تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

بالكلام فى هذا المقام، أما أنا فسكتُّ لأنه لا تحقّ لى الفُتْيَا فيما لا أعلمه". كذلك ليس تعبير "الصلاة الجامعة" تعبيرا نصرانيا يستعمله النصارى لقداس يوم الأحد مثلا حسبما جاء فى كلام ثاونا لتلك المرأة، إذ قال بدير إن ثاونا قد "نصحها بالذهاب كل أحد إلى البِيعَة للصلاة الجامعة" (ص113). إنما هو تعبير إسلامى كما فى الحديثبن التاليين مثلا: "عن عائشة رضي الله عنها أن الشمس خسفت على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فبعث مناديا بـ"الصلاةالجامعة"، فتقدم فصلى أربع ركعات في ركعتين وأربع سجدات"، و"أنه لما كان عند صلاة الظهر نودي أن الصلاةجامعة، ففزع الناس فاجتمعوا إلى نبيهم صلى الله عليه وسلم فصلى بهم الظهر أربع ركعات". وفى ص52 يقول الراوى إنهما دخلا أتريب قبل الزوال. وكان قد قال إنهما يطمعان أن يصلا إليها قبل الظلام. فماذا تقصد الكاتبة بالزوال؟ هل تقصد وقت الظهيرة على ما يقتضيه معنى هذه اللفظة؟ لكن هذا غير ممكن، إذ المسافة بين الفسطاط، التى بدأ رحلته منها هو وثاونا فى بكرة الصباح، وبين أتريب، التى كانت مجاورة لبنها، هى مسافة جِدّ بعيدةٍ لا يمكن بلوغها بمثل تلك السرعة أيام كانت المواصلات هى البغال والحمير، وبخاصة أن الرجلين كانا كثيرَىِ التوقف فى الطريق لكل صغيرة وكبيرة. أم تراها تقصد غروب الشمس ظنا منها أن الغروب هو زوال الشمس من السماء، فيكون هذا خللا فى لغتها فوق البَيْعة؟ أم ماذا؟

والعجيب أنها هى نفسها، فى حوار لها بإحدى المجلات، تقف عند موضوع المسافات فى تلك العصور القديمة، مؤكدة بقوةٍ أن إيقاع السفر كان بطيئا جدا جدا نظرا إلى بدائية وسائل المواصلات أوانئذ حتى لقد حددت المسافة الزمنية التى يستغرقها الانتقال من الفسطاط إلى الإسكندرية بالشهور. فإذا كانت أتريب تقع فى نهاية رُبْع تلك المسافة تقريبا فمعنى ذلك أنه من المستحيل أن يصل بدير وثاونا فى ذات اليوم لا عند الزوال ولا عند الأصيل، بل لا بد أن يستغرق الأمر بضعة أسابيع فى أقل التقديرات حسب كلامها. فلِمَ إذن لم تتنبه إلى ما تنبِّهنا نحن القراء إليه وكأننا نحن المخطئون؟ تقول فى حوار منشور بالإنجليزية فى موقع "جالوت": " It would be an unjust and erroneous approach to start this historical novel with a preconceived idea that distances are covered as easily as in our twenty-first century. I was dealing with the ninth century AD. For example a traveller would take months--at that time--to reach Alexandria coming from Al-Fustat (an old quarter in Cairo) and it differs quiet a lot whether he is riding a horse, a mule, or travelling on his foot. We mustn't think that it was a picnic taking two hours as it is in the twenty-first Century" (goliath.ecnext.com)، وإن كنت أرى أنها تبالغ كثيرا فى قولها إن الرحلة من الفسطاط إلى الإسكندرية كانت تستغرق شهورا، مثلما بالغتْ أشد المبالغة فى تأكيدها أن الدلتا كانت كلها مستنقعاتٍ وبِرَكًا وطينًا: " The whole Nile Delta was an area of swamps, bogs, and mud, and this in turn affected its inhabitants immensely and made them able swimmers" ( انظر " An interview with Salwa Bakr" بموقع " goliath.ecnext.com"). ذلك أن الدلتا كانت فى ذلك الوقت ولا تزال حتى الآن تعج بالمدن والقرى مما لا يتسق مع ما تقوله المؤلفة. ربما كان هذا يصدق على الجزء الشمالى قرب البحر المتوسط، أما الدلتا كلها فلا أظن ذلك أبدا.

ثم هل كان النصارى فى مصر يختتنون حتى يعد عدم الاختتان نجاسة وانحرافا كما جاء فى الرواية؟ ذلك أننا نقرأ (ص61) عن الراهب الهرطيق فلاأس: "فأخذ الرهبان فلاأس وظلوا يضربونه حتى سح دمه وتمزقت ملابسه وبان لحمه. فلما نظروا عورته وجدوا قلفته كما هى، وظهر لهم أنه غير مختتن، فاكتملت فضيحته وتأكدت نجاسته، وتيقن الكل من أنه ليس مسيحيا تاوضوسيا حقا". تقول مادة "ختان" فى "قاموس الكتاب المقدس" (تحرير بطرس عبد الملك وجون ألكسندر طمسن وإبراهيم مطر): "الختان: هو التطهير (تك 17: 10 - 12 ويو 7: 22). والختان من الشعائر المعروفة في اليهودية، وهو قطع لحم غُرْلَة كل ذكر ابن ثمانية ايام. وقد جُعِل هذا الطقس علامة

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير