه. فلما نظر البطرك القديس قيام الشعب حزن جدا وقلق وقال: ما الذى فى هذا البلاء؟ وكان يدعو ويقول: يا رب، ثَبِّتْ شعبك لرُعَاتهم، ولا تَدَعْ فى أيامى بغضا. ولم يفتر من مكاتبة الشعب فى تنيس ومصر المدينتين ويقول من قول بولس: ما تفرحون أنتم إذا اعتللنا نحن، وتكونون أنتم أقويا. هذا الذى أدعوه من أجلكم لتخلصو وأكاتبكم به، ولا أحضر عندكم كأننى حاضر عندكم، ولا أصنع حَرْمًا ومنعا، كما أمرنى الرب أن أبنى ولا أهدم. وبقى الشعب متمادين على فعلهم يقولون بقول واحد ولا يتغيرون عنه: أنه إن لم ينقطع هذان الأسقفان، وإلا فما بقى منا إنسان واحد فى الأمانة الأرتدكسية، بل نعود إلى المخالفين، وأنت المطالَب عنا. فلما سمع هذا أسرع إلى تنيس وسألهم أن يعودو عن غضبهم، فلم يفعلو، بل زادو فى غضبهم، وكذلك مدينة مصر مع أسقفهم. فلما رأى ذلك أنفذ وأجمع الأساقفة من كل موضع وعرّفهم الخبر وقال لهم: أنا برى من هذا، وأنتم كذلك. أخيرا نكتب ونمنع الأسقفين: إسحق أسقف تنيس، وتادرس أسقف مصر، وحطوهما عن كرامتهما وأبعدوهما عن الأسقفية. ولم يتخلّ أبونا الرَّحُوم من دوام الصلاة وسكب الدموع الغزيرة والتنهد على قطع هذين الأسقفين" (تاريخ مصر من بدايات القرن الأول الميلادى حتى نهاية القرن العشرين من خلال مخطوطة "تاريخ البطاركة" لساويرس بن المقفع/ 2/ 818 وما بعدها).

وبالمناسبة فقد وجدت على المشباك مقالا رصد فيه صاحبه القلاقل التى أثارها نصارى مصر للدولة الإسلامية على مدى التاريخ حتى أوائل العصر الحديث، وعنوانه: "هل كان للأقباط دور تاريخي في مقاومةالمحتل؟ ". يقول الكاتب: "نود أن نلقيالضوء على جانب من تمرد الأقباط ونقضهم عقد الذمة منذ الفتح الإسلامي سنة 20هـ رغم تعامل ولاة المسلمين معهم بكل تسامح. فكانوا يتظاهرون ويعلنون العصيان المسلحعلى الدولة ويقتلون عمال الحكومة ويتصلون بدولة الروم ثم يتصدى الحكام لهم بإرسالمن يطالبهم بفض العصيان في مقابل العفو عنهم، إلا أنهم في الغالب يتعنتون ويصرون علىالتمرد بزعم أن دولة الروم قد تساعدهم. غير أن حساباتهم كانت على الدوام خاطئة، فسرعان ما ينتصر عليهم جيش المسلمين ثم يعفو عنهم الخليفة أو الوالي ويجددون لهالولاء والطاعة والالتزام ببنود عقد الذمة المنصوص عليه في اتفاقيتي بابليون الأولى (الخاصة بأهل مصر قبل فتح الإسكندرية سنة 20هـ)، وبابليون الثانية (الخاصة بأهلالإسكندرية سنة 20هـ أيضا)، لكنهم يعودون مرة أخرى لعصيانهم متذرعين بأحداث لا تتناسب وحجم عصيانهم المسلح. وهذا ما سنمر عليه سريعا عبر هذه المحطات التاريخيةالسريعة التالية:

الأول: في ولاية عبد العزيز بن مروان (65 - 86هـ علي مصر) قام بطريك الكنيسة المصرية بالاتصال بملكي الحبشة والنوبة للتآمر علىالدولة الإسلامية. الثاني: تمردهم على الخليفة الأموي مروان بن محمد بعد أنتبين أنه مطارَد من قبل العباسيين وتآمروا على قتله سنة 132هـ. الثالث: استغلوا الفتنة التي قامت بين الأمين والمأمون فأعلنوا عصيانهم بقيادة قساوستهم ورهبانهم في وجه بحري. الرابع: وفي عهد الوالي عبد الله بن عبد الملك بنمروان (86 - 90هـ) قامت حركة تمرد ضد الدولة بقيادة قساوسة وادي النطرون وبطركالكنيسة القبطية في الإسكندرية، وتم إخماد المؤامرة. الخامس: في عهد والي مصرقرة بن شريك (90 - 96هـ) تمرد النصارى وظل يطاردهم قرة بن شريك حتى توفي، وجاء بعدهأسامة بن زيد التنوخي، واستطاع إخماد الفتن. السادس: وفي عهد الخليفة الأمويعمر بن عبد العزيز (99 - 101هـ)، ورغم تسامحه إلا أنهم كانوا يتآمرون سرا على الدولةالإسلامية. السابع: في عهد

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير