تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وتستخدم الكاتبة "الامتنان" بمعنى شعور الشخص بالجميل تجاه من أولاه معروفا (ص164، 272 مثلا)، وهو استعمال شائع فى عصرنا رغم أن اللفظ إنما يعنى "الإنعام أو التذكير به" فيقال: "امتن فلانٌ علىَّ بكذا"، أى تفضل علىَّ بكذا، أو ذكّرنى به. كذلك نجد الكاتبة تقول: "بكِلْتَىْ يديها" (ص165)، وصوابها: "بكلتا يديها" بالألف دائما: رفعا ونصبا وخفضا لأنها مضافة إلى اسم ظاهر، أما إعرابها بالياء فلا يكون إلا إذا نُصِبَتْ أو جُرَّتْ وأُضِيفَتْ إلى ضمير لا إلى اسم ظاهر، فنقول حينئذ: "كِلْتَيْهما". كما نجدها (ص168) تستخدم "أهوام" بدلا من: "هوامّ"، و"عِيَلاً" بدلا من "عائلات"، وكلا الاستعمالين خطأ. ودعنا من أن بعض اللغويين يرى أن "عائلة" بمعنى "أسرة" هو استعمال خاطئ. وثم قولها أيضا: "إذا لم يسكت ويكفّون ... " (ص170) برفع "يَكُفّون"، والصواب جزمها عطفا على "يسكت"، فنقول: "ويكفّوا" بحذف النون. وفى ص178 يقابلنا التركيب التالى: "ما إن هممتُ ... إلا سمعتُ ... "، وصوابها: "ما إن هممت بكذا حتى سمعت ... ". أما الاستثناء هنا فلا أدرى له وجها سوى أنه ثمرة لعدم الدقة التى تحدثنا عنها قبل قليل. ومثلها قول الكاتبة: "فما لبثنا إلا وكان الليل ... " (ص215. وقد تكرر هذا التركيب ص296).

أما "المحوششة" فى قول الكاتبة (177): "دواب الأرض المحوششة" فلا أدرى ماذا تقصد بها، بل لا أدرى من أى أرض استقدمتها، أو من أى سماء استنزلتها. وفى الفعل: "ولْنَلُوذ" (ص182) لا تلتفت كاتبتنا إلى أن اللام التى فى أول الفعل هى لام الأمر الجازمة، فكان حق الفعل أن تُحْذَف واوه الوسطى تمهيدا لتسكين الذال بعدها (هكذا: "ولْنَلُذْ"). وفى ص196 نرى "آوَيْتُ"، بمعنى "لجأت"، وصوابها: "أَوَيْت" بدون همزة تعدية لأن الفعل هنا لازم. وقد سبق أن لاحظت فى دراسة لى عن رواية طه حسين: "دعاء الكروان" أنه يستخدم ذات الصيغة فى نفس المعنى، فانبرى بعض الأساتذة يعترضون، عنادا منهم، علىَّ بأنه قد فاتنى أن القرآن يقول على لسان ابن نوح: "سآوِى إلى جبل يعصمنى من الماء"، وعلى لسان لوط عليه السلام: "أو آوِى إلى ركن شديد"، جاهلين أن الفعل هنا مضارع لا ماض، وأن الهمزة التى خيل إليهم فى أول الفعل أنها هى ذاتها الهمزة التى فى الماضى ليست للتعدية بل هى همزة المضارعة. وما كتبوه موجود عندى بأخطائه الفاحشة التى تؤكد ما يقوله المثل الشائع على سبيل المجاز من أن العناد يولد الكفر.

كذلك نرى الكاتبة (ص211) تستخدم كلمة "عمارة" بمعنى سفينة. فهل "العَمَارة" سفينة كما هى فى استعمال الكاتبة؟ أم هل هى أسطول كامل؟ الواقع أنه لا وجود لهذه الكلمة فى المعاجم القديمة كـ"لسان العرب" و"تاج العروس". بل إنها لا توجد فى معجم المستشرق البريطانى إدوارد وليم لين المسمى: "مَدّ القاموس"، بل ولا فى "المعجم الوسيط". أما فى "محيط المحيط" لبطرس البستانى، وهو من أهل القرن التاسع عشر، فنجد نصًّا على أنها فى استعمالها فى مجال السفن (وهذه عبارته حرفيا: "الطائفة من السفن الحربية") هى من كلام المولدين، وهو ما يعنى أن هذه الكلمة لم يكن لها وجود فى زمن الرواية بهذا المعنى، فضلا عن أن الكاتبة قد ضيقت معناها جدا فأطلقته على السفينة الواحدة، على حين أنها تعنى أسطولا (حربيا) لا سفينة واحدة. ولذلك نجد بين معانيها فى معجم " Verb Ace Pro" الألكترونى مثلا: " squadron, fleet وفى معجم هانز فير العربى الإنجليزى: " fleet (naval)". ومن الفقر المعجمى استخدام الكاتبة لفظ "التنادُم" (ص213) بمعنى "الصداقة"، وهو خطأ لأن المنادمة والتنادم إنما يكونان على الشراب ولا يدلان على مطلق الصداقة أو المصاحبة. ثم بعد هذا بصفحة نجدها تقول: "تعرَّقَتْ جلودهم" بدلا من "عَرِقَتْ". أما "تعرَّق" فمعناها "أكل ما على العظم من لحم" أو "مزج الخمر ببعض الماء". وكما يرى القارئ: ليس ثم صلة بين هذا وذاك.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير