تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

الروائيين وكتاب القصة القصيرة المصريين احتراما: " one of Egypt's most respected novelists and short story writers وإن أعمالها قوبلت من النقاد بترحاب شديد: " her work has been met with much critical acclaim"(www.arabworldbooks.com (http://www.arabworldbooks.com/))، وترجمت إلى تسع لغات: " Her work has been translated into nine languages" (www.internationalpubmarket.com (http://www.internationalpubmarket.com/))، فضلا عن أنها من أصحاب الجوائز: " Salwa Bakr is a prize-winning short story author and novelist" (goliath.ecnext.com).

وأما بالنسبة إلى لغة الرواية ففيها أخطاء كثيرة لا أدرى كيف سقطت فيها الكاتبة، نظرا لبدائيتها الشديدة، وهو ما جعلنى أتساءل: أهناك من صحح لها لغة الراوية، لكنْ لم يلتفت إلى مثل تلك الأخطاء التى لا تمثل، كما أشرت، صعوبة تذكر؟ أم إن هذا هو مستواها الحقيقى؟ فعلى سبيل التمثيل كيف تقع الكاتبة فى مثل قولها: "أديت مطانيات ثلاث" (ص93) دون أن تنصب "ثلاث" على الوصفية للمفعول به؟ أتراها، لما لم تمدّ تاء "مطانيات" بالألف لعدم انتصابها بفتحتين بل بكسرتين لأنها جمع مؤنث سالم، جرت على ذلك دون أن تدرى مع النعت فلم تمده هو أيضا؟ ممكن جدا. لكن هل يصح أن تقع كاتبة أديبة فى مثل هذا؟ سيقول القائلون: وهل هى وحدها التى ترتكب مثل هذا الخطإ؟ إن هناك من مشاهير الكتاب الذين يملؤون الدنيا ضجة مصمة وتنشغل الناس بهم حتى ليخيل إلى من لا يعرف أنهم أدباء كبار، وما هم فى الحقيقة بأدباء لا كبار ولا صغار، لكنها أحوالنا المقلوبة رأسا على عقب أو عقبا على رأس، هناك من مشاهير الكتاب من يُعَدّ مثل ذلك الخطإ بالقياس إلى ما يجترحونه من بلايا ورزايا لغوية دلالا جميلا لا خطأ رذيلا. وجوابى أننى لا أنكر ولا أجهل أن هناك هذا وأفظع من هذا، بيد أننى لا أحب أن أيأس وأسلّم بأخطاء المنتسبين إلى دنيا الأدب والتأليف تسليم المحبط المغلوب على أمره مهما توفرت دواعى اليأس والإحباط، بل أحب أن أظل رافعا الراية كمراقب الخط اليقظ فى مباريات كرة القدم لا ألقيها من يدى أبدا إلى أن يخترمنى هادم اللذات ومنتزع الرايات.

ومن هذه الأخطاء أيضا ما أسميه بـ"الواو اللعينة"، وهى الواو التى تتوسط بين النعت ومنعوته كقول الكاتبة مثلا: "بلاط البيعة والذى هو ... " (ص10)، "التوابيت والتى يدخرونها" (ص16)، "يقرأ على الجميع والذين كانوا ... " (ص60)، "مازوت من موازيت (أى عُمَد) القرى والذين كانوا ... " (ص92). والمفروض أن يقال: "بلاط البيعة الذى هو ... " "التوابيت التى يدخرونها ... "، "يقرأ على الجميع الذين كانوا ... "، "موازيت القرى الذين ... "، إذ ما من قاعدة نحوية تبيح الفصل بين النعت والمنعوت بهذه الطريقة. ومن الأخطاء اللغوية قول الكاتبة: "هواها قلبى" (ص30، أى تعلق بها. والصواب: "هَوِيَها"، لأن الفعل على وزن "فَعِلَ" لا "فَعَلَ"). ومنها العبارة التالية على لسان أحد شخصين: "التحمنا ببعضنا بعضا" (ص32. وصوابه: "التحمنا/ تلاحمنا"). والملاحظ أن تعبير "بعضهم بعضا" وما يتفرع عنه من أشكال مختلفة هو مما يرتبك فيه الكتاب المحدثون كثيرا، ولا أدرى لماذا. ولكن السبب الأصيل هو جهل كثير من هؤلاء الكتاب بلغتهم، فترى الواحد منهم يظن أنه يمكن أن يبلغ فى الأدب شأوا دون أن يتعب نفسه فى إتقان أداة تعبيره، جاهلا أن إتقان اللغة هو السبيل الأكيد إلى البراعة فى ميدان الكتابة والأدب. ولقد كان الكتاب والأدباء والشعراء فى العصور القديمة يتقنون لغتهم على نحو عجيب، بخلاف أدباء العصر الحديث، الذين لا يبالى كثير منهم بذلك. وهى بلوى نعوذ بالله منها، وإن كانت تصب فى المجرى العام الذى تصب فيه أعمال الأمة جميعا، ألا وهو مجرى الكسل واللامبالاة والرضا بالدون وعدم الطموح إلى المعالى والافتقار إلى الإحساس السليم بالأشياء والقيم.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير