تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

الخليفة الأموي يزيد بن عبد الملك (101 - 105هـ) تآمر النصارى وتمردوا على الحكومة مما جعل الخليفة يرسل جيشا لقمع تمردهم. ولذلك فإنهم يكرهونه جدا ويصفونه بالشيطان. الثامن: وفي عهد الخليفة الأموي هشامبن عبد الملك (105 - 125هـ) فرغم تعامله مع نصارى مصر بالتسامح إلا أنهم تمردوا وتم قمع تمردهم. أقول: لكن هذه الحركات المناوئة للدولة وإعلان العصيان لم تكن كبيرة بالمقارنة لما سيحدث بعد ذلك. التاسع: في عهد هشام بن عبد الملك (106 - 126هـ)، تحديدا في سنة 121هـ، أعلن أقباط الصعيد عصيانهم وعدم التزامهمباتفاقية بابليون الأولى والثانية وقاتلوا عمال الحكومة. وكان والي مصر في ذلكالوقت حنظلة بن صفوان (119 - 124هـ) فأرسل لهم جيشا لقتالهم فانتصر عليهم وقضى علىفتنتهم، وبالشروط التي قبلوها والتزموا بها منذ الفتح الأول لمصر سنة 20هـ. وفي ذلكالوقت، أي في سنة 132هـ، تمرد رجل نصراني من سمنود اسمه يحنس، وجمع حوله مجموعةكبيرة من النصارى المسلحين، لكن والي مصر عبد الملك بن موسى بن نصير أرسل جيشا لمحاربته فانتصر عليهم وقتل يحنس. حادي عشر: وفي عهد مروان بن محمد (129 - 132هـ) آخر الخلفاء الأمويين أعلن القبط بمدينة رشيد عصيانهم فأرسل جيشا فقضىعلى تمردهم. وفي عهد هذا الخليفة أيضا أثناء هروبه من العباسيين تمرد أهل البشرود، واستغلوا فرصة انشغاله بحربه مع العباسيين فتآمروا عليه، وكانوا سببا فيقتله سنة 132هـ. لذلك كافأهم العباسيون في أول عهدهم. ثاني عشر: وفيعهدالخليفةالعباسي أبو العباسالسفاح (132 - 137هـ) تمردالأقباط في مدينة سمنود بزعامة شخص يدعى: أبو مينا، فبعث إليهم أبو عون والي مصر (133 - 136هـ) جشا لمحاربتهم فهُزِموا، وقُتِل زعيمهم أبو مينا.

ثالث عشر: ثم ما لبث الأقباط أنأعلنوا عصيانهم في مدينة سخا 150هـ إبان ولاية يزيد بن حاتم بن قبيصة على مصر (144 - 152هـ)، واتسع التمرد فانضم إليهم أقباط البشرود وبعض مناطق الوجه البحري، فقويت شوكتهم بعد أن هُزِم الجيش الذي أرسله الوالي. والذي شجعهم على ذلك أنهم كانواعلى اتصال بالكنيسة البيزنطية من خلال الجواسيس الذين ينزلون الإسكندرية ومحافظاتالوجه البحري على هيئة تجار. فكانوا يحرضونهم على التمرد والعصيان على دولة الخلافة. لذلك نجدهم يجاهرون بعدائهم ويجمعون أعدادا كبيرة من الأقباط سنة 156هـ في ولايةموسى بن علي اللخمي (155 - 161هـ) فأرسل لهم جيشا فهزمهم. رابع عشر: لكن أعتىتمرد وأعنفه كان في سنة 216هـ إبان عهد الخليفة المأمون (198 - 218هـ). وكان واليمصر وقتئذ عيسى بن منصور حيث تمرد أقباط الوجه البحري كلهم لدرجة أن الخليفةالمأمون بنفسه قدم مصر على رأس جيش فكسر شوكتهم بقيادة قائده الشهير الأفشين، واستطاع أن يلحق الهزيمة بأهل البشرود أو البشمور (كانوا يقطنون المنطقة الواقعة بين فرعي دمياط ورشيد). وكانت هذه المنطقة تحيط بها المستنقعات والأوحال التي كانتتعيق حركة الجند. لذلك كانوا يعلنون عصيانهم كثيرا نظرا لطبيعة أرضهم، مما كان يضطرالجند للانصراف عنهم. لكن هذه المرة لم يهدأ الأشفين إلا أن يقتحم حصونهم ويلحقالهزيمة بهم حتى جاء كبار قساوستهم وأعلنوا ولاءهم لدولة الخلافة مرة أخرى. وقد قبلمنهم الخليفة المأمون حسب شروط اتفاقية بابليون الأولى والثانية. ونلاحظ أن الخليفةالمأمون أحضر معه بطرك أنطاكية ديونسيوس، ثم أرسل إلى أقباط البشرود وضواحيهاالبطرك أنايوساب والبطرك ديونسيوس ووعدهم ألا يعاقبهم إن هم رجعوا عن عصيانهم. لكنهم رفضوا، وغرتهم قوتهم وحصونهم، ولم يجيبوا البطركين، فحاصرهم الخليفة المأمون معقائده الإفشين حتى هزمهم. ثم غادر الخليفة المأمون مصر سنة 217 هـ بعد أن ظل فيهاأكثر من أربعين يوما، ثم عاد إلى عاصمة الخلافة بغداد.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير