تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

لماذا؟ لأن حسن بك الجداوي كانيطلب من الأغنياء مساعدة المجاهدين لشراء أسلحة وبارود وذخائر ومؤن وكل مستلزمات المقاومة، فكان من يدفع منهم مالاً كان لصيانة نفسه وخوفه من انتقام المقاومين الذينكانوا متترسين في منطقة بولاق بالقاهرة وضواحيها. لذلك قال الجبرتي في عجائبه: "وأماالمعلم يعقوب فإنه كرنك في داره بالدرب الواسع جهة الرويعي واستعد استعدادا كبيرا بالسلاح والعسكر المحاربين، وتحصن بقلعته التي كان شيدها بعد الواقعة الأولى، فكان معظم حرب حسن بك الجداوي معه". هكذا استعد المعلم يعقوب لزعيم المجاهدينالمسلمين، وليس لجيش الاحتلال الفرنسي! كما أننا نتساءل: أين كان شباب الأقباط في ذلكالوقت؟ ولماذا لم نر لهم دورا في مقاومة المحتل الفرنسي ولو كان ضعيفًا؟ " ( http://www.almaqreze.net/ar/articles_read.php?article_id=248).

هذا ما أحببت نقله من المقال المذكور. أما إذا كانت الكاتبة لا تستطيع أن تتناول مثل تلك الموضوعات لقد كان بمقدروها أن تدير روايتها على المظالم البشعة التى كانت الدولة الرومانية لا تعرف سواها فى تعاملها مع المصريين قبل الفتح الإسلامى. وقد عرفت مصر ثورات غير قليلة ضد الظلم الرومانى، ومنها تلك الثورة التى انفجرت فى ذات المناطق التى اشتعل فيها تمرد البشموريين، وهى مناطق شمال الدلتا. وعنها يقول د. حسين فوزى فى كتابه: "سندباد مصرى": "وفى عهد مرقس أوريليوس قيصر الفيلسوف الرواقى المشهور (161 - 180م) تنشب ثورة مصرية فى برارى الدلتا وبحيراتها تزعمها الكاهن إيزيدورس، وقام بها على رأس الفلاحين بمنطقة شرقى الإسكندرية تعرف باسم "بوكوليا"، أى مرعى البقر، وكسر الجند الرومانى وبلغ أبواب الإسكندرية، فأنفذ إليهم الإمبراطور جحافله الرومانية التى تحتل سورية بقيادة حاكمها فقضى على الثورة بالحيلة والوقيعة بين الثوار" (د. حسين فوزى/ سندباد عصرى/ ط3/ دار المعارف/ 1990م/ 127). وبعد هذا بقليل يورد فوزى نص ما كتبه البابا إثناسيوس عام 356م فى وصف واحدة من فظائع الرومان، الذين لم يشفع للمصريين اتحادهم معهم فى الدين أن يعامَلوا على أيديهم بشىء من الإنسانية. يحكى بابا الإسكندرية ما وقع لَدُنْ حصار كنيسة العذراء بتلك المدينة من قبل آلاف الجنود الرومانيين وقت الغروب: "أما أنا فجلست على الكرسى الخاص بى وأوعزت إلى الشماس أن يتلو المزمور السادس والثلاثين بعد المائة، وكان المصلون يرددون قائلين: "هو الرحيم إلى أبد الآبدين". وحان وقت الانصراف، وكان الظلام قد بدأ يهوى على خارج الكنيسة، وشرع العسكر يطرقون أبوابها طرقا عنيفا ... ثم فتحوا الباب عَنْوَةً. واقتحم الجيش الرومانى الكنيسة، ورجاله يزعقون كمن فتحوا مدينة حصينة. وكانت سيوفهم تلمع فى ضوء أَسْرِجَة الكنيسة، واندفعوا كالسيل الجارف متجهين إلى حيث أجلس، فوقفت وأمرت الناس أن ينجوا بأنفسهم ما استطاعوا إلى ذلك سبيلا. ولكن بعضهم حاول اعتراض الجند فى طريقهم إلىَّ، فذبحهم الجنود ذبحا وداسوهم بأقدامهم وتعقبوا الفارّين منهم. وألح القساوسة علىَّ كى أنجو بنفسى، فأَبَيْتُ قائلا: ليست نفسى أعزّ علىَّ من نفوس الآخرين. وكنت موقنا بأن ثباتى فى مكانى أمام الساعين إلى حتفى سيجعل الجنود ينصرفون إلى شخصى ويتركون الآخرين، فعوّلتُ أن أبقى حتى ينجو الشعب ... ولما انصرف أكثر الناس جاء الرهبان مع من تخلفوا من القساوسة وحملونى خارجا" (المرجع السابق/ 128).

والآن لا بد أن نورد وجهة النظر الإسلامية فيما وقع على عهد المأمون وصورته الكاتبة على نحو يوحى بأن المسلمين وحوش مفترسة. قال ابن القيم فى كتابه: "أحكام أهل الذمة" (تحقيق يوسف بن أحمد البكرى وشاكر توفيق العارورى/ رمادى للنشر/ 1418 هـ- 1997م/ ج1): "وأما المأمون فقال عمرو بن عبد الله الشيبانى: استحضرنى المأمون فى بضع لياليه ونحن بمصر فقال لى: قد كثرت سعايات النصارى، وتظلم المسلمون منهم وخانوا السلطان فى ماله. ثم ثال: يا عمرو، تعرف من أين أصل هؤلاء القبط؟ فقلت: هم بقية الفراعنة، الذين كانوا بمصر، وقد نهى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب عن استخدامهم. فقال: صف لى كيف كان تناسلهم فى مصر. فقلت: يا أمير المؤمنين، لما أخذت الفُرْس المُلْك من أيدى الفراعنة قتلوا القبط، فلم يبق منهم إلا من اصطنعته يد الهرب واختفى بأنصنا

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير